روسيا تعلن انتهاء التعبئة وترسل نحو 90 ألفا للقتال والغرب يتهمها بالحصول على مئات المسيّرات الإيرانية

أعلنت الإدارة المحلية المعينة من قبل روسيا في مقاطعة خيرسون جنوبي أوكرانيا توسيع رقعة عمليات الإجلاء تحسبا لهجوم محتمل من القوات الأوكرانية، في وقت تعمل فيه كييف على تجاوز تداعيات الهجوم الصاروخي الواسع الذي نفذه الجيش الروسي أمس الاثنين.
وقال فلاديمير سالدو حاكم مقاطعة خيرسون المعين من قبل موسكو في منشور عبر تلغرام، إنه قرر توسيع المنطقة المشمولة بأوامر الإجلاء للمدنيين لمسافة 15 كيلومترا إضافيا لتشمل 7 تجمعات سكنية أخرى.
وبذلك تمتد هذه الرقعة لمسافة أبعد من نهر دنيبرو، إذ يقول المسؤولون المحليون الذين عيّنتهم روسيا إن الجيش الأوكراني ربما يستعد لمهاجمة سد كاخوفكا وإغراق المنطقة.
في غضون ذلك، تحاول السلطات الأوكرانية إصلاح الأضرار التي خلفها الهجوم الصاروخي الروسي الواسع على شبكات الكهرباء والمياه في البلاد أمس الاثنين.
وقال عمدة كييف فيتالي كليتشكو في منشور عبر تلغرام صباح اليوم الثلاثاء، إن إمدادات المياه والطاقة عادت إلى منازل العاصمة، لكنه أكد أن العجز كبير في إمدادات الطاقة ولذلك تُجرى عمليات قطع لترشيد الاستهلاك، حسب تعبيره.
استهداف البنى التحتية
في المقابل، صرح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بأن قواته تحد بشكل فعال من قدارت القوات الأوكرانية عن طريق استهداف منشآت البنية التحتية التابعة لها.
واتهم شويغو القوات الأوكرانية بتنفيذ قصف متواصل على محطة زاباروجيا النووية جنوبي أوكرانيا، وأماكن توزيع المساعدات الإنسانية.
في الوقت نفسه، استعرض شويغو بعض تفاصيل عملية التعبئة الجزئية التي أُعلن عن انتهائها.
وقال إن الجيش الروسي أرسل 87 ألف شخص ممن شملتهم التعبئة الجزئية إلى مناطق القتال بعد خضوعهم للتدريب.
وذكر شويغو أن نحو 3 آلاف خبير عسكري روسي ممن شاركوا في "العملية العسكرية" الجارية في أوكرانيا، دربوا المجندين الذين تم استدعاؤهم في التعبئة.
في السياق نفسه، أكد الكرملين انتهاء التعبئة الجزئية، وقال إن ذلك لا يحتاج إلى مرسوم من بوتين.
وجدد الكرملين اليوم الثلاثاء اتهامه بريطانيا بالتورط في أعمال "إرهابية" استهدفت خط أنابيب نورد ستريم، متوعدا بالرد عليها.
صواريخ في بيلاروسيا
من جهتها، رجحت وزارة الدفاع البريطانية في أحدث منشوراتها الاستخباراتية عبر تويتر اليوم الثلاثاء، أن تكون روسيا قد نقلت صواريخ باليستية من طراز "كيلجوي" (AS-24 KILLJOY) إلى بيلاروسيا في الآونة الأخيرة.
وكيلجوي هي تسمية يطلقها حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) على صواريخ "كينجال" (Kinzhal) الروسية التي يعني اسمها الخنجر، وهي صواريخ تطلق من الجو، وكشفت عنها روسيا عام 2018.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إنها حصلت على صور تظهر طائرتين مقاتلتين من طراز "ميغ-31 كيه" (MiG-31K) رابضتين في مطار ماتشوليتشي في بيلاروسيا يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وبجوارهما حاوية كبيرة.
Latest Defence Intelligence update on the situation in Ukraine – 1 November 2022
Find out more about the UK government's response: https://t.co/ohQH7fYyqM
🇺🇦 #StandWithUkraine 🇺🇦 pic.twitter.com/Q9WxS4UKza
— Ministry of Defence 🇬🇧 (@DefenceHQ) November 1, 2022
واستنتجت الاستخبارات العسكرية البريطانية أن هذه الحاوية تتعلق بصواريخ كيلجوي التي جُهز طراز ميغ 31 كيه لإطلاقها.
وأشار المصدر نفسه إلى أن نقل هذه الصواريخ -التي يبلغ مداها أكثر من 2000 كيلومتر- إلى بيلاروسيا، لا يمنح روسيا ميزة كبيرة في ضرب أهداف إضافية داخل أوكرانيا.
ولذلك فقد رجحت وزارة الدفاع البريطانية أن يكون نقل هذه الصواريخ في المقام الأول رسالة من روسيا إلى الغرب بأن بيلاروسيا مشاركة في هذه الحرب.
بوتين يتوعد بالمزيد
وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر صحفي أمس الاثنين بأن الضربات الروسية الموجهة للبنى التحتية الأوكرانية، وقرار موسكو تعليق مشاركتها في اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، هما رد على هجوم بالطائرات المسيرة استهدف الأسطول الروسي في شبه جزيرة القرم.
وحذر بوتين أوكرانيا قائلا "ليس هذا كل ما نستطيع أن نفعله"، ملمحا إلى خطوات أخرى محتملة، وذلك بعدما اتهم كييف بالمسؤولية عن مهاجمة السفن الروسية في القرم، وهو هجوم التزمت كييف الصمت بشأنه.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أن القوات الأوكرانية استخدمت 16 طائرة مسيرة في هجومها على سفن من أسطول البحر الأسود في سيفاستوبول (أكبر مدينة في شبه جزيرة القرم) في الساعات الأولى من صباح السبت الماضي، وأن خبراء من القوات البحرية البريطانية ساعدوا في تنسيق هذا الهجوم "الإرهابي".
وقال بوتين أمس الاثنين إن الطائرات المسيرة الأوكرانية استخدمت الممرات البحرية نفسها التي تستخدمها سفن الحبوب بمقتضى الاتفاقية التي توسطت فيها الأمم المتحدة.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن واشنطن تتابع التصريحات الروسية بشأن "هجوم مزعوم على السفن في ميناء سيفاستوبول".
وأضاف البنتاغون -في إحاطة صحفية غير مصورة- أن التقييم الأميركي يشير إلى وقوع انفجارات في ميناء سيفاستوبول، لكن أسبابها لم تعرف.
في الوقت نفسه، قال البنتاغون إن توفير قدرات الدفاع الجوي لأوكرانيا لا يزال أولوية لدى الولايات المتحدة، مؤكدا أن واشنطن ستسلم أوكرانيا اثنتين من منظومات "ناسامز" (NASAMS) للدفاع الجوي في القريب العاجل.
وفي السياق، نقلت شبكة "سي إن إن" (CNN) عن مسؤولين غربيين أن آخر شحنة أسلحة إيرانية لروسيا تضمنت 450 طائرة مسيرة أحدثت "تأثيرا مميتا" في أوكرانيا.
ممر الحبوب
وفيما يتعلق بشحنات الغذاء، أكدت روسيا أنها علقت مشاركتها في اتفاقية البحر الأسود فقط ولم تنسحب منها، وهددت بعرقلة مرور السفن، وسط محاولات من جانب تركيا لإنقاذ الاتفاقية.
من جهته، شدد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار خلال مباحثات أجراها مع وزيري الدفاع والبنى التحتية الأوكرانيين على ضرورة إبقاء اتفاقية شحن الحبوب منفصلة عن ظروف الصراع الدائر في أوكرانيا.
من جانب آخر، قال مركز التنسيق في الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إن 3 سفن شحن محملة بالحبوب الأوكرانية في طريقها إلى الممر البحري في البحر الأسود.
وأشار المركز الأممي إلى أن المحادثات متواصلة مع روسيا وأوكرانيا وتركيا لاستئناف المشاركة الكاملة في عملية تنسيق شحنات الحبوب.
وقد أعلنت وزارة البنى التحتية الأوكرانية أمس الاثنين أن 12 سفينة محملة بنحو 350 ألف طن من الحبوب أبحرت من ميناء أوديسا باتجاه موانئ في أفريقيا وآسيا وأوروبا.
وقالت إدارة أوديسا العسكرية الأوكرانية إنه تم الاتفاق مع تركيا والأمم المتحدة على تحريك 14 سفينة تجارية في البحر الأسود، وأعلنت الأمم المتحدة أن الفريقين التركي والأممي استأنفا تفتيش السفن بموجب اتفاقية البحر الأسود.