إيران تلوح بإجراءات إضافية ضد أطراف خارجية وأنباء عن أول أحكام الإعدام ضد المحتجين

Demonstration in Tehran
مظاهرة في وقت سابق بطهران (الأناضول)

لوّحت إيران بفرض إجراءات إضافية ضد أطراف تتهمها بالتدخل في شؤونها الداخلية، وذلك بعد أن فرضت قبل أيام عقوبات على شخصيات وكيانات أجنبية. وفي حين تتواصل الاحتجاجات، أفادت أنباء بصدور أول أحكام الإعدام ضد المتظاهرين المناوئين للسلطات.

فقد قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي اليوم الثلاثاء إن حكومته ستواصل اتخاذ إجراءات بحق أطراف تتدخل في شؤونها الداخلية على خلفية الاحتجاجات المستمرة في بلاده منذ سبتمبر/أيلول الماضي.

وأضاف جهرمي -في مؤتمر صحفي- أن حكومته فرضت عقوبات على شخصيات وكيانات أجنبية بسبب دعمهم جماعات إرهابية، حسب تعبيره.

وكانت إيران أعلنت أمس الاثنين أنها فرضت عقوبات على أفراد وكيانات أميركية، بينها وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، لتشجيعهم على "العنف والاضطرابات".

مهسا أميني

وجاءت الخطوة الإيرانية بعد فرض واشنطن عقوبات على طهران على خلفية الاحتجاجات التي تلت وفاة مهسا أميني (22 عاما) إثر احتجازها في طهران من قبل شرطة الأخلاق بحجة عدم التزامها بارتداء لباس محتشم.

وأثارت وفاة أميني احتجاجات واسعة لا تزال مستمرة، رغم سقوط عدد كبير من الضحايا. وقالت عائلة أميني إنها توفيت جراء تعرضها للضرب على رأسها، لكن السلطات أكدت أن وفاتها تعود لمرض سابق.

وبالإضافة إلى الولايات المتحدة، فرض الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا عقوبات على إيران بحجة قمعها المحتجين.

وتعقد الولايات المتحدة وألبانيا غدا الأربعاء اجتماعا غير رسمي لمجلس الأمن الدولي يمكن لجميع أعضاء المنظمة الدولية حضوره، وستتحدث خلال الاجتماع الإيرانية شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام، والممثلة والناشطة نازانين بونيادي إيرانية المولد.

وفي رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، طلبت إيران من دول العالم عدم حضور الاجتماع، متهمة واشنطن بتسييس حقوق الإنسان.

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بخروج مظاهرات جديدة في طهران ومدن إيرانية أخرى، وقالت الوكالة -نقلا عن ناشطين- إن مظاهرة خرجت في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين في منطقة اكباتان في طهران، مشيرة إلى أن قوات الأمن استخدمت القنابل الصوتية لتفريق المحتجين، وأضافت أن المتظاهرين رددوا هتافات مناهضة للمرشد الإيراني علي خامنئي.

كما قالت الوكالة الفرنسية -نقلا عن منظمة "هينغاو" لحقوق الإنسان، ومقرها النرويج- إن جنازة شابة قُتلت في الاحتجاجات تحولت إلى مظاهرة ضد الحكومة الإيرانية في مدينة سنندج في محافظة كردستان (شمال غربي إيران).

وفي السياق، أعلن طلاب جامعيون إيرانيون رفضهم المشاركة في الفصول الدراسية بسبب قرار اللجنة التأديبية في الجامعات إيقاف عدد من الطلاب عن الدراسة على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.

وتجمع طلاب في أكثر من 8 جامعات -بينها جامعة طهران- مطالبين بوقف قرارات اللجنة التأديبية وإطلاق سراح الطلاب المعتقلين. وذكر حساب الجمعيات الطلابية في الجامعات الإيرانية أن الطلاب رفعوا شعارات مناوئة للنظام، وأكدوا استمرار احتجاجاتهم.

محاكمات

وبدأت السبت الماضي في طهران محاكمة 5 رجال متهمين بارتكاب جرائم يمكن أن يعاقب عليها بالإعدام على خلفية الاحتجاجات.

ووفقا لمقطع فيديو لوالدته نشره مركز عبد الرحمن بوروماند ومقره واشنطن، فقد حُكم على أحد هؤلاء الرجال وهو محمد قبادلو بالإعدام في الجلسة الأولى للمحاكمة، لكن القضاء الإيراني لم يؤكد صدور الحكم، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

واعتقل آلاف المحتجين، وبينهم ناشطون بارزون، وقالت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية شبه الرسمية أمس الاثنين إن السلطات ستجري محاكمات علنية لنحو ألف شخص وُجهت إليهم تهم في طهران على خلفية الاضطرابات التي تشهدها البلاد.

والأسبوع الماضي، حذرت السلطات معارضيها من الاستمرار في الاحتجاج، وكانت اتهمت مرارا دولا تصفها بالمعادية و"عملاء" بالتسبب في الاضطرابات.

ووفقا لمنظمة حقوق الإنسان في إيران -ومقرها أوسلو- فقد قتل في الاحتجاجات 160 متظاهرا، كما قتل 93 شخصا في مظاهرات منفصلة اندلعت نهاية سبتمبر/أيلول الماضي في مدينة زاهدان (جنوب شرقي إيران) على خلفية تقارير أفادت بتعرض فتاة للاغتصاب من قبل مسؤول في الشرطة، حسب المنظمة الحقوقية.

المصدر : الجزيرة + وكالات