مع استمرار الاحتجاجات.. القيادة الإيرانية تجتمع لبحث الأزمة وألمانيا تسعى لتجميد أصول المسؤولين عن "القمع"

Protests continue in Iran
المظاهرات في إيران تتواصل منذ 4 أسابيع، للاحتجاج على وفاة الشابة مهسا أميني (الأناضول)

عقدت القيادة السياسية في إيران -اليوم الأحد- "اجتماع أزمة"، في ظل تزايد حدة الاحتجاجات التي تشهدها جميع أنحاء البلاد، على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني، في حين قالت وزيرة الخارجية الألمانية إنها ستعمل على  تجميد أصول المسؤولين عن حملة "القمع العنيفة" ضد الاحتجاجات.

ودخلت الاحتجاجات -أمس السبت- أسبوعها الرابع بعد وفاة أميني، البالغة من العمر 22 عاما، التي كانت احتجزتها شرطة الآداب في طهران بحجة ارتدائها ملابس غير محتشمة.

وذكرت الرئاسة الإيرانية -في بيان- أن الرئيس إبراهيم رئيسي ورئيس البرلمان ورئيس السلطة القضائية شاركوا في الاجتماع.

وحسب بيان مشترك صادر عن رئاسة الجمهورية، دعا المشاركون في الاجتماع إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية، والوقوف بوجه "المؤامرات المعادية" من أعداء النظام الإسلامي.

وكان الرئيس الإيراني قد قال -في وقت سابق- إن المؤامرات التي يحيكها أعداء إيران يمكن مواجهتها فقط عن طريق الاتحاد والتماسك الوطني.

وأضاف رئيسي -خلال لقائه مجموعة من ممثلي العشائر الإيرانية- أن بلاده تحرز تقدما رغم العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، مشددا على أنه عندما يرى -من سماه- العدو هذا التقدم في مجالات الاقتصاد والصناعة وغيرها، يتجه نحو التخطيط للمؤامرات ضدها، وفق تعبيره.

ولا يزال سبب وفاة أميني في حجز الشرطة غير واضح. وبينما يعتقد المنتقدون أن اللوم يقع على "وحشية الشرطة"، تصر السلطات على أن الفتاة توفيت بسبب قصور في القلب.

استمرار الاحتجاجات

وقالت وكالة الأنباء الرسمية -اليوم الأحد- إن تظاهرات احتجاجية خرجت في عشرات المناطق من العاصمة طهران ومدن أخرى في محافظة كردستان غربيَّ البلاد ومدينة أصفهان في الوسط، احتجاجا على وفاة الشابة مهسا أميني.

وذكرت الوكالة أن المحتجين أغلقوا بعض الطرق في طهران وأشعلوا النيران في حاويات القمامة، مضيفة أن قوات الشرطة تصدت لهم باستخدام الغاز المسيل للدموع.

وفي بازار طهران القديم، هاجم المحتجون مركزا للشرطة وأضرموا فيه النيران، في حين هاجم آخرون مقرا لقوات التعبئة المعروفة بالباسيج في مدينة سلماس شمال غربي البلاد.

ومساء أمس السبت، وصلت الاحتجاجات أيضا إلى مشاهدي التلفزيون، عندما تم اختراق قناتين تابعتين لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، حسبما ذكرت صحيفة "الشرق".

وأفادت الصحيفة، اليوم الأحد، بأن البث الإخباري على القناتين توقف لفترة وجيزة، وعُرضت صور بعض النساء اللواتي لقين حتفهن في الاحتجاجات.

وكتب المخترقون عبارة "انهض وانضم إلينا". وقيل إن منظمة "أنونيموس"، التي اخترقت العديد من المواقع الرسمية الإيرانية في الأسابيع الأخيرة، كانت وراء القرصنة.

وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران -التي مقرها النرويج- في بيان أمس السبت إن 185 على الأقل، بينهم ما لا يقل عن 19 طفلا، قتلوا في الاحتجاجات على مستوى البلاد في أنحاء إيران.

ووفقا للمنظمة، فقد وقع أكبر عدد من عمليات القتل في محافظة سيستان وبلوخستان، حيث سقط نصف العدد المسجل.

ونفت السلطات إطلاق الرصاص الحي، ووصفت الاحتجاجات بأنها مؤامرة من أعداء البلاد، ومن بينهم الولايات المتحدة، واتهمت معارضين مسلحين وآخرين بارتكاب أعمال عنف قُتل فيها ما لا يقل عن 20 من أفراد قوات الأمن.

خطة ألمانية

وفي سياق متصل، انتقدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك -اليوم الأحد- القيادة الإيرانية بشدة، مؤكدة أن بلادها ستعمل على ضمان قيام الاتحاد الأوروبي بتجميد أصول المسؤولين عن حملة "القمع العنيفة" ضد الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران.

وقالت بيربوك -لصحيفة "بيلد آم زونتاغ"- إن أي شخص يضرب النساء أو الفتيات في الشوارع، ويختطف أولئك الذين لا يرغبون في شيء سوى العيش بحرية، ويعتقلهم تعسفيا، ويحكم عليهم بالإعدام، يقف في الجانب الخاطئ من التاريخ.

وأضافت أن الاتحاد الأوروبي سيفرض حظرا على دخول المسؤولين عن قمع الاحتجاجات ويجمد أرصدتهم في التكتل.

وكان مصدر بوزارة الخارجية الألمانية قال الأسبوع الماضي إن ألمانيا وفرنسا والدانمارك وإسبانيا وإيطاليا وجمهورية التشيك قدمت 16 اقتراحا لفرض عقوبات جديدة من الاتحاد الأوروبي على إيران بسبب قمعها للاحتجاجات التي أشعلت شرارتها وفاة شابة في أثناء احتجاز الشرطة لها.

المصدر : الجزيرة + وكالات