بالصور.. هكذا يزاحم أحياء غزة أمواتها في المقابر

ISRAEL-PALESTINIANS/GAZA-POPULATION
عمر كحيل (65 عاما) يحمل حفيده محمد كحيل (7 سنوات) على أكتافه في مقبرة الشيخ شعبان بقطاع غزة حيث تقيم عائلتهما (رويترز)

في قطاع غزة المحاصر والمكتظ بالسكان، يضطر بعض السكان إلى العيش في مقابر القطاع في حين تصارع السلطات لتلبية الطلب المتزايد على بناء مساكن جديدة.

تعيش السيدة كاميليا كحيل وعائلتها في مقبرة الشيخ شعبان الأقدم في غزة، في منزل بناه زوجها في الجهة الشرقية من المقبرة، وقد بني البيت على قبري شخصين مجهولين.

وتقول كاميليا كحيل، التي تعيش في المقبرة منذ 13 عامًا مع زوجها وأطفالها الذين أصبح عددهم الآن 6، "لو كان بإمكان الموتى التحدث لقالوا لنا: اخرجوا من هنا".

وتوضح كحيل أن أطفالها، الذين يكسبون مبالغ زهيدة مقابل جلب الماء لمراسم الجنائز، لا يكفّون عن السؤال عن الوقت الذي سيتمكنون فيه من الانتقال للعيش خارج المقبرة.

وتقول ابنتها لميس (12 عامًا) "أحيانًا أتلقى دعوات من صديقاتي في المدرسة لبيوتهن، لكنني لا أستطيع أن أدعوهن إلى هنا؛ أخجل جدًّا من القيام بذلك".

ويعكس الضغط على المساحة الأرضية في المقبرة الطلب المتزايد على الأراضي في مدينة غزة التي تواجه أزمة ديمغرافية متصاعدة منذ سنوات، ويتوقع أن يزيد عدد سكان القطاع بأكثر من الضعف في غضون 30 عامًا المقبلة ليصبح 4.8 ملايين نسمة، وسط شح في الأراضي غير المأهولة التي بدأت في النفاد.

إعلان

وهناك تنافس شرس على العقارات الشحيحة في غزة، مع تزايد الطلب على المساكن والأراضي الزراعية لتوفير الغذاء للعدد المتزايد من السكان الذين يحتاجون إلى 14 ألف وحدة سكنية جديدة سنويًّا، وفقًا لنائب وزير الإسكان في غزة ناجي سرحان.

ولم يسلم الموتى من تداعيات النمو الديمغرافي السريع وشحّ الأراضي، فقد صارت المقابر مأوى لمن لا يجدون سكنا يؤويهم.

ويقول مازن النجار، المسؤول بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة، التي تشرف على 64 مقبرة في القطاع، "إننا نواجه معضلة في العثور على أراض لبناء المقابر بسبب واقع غزة ونموها السكاني، فالحاجة إليها تزداد كل عام، ونحن بحاجة إلى مبان سكنية وإلى قبور ومقابر".

ومع زيادة الطلب على الأراضي السكنية والحاجة لمساكن جديدة، لم يعد توفير مساحات في المقابر ضمن أولويات السلطات، بخاصة بعد الحروب المتكررة التي دمرت آلاف الوحدات السكنية في غزة في السنوات الأخيرة.

فمنذ عام 2008، شنّت إسرائيل 4 حروب على قطاع غزة، أسفرت عن مقتل نحو 4 آلاف شخص، العديد منهم من الأطفال.

وقد أغلقت وزارة الأوقاف في القطاع 24 مقبرة بعد أن بلغت أقصى طاقتها الاستيعابية، رغم أن العديد من العائلات تواصل دفن موتاها في المقابر القديمة القريبة من منازلها.

ويقول خالد حجازي أحد حراس مقبرة الشيخ رضوان في غزة "إن الدفن ممنوع هنا، ومن الصعب العثور على مكان لكن الناس لا يستمعون، أحاول منعهم ولكنني لا أستطيع".

ووفقا لمازن النجار، فإن الوزارة خصصت مقابر جديدة في مدن القطاع الأربع، لكن يتعين عليهم الآن العثور على بديل لأكبر مقبرة تقع في شمال مدينة غزة، وتضم نحو 750 ألف قبر.

وقال إن المقبرة "أوشكت على الامتلاء، وقد لا نجد أرضًا خالية لدفن الموتى في غضون 3 أو 4 سنوات".

A member of the Yassine family touches the grave of her two deceased sons - Ismail, 18, and Khaled, 27 - in the Sheikh Saban cemetery. The family say that they were killed during Israeli air attacks. [Mohammed Salem/Reuters]
سيدة عند قبر أحد أفراد أسرتها في إحدى مقابر قطاع غزة (رويترز)
Kamilia Kuhail, 35, brushes her seven-year-old daughter Yosra's hair before school, at their home in the Sheikh Shaban cemetery. [Mohammed Salem/Reuters]
كاميليا كحيل (35 عاما) تمشط شعر ابنتها يسرى (7 سنوات) قبل الذهاب إلى المدرسة في بيتهم بمقبرة الشيخ شعبان (رويترز)
A horse owned by the Kuhail family is tied to a grave in the Sheikh Shaban cemetery. [Mohammed Salem/Reuters]
حصان لعائلة كحيل مربوط في المقبرة حيث يعيشون (رويترز)
The Sheikh Radwan cemetery in Gaza city. [Mohammed Salem/Reuters]
مقبرة الشيخ رضوان في قطاع غزة (رويترز)
Mohammad Kuhail and his twin sister Yosra play on graves in the Sheikh Shaban cemetery. The children, who earn small amounts bringing water to funeral ceremonies, keep asking their parents when they will be able to move away from the cemetery. [Mohammed Salem/Reuters]
الطفل محمد كحيل وشقيقته التوأم يسرى يلعبان قرب بيتهما في مقبرة الشيخ شعبان (رويترز)
Omar Kuhail rests on a grave in the cemetery where he lives. [Mohammed Salem/Reuters]
عمر خليل يأخذ استراحة فوق أحد القبور في مقبرة الشيخ شعبان حيث يقيم (رويترز)
Khadija Kuhail holds her son, Mohanad Kuhail, one, in the doorway of their family home. 'If the dead could talk, they would tell us, get out of here,' said Kamilia who has lived in the cemetery for 13 years with her husband and a family now numbering six children. [Mohammed Salem/Reuters]
خديجة كحيل تحتضن ابنها محمد ذا العام الواحد في مدخل بيتهم في المقبرة (رويترز)
Lamis Kuhail, 12, studies for school in the Sheikh Shaban cemetery. 'I sometimes get invited by friends from school, but I can't invite them here, I am too shy to do that,' said Lamis. [Mohammed Salem/Reuters
لميس كحيل (12 عاما) تقول إنها تتلقى دعوات من صديقاتها في المدرسة لبيوتهن لكنها لا تستطيع أن تدعوهن إلى هنا فهي تخجل جدا من القيام بذلك (رويترز)
Yosra Kuhail and two-month-old Ahmed Kuhail sleep in their family home. The Kuhail family’s house was built on the graves of two unknown people whose remains are now buried under the foundations. [Mohammed Salem/Reuters
يسرى كحيل وأحمد كحيل ذو الشهرين ينامان في بيت عائلتهما الذي بني على قبرين مجهولين في مقبرة الشيخ شعبان بغزة (رويترز)
The Kuhail family cook on a fire in the Sheikh Shaban cemetery. [Mohammed Salem/Reuters]
عائلة كحيل تطبخ طعامها في مقبرة الشيخ شعبان في غزة (رويترز)

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر : الجزيرة

إعلان