أكبر خفض لإنتاج النفط منذ الجائحة.. بايدن يستهجن قرار أوبك بلس ويسعى لتقليص نفوذها في سوق الطاقة
أثار قرار مجموعة أوبك بلس خفض إنتاج النفط غضب الولايات المتحدة التي اتهمت المجموعة بالانحياز إلى روسيا، كما أوعز الرئيس الأميركي جو بايدن إلى وزارة الطاقة بتوزيع 10 ملايين برميل إضافية من الاحتياطي البترولي الإستراتيجي في السوق الشهر المقبل.
وقال البيت الأبيض، في بيان، إن القرار -الذي اتخذته هذه المجموعة خلال اجتماعها في فيينا اليوم الأربعاء- سبّب "خيبة أمل" للرئيس بايدن.
ووصف البيان قرار المجموعة، الذي يعد أكبر خفض لإنتاج النفط منذ جائحة كوفيد-19، بأنه "قصير النظر" وقال إنه سيضر البلدان التي "تترنح أصلا" تحت وطأة أسعار النفط المرتفعة في ظل اقتصاد عالمي يعاني بدوره من "التأثير السلبي" للهجوم الروسي على أوكرانيا.
وأضاف أنه "في ضوء قرار اليوم، ستتشاور إدارة بايدن مع الكونغرس حول أدوات وآليات إضافية لتقليص سيطرة تحالف الدول المنتجة للنفط على أسعار الطاقة".
كما أشار البيت الأبيض إلى أن بايدن -الذي أمر بتوزيع كميات إضافية من الاحتياطي الإستراتيجي في السوق- سيواصل التوجيه بالسحب من هذا الاحتياطي بحسب الحاجة، لحماية المستهلكين وتعزيز أمن الطاقة.
وقالت كارين جون بيير المتحدثة باسم البيت الأبيض إن من الواضح أن أوبك بلس تنحاز إلى روسيا، وفق تعبيرها، مؤكدة أن الولايات المتحدة ترى أن قرار خفض الإنتاج "خاطئ" ويصب في مصلحة موسكو الخاصة.
الموقف الروسي
وعلى الجانب الروسي، وصف ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء القرار الذي اتخذه تحالف أوبك بلس بأنه "غير مسبوق" وعزاه إلى الحاجة لتحقيق التوازن في سوق النفط.
وحذر نوفاك -في تصريحات أدلى بها للتلفزيون الرسمي- من أن التوجه لفرض سقف لسعر نفط بلاده، وهي خطوة اقترحها الاتحاد الأوروبي ضمن عقوبات جديدة مزمعة على موسكو، سيكون له أثر ضار على الأسواق العالمية.
وصرح المسؤول الروسي بأن بلاده قد تخفض إنتاج النفط لمواجهة التأثيرات السلبية إذا قررت القوى الغربية تنفيذ هذه الخطوة، كما أكد أن الشركات الروسية لن ترسل إمدادات النفط إلى الدول التي تعتمد هذا السقف.
من جهته، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان -خلال مؤتمر صحفي في ختام اجتماع أوبك بلس- إن هذه المجموعة ستبقى قوة أساسية لاستقرار السوق العالمية.
ورأى أن القرارات الاستباقية التي اتخذتها أوبك بلس ساهمت في الحفاظ على سوق نفط مستدام، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق الذي يخفض مستويات الإنتاج سيمتد حتى نهاية عام 2023.
وأشاد وزير الطاقة السعودي بإفراج الولايات المتحدة عن كميات من احتياطيها النفطي، إذ رأى أن هذه الخطوة جاءت في وقتها.
وفيما يتعلق بموسكو، قال الوزير إنه ليس معلوما كيف سيتم فرض سقف لسعر النفط الروسي، وأكد أنه لا أحد في أوبك بلس يمكنه التنبؤ بمستقبل الطاقة.
وفي تعقيب على هذه التطورات، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن بلاده لديها مصالح مشتركة مع السعودية، لكنها ترى أهمية لضمان وفرة إمدادات الطاقة في السوق وبقاء الأسعار منخفضة، وفق تعبيره.
تداعيات القرار
وقد تجاهل تحالف أوبك بلس -الذي يضم أعضاء منظمة أوبك وشركاءهم ومن بينها روسيا- مناشدات البيت الأبيض لمواصلة ضخ إمدادات النفط، وقرر خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا، وهو أكبر خفض منذ تفشي كوفيد-19 عام 2020.
وقد تؤدي هذه الخطوة إلى ارتفاع أسعار النفط الخام، وهو ما يخشى محللون أن يزيد معدلات التضخم التي وصلت إلى مستويات قياسية منذ عقود في العديد من البلدان.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن هذه الخطوة قد تعطي دعما لروسيا قبل حظر الاتحاد الأوروبي لمعظم صادراته من نفطها في وقت لاحق من هذا العام، ومحاولة مجموعة الدول السبع لكبح جماح أسعار النفط.
وقد ارتفعت أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية عقب إعلان قرار أوبك بلس، ليتجاوز سعر خام برنت القياسي 93 دولارا للبرميل.
ويتهم الغرب روسيا باستخدام الطاقة سلاحا، واختلاق أزمة في أوروبا قد تضطر معها إلى وضع حصص لاستهلاك الغاز والكهرباء هذا الشتاء.
وفي المقابل، تتهم موسكو الغرب باتخاذ الدولار والأنظمة المالية مثل "سويفت" سلاحا ضدها.
ومن بين الأسباب التي تجعل واشنطن مهتمة بخفض أسعار النفط سعيها لحرمان موسكو من عائدات بيع الخام.