بينهم سي آي إيه وقائد القيادة الوسطى.. إيران تفرض عقوبات على أفراد وكيانات أميركية وتحث على مقاطعة اجتماع دعت له واشنطن
أعلنت إيران، الاثنين، فرض عقوبات على أفراد وكيانات أميركية بينها وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" (CIA)، لتشجيعهم على "العنف والاضطرابات" في الجمهورية الإسلامية، بعد فرض واشنطن عقوبات على طهران على خلفية الاحتجاجات التي تلت وفاة مهسا أميني.
وفرضت أطراف غربية عدة في الآونة الأخيرة عقوبات على طهران على خلفية "قمع" الاحتجاجات. وأعلنت الولايات المتحدة في 26 أكتوبر/تشرين الأول، معاقبة أكثر من 12 مسؤولا إيرانيا بينهم قادة أمنيون للسبب نفسه.
ونشرت وزارة الخارجية في طهران أمس الاثنين قرار العقوبات والذي شمل 10 أشخاص و4 كيانات في الولايات المتحدة على خلفية ما قالت إنه "قيامهم بنشاطات مناهضة لحقوق الإنسان، والتدخل في الشؤون الداخلية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتشجيع على العنف والاضطرابات في إيران، وكذلك الحض على أعمال إرهابية (…) وزيادة الضغط على الأمة الإيرانية".
ومن أبرز من شملهم الإجراء الإيراني، قائد القيادة الوسطى للجيش الأميركي "سنتكوم" مايكل كوريلا، إضافة إلى وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" والحرس الوطني الأميركي.
وتتضمن العقوبات المفروضة حظر إصدار تأشيرات سفر ومنع دخول إلى إيران، و"تجميد أموالهم وممتلكاتهم الخاضعة لولاية الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وسبق لإيران أن ردت باتخاذ إجراءات مماثلة بحق دول غربية فرضت عليها عقوبات بسبب الاحتجاجات، علما بأن هذه الإجراءات تبقى رمزية إلى حد كبير.
كما فرضت طهران في 26 أكتوبر/تشرين الأول عقوبات على 8 مؤسسات و12 شخصا في الاتحاد الأوروبي، بعد أسبوع من إدراجها كيانات وأفرادا بريطانيين على قائمتها السوداء ردا على فرض لندن عقوبات على شرطة الأخلاق الإيرانية.
وسبق لمسؤولين إيرانيين أن اتهموا "أعداء" الجمهورية الإسلامية، وفي مقدمهم الولايات المتحدة، بالضلوع في "أعمال الشغب" التي وقعت في بلادهم.
إيران تطالب بمقاطعة اجتماع عن الاحتجاجات
حثت طهران، الاثنين، دول العالم على عدم حضور اجتماع تنظمه الولايات المتحدة في الأمم المتحدة عن الاحتجاجات في إيران التي أشعلتها وفاة شابة أثناء احتجازها من قبل الشرطة، متهمة واشنطن بتسييس حقوق الإنسان.
وستعقد الولايات المتحدة وألبانيا اجتماعا غير رسمي لمجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء يمكن لجميع أعضاء المنظمة الدولية حضوره. وستتحدث أمام الاجتماع الإيرانية شيرين عبادي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، والممثلة والناشطة نازانين بونيادي، الإيرانية المولد.
وكتب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد عرافاني، في رسالته الموجهة للدول الأعضاء في المنظمة الدولية أن "الولايات المتحدة ليس لديها قلق حقيقي وفعلي بشأن وضع حقوق الإنسان في إيران أو في أي مكان آخر".
ووصف الاحتجاجات بأنها قضية داخلية وكتب أنه ستكون هناك "نتائج عكسية فيما يتعلق بتعزيز حقوق الإنسان" إذا ناقش مجلس الأمن الدولي هذه القضية.
وكتب عرافاني يقول إن "الولايات المتحدة تفتقر للمؤهلات السياسية والأخلاقية والقانونية المطلوبة لعقد مثل هذا الاجتماع، مما يشوه المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان".
وقالت البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة إن اجتماع يوم الأربعاء يهدف إلى "تسليط الضوء على القمع المستمر للنساء والفتيات وأفراد الأقليات الدينية والعرقية في إيران"، وتحديد سبل تعزيز التحقيقات الموثوقة والمستقلة في انتهاكات حقوق الإنسان في إيران.
وشكك عرافاني في التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن المرأة الإيرانية، ودعا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى "الاعتراض صراحة على مثل هذه الممارسات المتهورة والخطيرة التي تحاول الولايات المتحدة من خلالها خلق مثل هذه السابقة الخطيرة وتسييس قضايا حقوق الإنسان من أجل تحقيق أجندتها السياسية".
وتشهد إيران احتجاجات مستمرة منذ وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) يوم 16 سبتمبر/أيلول الماضي بعد 3 أيام من احتجازها على يد شرطة الأخلاق بدعوى عدم ارتداء ملابس محتشمة.
وقالت وكالة هرانا للأنباء المعنية بحقوق الإنسان في إيران إن 283 متظاهرا قتلوا في الاحتجاجات حتى السبت، بينهم 44 قاصرا. كما قُتل نحو 34 من أفراد قوات الأمن.
وأضافت الوكالة أن أكثر من 14 ألف شخص تم اعتقالهم، بينهم 253 طالبا، في احتجاجات في 132 مدينة وبلدة و122 جامعة.
وتلقي إيران بمسؤولية الاضطرابات على كاهل أعدائها الأجانب وعملائهم في البلاد.