اليمن.. تجدد الاشتباكات بين القوات الحكومية والحوثيين وقلق أميركي من إخفاق تمديد الهدنة

تجددت المعارك بين قوات الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي أمس الاثنين جنوبي البلاد، بينما أعربت واشنطن عن أسفها لانتهاء التهدئة وإخفاق جهود الأمم المتحدة في التوصل لاتفاق على تمديدها.
وفي وقت مبكر من فجر الثلاثاء، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة تعبر عن قلقها العميق إزاء انقضاء هدنة بوساطة الأمم المتحدة في اليمن من دون التوصل إلى اتفاق بتمديدها، مؤكدة في الوقت نفسه ترحيبها بدعم حكومة اليمن لمقترح الأمم المتحدة للتمديد.
وأضافت الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تؤكد عدم قبول خطاب الحوثيين الذي ينطوي على تهديد للسفن التجارية والشركات النفطية العاملة في المنطقة، وحثت الحوثيين على مواصلة التفاوض بحسن نية، حسب قولها.
واتهمت الحكومة اليمنية مساء الأحد الحوثيين بالتعامل مع الهدنة بوصفها "فرصة للابتزاز وتقديم مصالح إيران على مصالح الشعب اليمني".
وقال عضو مجلس القيادة الرئاسي، عبد الله العليمي، في أول تعليق لمسؤول يمني عقب إخفاق تمديد الهدنة الأممية، إن "مليشيات الحوثي الانقلابية تعاملت مع الهدنة الإنسانية كمعركة سياسية وفرصة للابتزاز، وقدمت مصالح إيران على مصالح الشعب اليمني".
واندلعت اشتباكات في جبهتي الضالع (جنوب) وتعز (جنوب غرب)، بين قوات الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي، بعد ساعات على انتهاء التهدئة الساعة (16:00 بتوقيت غرينتش) من مساء الأحد.
وقالت مصادر عسكرية ومحلية يمنية إن المدفعية التابعة للواء ثلاثين مدرع بالجيش اليمني استهدفت مواقع تابعة للحوثيين في منطقة الفاخر في مديرية قطعبة بمحافظة الضالع، ردا على قصف الحوثين لمواقع القوات الحكومية.
وأشارت المصادر إلى أن قذائف هاون سقطت في مناطق سكنية دون الحصول على معلومات بشأن سقوط خسائر بشرية.
من جهته، حمَّل رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي جماعة الحوثي مسؤولية الفشل في تمديد الهدنة، وقال خلال لقائه السفير الألماني لدى اليمن هوبيرت يغر ونائبه ميشائيل فيستلاند في الرياض إن المليشيات الحوثية وداعميها تتحمل مسؤولية التداعيات الإنسانية الوخيمة للتصعيد الحربي، حسب تعبيره.
وأوضح العليمي أن من شأن التصعيد الراهن "مفاقمة الأوضاع المعيشية وقطع الطريق أمام المساعي الحميدة لتوسيع الهدنة، بما في ذلك دفع رواتب الموظفين وفتح الطرق وإطلاق آلاف المحتجزين على ذمة الحرب".
فشل التمديد
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، قد أعرب مساء الأحد عن أسفه لعدم التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة التي بدأت في الثاني من أبريل/نيسان الماضي.
ونقلت وكالت الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، عن الناطق باسم محور تعز في الجيش اليمني، العقيد عبد الباسط البحر، قوله إن "مليشيا الحوثي استهدفت بالمدفعية والأسلحة المتوسطة والثقيلة وقذائف الهاون مواقع الجيش في عدة مناطق بمحافظة تعز".
وأضاف "حاولت عناصر الحوثيين التسلل إلى المواقع وخصوصا أسفل منطقة عصيفرة ومواقع شرق المدينة وموقع الدفاع الجوي ومنطقة ماتع غربي المدينة".
وتابع أن "جنود الجيش تصدوا لتلك القوات وكبدوها خسائر كبيرة وأجبروها على الفرار"، من دون مزيد من التفاصيل.
كما أكد ضابط في الجيش اليمني بمحافظة الضالع، جنوبي البلاد، أن "مليشيات الحوثي استهدفت القوات الجنوبية (تابعة للمجلس الانتقالي)، في مناطق قطاعات (بتار، الجب، وحبيل العبدي، وباب غلق في مريس)، شمالي الضالع".
وأضاف المصدر، مفضلا عدم ذكر اسمه، "أن القوات الجنوبية تصدت للقوات المهاجمة وأرغمتها على الفرار".
ولم يتم الإعلان عن وقوع قتلى أو إصابات جراء الاشتباكات حتى الساعة.
ويشار إلى أن اليمن يشهد منذ أكثر من 7 سنوات حربا متواصلة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية، والحوثيين المقربين من إيران والمسيطرين على عدة محافظات بينها صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.