مقتل مهسا أميني.. دول أوروبية تعتزم فرض عقوبات على إيران وخامنئي: جهات أجنبية وراء إثارة الشغب

Iran's Supreme Leader Ayatollah Ali Khamenei reviews armed forces during a graduation ceremony for armed Forces Officers' Universities at the police academy in Tehran
خامنئي (يسار) اتهم واشنطن وتل أبيب بإثارة الشغب في إيران (رويترز)

قالت وكالة رويترز إن دولا أوروبية تعتزم فرض عقوبات على إيران بسبب ما قالت إنها حملة عنيفة على الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة الشابة مهسا أميني إثر احتجازها من قبل "دورية الإرشاد"، في حين اتهم المرشد الإيراني علي خامنئي جهات خارجية بالتخطيط لإثارة الشغب في البلاد.

ونقلت رويترز عن مصدر في وزارة الخارجية الألمانية -اليوم الاثنين- أن ألمانيا وفرنسا والدانمارك وإسبانيا وإيطاليا والتشيك قدمت 16 اقتراحا بفرض عقوبات جديدة من الاتحاد الأوروبي على إيران بسبب ما تعدّه حملة عنيفة على الاحتجاجات المتعلقة بحقوق المرأة.

وستستهدف الإجراءات المقترحة أشخاصا ومؤسسات مسؤولة أساسا عن قمع الاحتجاجات التي اندلعت في أنحاء إيران بعد موت أميني (22 عاما) عقب احتجازها لدى الشرطة.

كما نقلت مجلة "دير شبيغل" الألمانية عن مصادر قولها إن المانيا ودولا أوروبية أخرى اقترحت فرض عقوبات على إيران بسبب قمعها الاحتجاجات على أراضيها.

من جانبها، قالت الحكومة الكندية إنها فرضت عقوبات جديدة على إيران اليوم الاثنين بسبب انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان، بما في ذلك ما يتعلق بوفاة مهسا أميني.

وقالت الحكومة الكندية في بيان إن "هذه العقوبات ردا على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتُكبت في إيران، ومن بينها القمع الممنهج للنساء، خاصة الأفعال الشائنة المُرتكبة من قبل ما يسمى "شرطة الإرشاد" في إيران، التي أدت إلى وفاة مهسا أميني أثناء احتجازها لديهم".

كما قالت وزارة الخارجية البريطانية اليوم الاثنين إنها استدعت القائم بالأعمال الإيراني بشأن قمع الاحتجاجات في بلاده، التي بدأت بعد مقتل مهسا أميني وهي رهن احتجاز الشرطة.

وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي "العنف الذي يتعرض له المحتجون في إيران على يد قوات الأمن صادم حقا".

من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير اليوم الاثنين إن البيت الأبيض يندد بقمع قوات الأمن الإيرانية للمحتجين السلميين.

عملاء من الخارج

في المقابل، قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن الأحداث التي شهدتها البلاد خلال الأيام الماضية على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني كانت مخططا لها من قِبَل جهات خارجية.

واتهم خامنئي الولايات المتحدة وإسرائيل ومن وصفهم بعملاء واشنطن وبعض الخونة من الإيرانيين المقيمين في الخارج.

وأضاف خامنئي -خلال حفل تخريج ضباط بالقوات المسلحة- أن ردود الفعل على وفاة الشابة الإيرانية لم تكن منطقية، وأن هناك مخططا لزعزعة الأمن والاستقرار وإثارة الشغب في البلاد، وفق تعبيره.

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني قال إن بعض القنوات الأجنبية تحولت إلى ما وصفها بغرفة عمليات إعلامية ضد بلاده، للتحريض على العنف والتشجيع على أعمال الشغب.

وأضاف كنعاني أن بلاده ستوظف كل الإمكانات المتاحة لديها لمواجهة هذه القنوات، وأنها وجهت تحذيرا حادا للدول التي تستضيف هذه القنوات، حسب قوله.

وألقت ما يسمى "شرطة الإرشاد" القبض على أميني في 13 سبتمبر/أيلول الماضي في طهران لارتدائها "ملابس غير مناسبة"، حسب السلطات، وتوفيت بعد 3 أيام في المستشفى بعد إصابتها بإغماء.

وتقول أسرة أميني إنها تعرضت لضرب أفضى إلى موتها في الحجز، في حين تنفي الشرطة الإيرانية تلك المزاعم، وتقول إنها ماتت إثر إصابتها بنوبة قلبية.

وأثارت وفاة أميني موجة مظاهرات في عدة مدن إيرانية، وأوردت وسائل إعلام محلية أن شرطة مكافحة الشغب واجهت -أمس- مئات الطلبة في جامعة شريف للتكنولوجيا بطهران التي تعد أهم جامعة علمية في إيران، واستخدمت الشرطة الغاز المدمع.

وقالت نقابة الطلاب الإيرانيين إن جامعتي طهران وكردستان إضافة إلى أكثر من 10 جامعات أخرى في البلاد شهدت احتجاجات ضد ما سمته قمع الطلاب في جامعة شريف بطهران، وأضافت النقابة أن الطلبة قاطعوا الدراسة لليوم الثالث على التوالي.

وعلى صعيد متصل بث ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لاحتجاج تلميذات مدارس في كل من طهران وكرج وشيراز، وأظهرت الصور التلميذات من دون حجاب وهن يرددن شعارات مناوئة لمسؤولي النظام.

من جانب آخر، قررت "جامعة شريف" الايرانية للتكنولوجيا أن تكون الدراسة بها عن بعد، بدءا من الاثنين وحتى إشعار آخر، دون ذكر الأسباب.

المصدر : الجزيرة + رويترز