روسيا تعلن انتهاء التعبئة الجزئية وكييف تشكك وتطلب من طهران وقف إرسال السلاح لموسكو

أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، اليوم الجمعة، انتهاء عمليات التعبئة الجزئية في البلاد باستدعاء 800 ألف شخص ممن سبقت خدمتهم في القوات المسلحة، وقد شكّك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في إعلان شويغو، وطلبت كييف من طهران التوقف عن إرسال الطائرات المسيّرة إلى موسكو.
وأضاف وزير الدفاع الروسي شويغو في تقرير قدمه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لا توجد خطط لتعبئة إضافية، مشيرا إلى أن 82 ألف مجند شملتهم التعبئة الجزئية باتوا في منطقة الصراع (أوكرانيا)، مع وجود 218 ألفا في التدريبات.
وحسب الوزير الروسي فإن عملية التجنيد مستقبلا لفائدة الحرب الدائرة في أوكرانيا ستعتمد على المتطوعين والجنود المحترفين، بدلا من حشد المزيد من المدرجين على قوة الاحتياط.
وكان الرئيس بوتين أعلن التعبئة العسكرية الجزئية يوم 21 سبتمبر/أيلول الماضي لأول مرة في تاريخ روسيا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وجاء القرار بعد سلسلة من الهزائم العسكرية التي منيت بها روسيا في حرب أوكرانيا، وجعلتها تنسحب من منطقة خاركيف في شرق أوكرانيا، ووضعتها تحت ضغوط متزايدة في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا.
في المقابل، شكّك الرئيس الأوكراني زيلينسكي في إعلان موسكو انتهاء عملية التعبئة الجزئية، وقال في خطابه التلفزيوني الليلي إن "القوات الروسية تعاني من ضعف شديد في التحضير والعتاد، وهو ما يدفعنا للاعتقاد بأن روسيا قد تحتاج قريبا لأفواج جديدة من المجندين الذين سيرسلون إلى الحرب".
جبهة خيرسون
قال رئيس سلطات شبه جزيرة القرم المعين من قبل موسكو سيرغي أكسيونوف الجمعة إن عملية إجلاء المدنيين من مقاطعة خيرسون جنوبي أوكرانيا قد استكملت، موضحا أن إجلاء السكان تم من الضفة المكشوفة من نهر دنيبرو إلى الضفة الأخرى (اليسرى)، ومن ثم إلى مناطق آمنة داخل روسيا.
وقال حاكم شبه جزيرة القرم سيرغي أكسيونوف اليوم الجمعة إن سيرغي كيرينكو النائب الأول لكبير الموظفين في مكتب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زار مدينة خيرسون، واطلع على سير عمليات الإجلاء.
ويأتي الإجلاء في خيرسون في ظل استمرار الهجوم المعاكس الذي تشنه القوات الأوكرانية منذ أغسطس/آب الماضي لاسترجاع المقاطعة الإستراتيجية، والتي سيطرت عليها روسيا منذ الأسابيع الأولى للحرب التي شنتها على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.
وكان حاكم خيرسون الموالي لروسيا فلاديمير سالدو قد صرح أول أمس الأربعاء بأن 70 ألفا من السكان على الأقل غادروا منازلهم في المقاطعة خلال أقل من أسبوع.
مسرحية إعلامية
ووصف الرئيس الأوكراني التصريحات الروسية عن عمليات الإجلاء من خيرسون ونقل القوات بأنها مسرحية إعلامية هدفها التضليل.
وقال زيلينسكي، في مقابلة مع صحيفة إيطالية، إن القوات الروسية الأكثر خبرة لا تزال في مواقعها، وهي ليست مستعدة لمغادرة خيرسون، وشدد الرئيس الأوكراني على أنه لا يمكنه الكشف عن كل شيء حتى تتمكن بلاده من نقل قواته من مناطق خطيرة إلى هناك، في إشارة إلى خيرسون.
وقالت السلطات المحلية الموالية لروسيا في المقاطعة إن القوات الروسية اعترضت 6 صواريخ من طراز "هيمارس" (Hirmas) الأميركية أطلقتها القوات الأوكرانية باتجاه جسر "أنتونوفسكي".
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها نفذت هجمات بالمروحيات على مواقع عسكرية أوكرانية في خيرسون.
وفي خيرسون أيضا، أعلن الرئيس الشيشاني رمضان قديروف الموالي لموسكو، مقتل 23 وإصابة 58 ممن وصفها بقوات "أحمد" الخاصة الشيشانية، في قصف مدفعي أوكراني بداية الأسبوع الجاري في المقاطعة.
وأضاف قديروف عبر قناته في موقع تليغرام أن القوات الخاصة الشيشانية تمكنت من قتل أكثر من 70 أوكرانيًّا في ردها على القصف، متوعدا بالانتقام من القوات الأوكرانية.
طلب لإيران
قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في تغريدة له على تويتر إنه تلقى مكالمة هاتفية من نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان اليوم الجمعة، وإنه طالب طهران بالوقف الفوري لإرسال أسلحة إلى روسيا.
Today, I received a call from Iranian Foreign Minister Hossein Amir Abdollahian, during which I demanded Iran to immediately cease the flow of weapons to Russia used to kill civilians and destroy critical infrastructure in Ukraine.
— Dmytro Kuleba (@DmytroKuleba) October 28, 2022
واتهمت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون إيران بإرسال طائرات مسيّرة إيرانية الصنع إلى روسيا تستخدمها القوات الروسية في ضربات مدمرة تستهدف البنية التحتية الأوكرانية. وتنفي إيران الاتهام.
وكان المتحدث باسم سلاح الجو الأوكراني يوري إهنات قال في وقت سابق اليوم إن بلاده أسقطت أكثر من 300 مسيرة إيرانية من طراز "شاهد-136" حتى الآن.
وفي سياق متصل، أعلنت أوكرانيا اليوم انقطاعا "غير مسبوق" في التيار الكهربائي بمنطقة كييف نتيجة تضرر منشآت الطاقة الأوكرانية بشدة جراء الضربات الروسية في الأسابيع الأخيرة، والتي استخدمت فيها طائرات مسيّرة انتحارية قالت كييف إنها إيرانية الصنع.
وقالت شركة "دتيك" الأوكرانية الخاصة في تدوينة على فيسبوك "للأسف، ستفرض قيود إضافية على الإمدادات الكهربائية في الأيام المقبلة".
مساعدات وعقوبات
من جانب آخر، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) اليوم الجمعة تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 275 مليون دولار.
وقالت نائبة المتحدث باسم البنتاغون سابرينا سينغ إن هذه المساعدات تتضمن ذخائر لأنظمة صواريخ هيمارس، ومدرعات هامفي (Humvee)، وهوائيات للاتصالات عبر الأقمار الصناعية، وأوضحت أنها لا تشكل بديلا لخدمات الأقمار الصناعية لستارلينك.
وفي كندا، قال رئيس الوزراء جاستن ترودو إن بلاده فرضت عقوبات جديدة على أفراد وشركات روسية، قال إنها متواطئة في الحرب على أوكرانيا.
وتشمل العقوبات الكندية الجديدة 35 من كبار المسؤولين في شركات الطاقة، منهم مسؤولون في شركة غازبروم والشركات التابعة لها.