البنتاغون: روسيا تشكل "تهديدات خطيرة" لكن الصين تمثل التحدي "الأساسي"

Secretary of Defense Lloyd J. Austin Holds Media Briefing
وزير الدفاع الأميركي: الصين هي المنافس الوحيد الذي يمتلك النية والقوة لإعادة تشكيل النظام الدولي (الفرنسية)

اعتبرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في إستراتيجيتها الشاملة الصادرة الخميس أن الغزو الروسي لأوكرانيا يسلط الضوء على "تهديدات خطيرة" تشكلها موسكو، لكنها أكدت أن الصين تمثل التحدي "الأساسي" للولايات المتحدة، وكشفت أن الولايات المتحدة ستتوقف عن تطوير صواريخ كروز نووية تطلق من البحر.

وأوضحت الإستراتيجية الأميركية الجديدة أن روسيا "تمثل تهديدات خطيرة للمصالح القومية الحيوية للولايات المتحدة في الخارج، وفي الداخل".

وأضافت الوثيقة الجديدة أن "التحدي الأكثر شمولا وخطورة للأمن القومي الأميركي هو المساعي (الصينية) المتزايدة والعدوانية لإعادة تشكيل منطقة المحيطين الهندي والهادي، والنظام الدولي لتناسب مصالحها وخياراتها التسلطيّة".

وتسلط الوثيقة الضوء على الخطاب الصيني حول تايوان التي تعهدت بكين بالسيطرة عليها بالقوة إذا لزم الأمر، باعتباره عامل زعزعة للاستقرار يؤدي إلى حصول تقديرات خاطئة ويهدد السلام في المنطقة.

وقال وزير الدفاع الأميركي إن إستراتيجية الدفاع القومي تركز على الردع المستدام والمعزز حيال الصين، موضحا أن بكين هي "المنافس الوحيد الذي يمتلك النية والقوة لإعادة تشكيل النظام الدولي"، في حين تصف إستراتيجية الدفاع القومي -يضيف الوزير- روسيا "بالتهديد الحاد، ولكنها غير قادرة على تحدي واشنطن على المدى البعيد".

وقف كروز النووية

وكشفت الوثيقة الجديدة للبنتاغون، أن الولايات المتحدة ستتوقف عن تطوير صواريخ كروز نووية تطلق من البحر، رغم أن بعض كبار المسؤولين العسكريين في الولايات المتحدة أوصوا علانية بالإبقاء على هذا البرنامج.

قرار إلغاء تطوير صواريخ كروز نووية تطلق من تحت سطح البحر قد يساعد الرئيس الأميركي جو بايدن في الاستجابة لدعوات من حزبه الديمقراطي إلى تقليص الترسانة النووية الأميركية، من دون التضحية بالمكونات الرئيسية لما يعرف بـ"الثلاثي النووي".

والثلاثي النووي هو الصواريخ الباليستية الأرضية العابرة للقارات ذات الرؤوس النووية، والطائرات القاذفة ذات القدرة النووية، والغواصات المجهزة بأسلحة النووية.

وقد أصدرت إدارة الرئيس بايدن 3 وثائق اليوم الخميس هي: إستراتيجية الدفاع القومي، ومراجعة الوضع النووي، ومراجعة الدفاع الصاروخي. وتحدد الوثائق الثلاث مجتمعة الأولويات العسكرية لواشنطن في السنوات القليلة المقبلة.

إدارة ترامب

وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد قررت في عام 2018 تطوير سلاح جديد وهو صواريخ كروز مجهزة بأسلحة نووية تطلق من البحر، وذلك لمواجهة التهديدات القادمة من روسيا.

غير أن إدارة بايدن قالت في وثيقتها الجديدة إن برنامج صواريخ كروز التي تطلق من البحر "ليست ضرورية وسيجري إلغاؤها لأن الولايات المتحدة لديها الوسائل لردع أي استخدام لأسلحة نووية على نطاق محدود".

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في تصريحات صحفية إن جيش بلاده ليس في حاجة لبرنامج صواريخ كروز النووية التي تطلق من البحر، لأن لديه ما يكفي من القدرات في الترسانة النووية الحالية.

وأضاف الوزير أوستن "لا أظن أن هذا التراجع سيبعث بأي رسالة إلى بوتين (الرئيس الروسي)، لأنه يعي ماهية قدراتنا".

وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي صرح في أبريل/نيسان الماضي لأعضاء في الكونغرس بأن موقفه تجاه برنامج صواريخ كروز النووية التي تطلق من البحر لم يتغير، وأنه يرى أن التوفر على خيارات متعددة يبقى حاجة قائمة.

وفي وثيقة "مراجعة الوضع النووي"، قال البنتاغون إن هدف ترسانته النووية هو ردع الهجمات النووية وغير النووية الأجنبية التي لها تداعيات إستراتيجية. وقال مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية للصحفيين "يشمل ذلك استخدام السلاح النووي، مهما كانت قوته، كما يشمل الهجمات الإستراتيجية الكبيرة جدًّا باستخدام وسائل غير نووية".

الأقمار الاصطناعية

على صعيد متصل، قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة سترد بطريقة "مناسبة" على أي هجوم روسي ضد أقمار اصطناعية تجارية أميركية، مشيرا إلى أنها "ستحمّل روسيا مسؤولية أي هجوم من هذا القبيل في حال حدوثه".

جاء ذلك ردا على تصريحات المسؤول بوزارة الخارجية الروسية قسطنطين فورونتسوف في الأمم المتحدة أمس الأربعاء بأن استخدام الأقمار الاصطناعية التجارية "في الفضاء الخارجي لأغراض عسكرية" من قبل الدول الغربية يمثل "نزوعا خطيرا للغاية".

وأضاف فورونتسوف أن "تلك الدول لا تدرك أن مثل هذه الأعمال تشكل في الواقع مشاركة غير مباشرة في نزاعات عسكرية"، مردفا بأن "البنية التحتية شبه المدنية قد تصبح هدفًا مشروعًا للرد".

ولم يحدد المسؤول الروسي الأقمار الاصطناعية التجارية التي كان يقصدها، لكن أقمار "ستارلينك" للإنترنت الفضائي، والتي نشرتها شركة "سبايس إكس" التابعة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، تؤدي دورا رئيسيا في اتصالات الجيش الأوكراني في مواجهة القوات الروسية.

المصدر : وكالات