في شرق أوكرانيا… فولوديمير زيلينسكي آخر يعيش محنته الخاصة

عندما جاءت القوات الروسية تطرق أبواب منازل قريته الصغيرة في شرقي أوكرانيا في آخر أبريل/نيسان 2022 للتحقق من هويات السكان، شعر المتقاعد فولوديمير زيلينسكي (64 عاما) بالرعب، وعندما فتح لها الباب، نظر أحد الجنود الروس إلى جواز سفره فانفجر ضحكا.
قال الجندي "لا تقلقوا يا رفاق، لقد انتهت الحرب. يمكننا العودة إلى الديار.. لقد أمسكنا برئيسهم!".
ولد زيلينسكي، الذي يحمل الاسم نفسه للرئيس الأوكراني، في العام 1958 في مدينة باخموت في مقاطعة دونيتسك شرقي أوكرانيا، والتي كانت وقتها جزءا من الاتحاد السوفياتي. والدته كانت عاملة في منجم فحم، ووالده عامل بناء، وقد اشتغل زيلينسكي سائقا في الجيش السوفياتي، ثم عامل بناء.
ومنذ بدأت روسيا الحرب على جارتها أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط الماضي، أمضى زيلينسكي الذي لا تربطه قرابة بالرئيس الأوكراني، معظم الحرب مختبئا من القصف في قبو منزله، ويقول "لقد أقلعت عن التدخين قبل 4 سنوات، لكنني عدت إليه".
ولم تكشف وكالة الصحافة الفرنسية اسم قرية شبيه الرئيس الأوكراني في الاسم لأسباب أمنية.

"لا أشبهه"
أُجليت فالنتينا زيلينسكا (72 عاما) زوجة فولوديمير زيلينسكي إلى الغرب الأوكراني في بداية الحرب، لكن زوجها رفض مغادرة المنزل الذي اشتراه قبل 20 عاما، ففيه يمكنه أخيرا استنشاق "أنقى هواء" بعد سنوات أمضاها في بلدة مشهورة بالتعدين، كما يمكنه زرع الخضار في قطعة أرضه، والاستمتاع بوقته والاصطياد في بركة.
وعادت زيلينسكا إلى منزلها بعدما طردت القوات الأوكرانية الروس من القرية أواخر سبتمبر/أيلول الماضي.
لكن قرية زيلينسكي تتعرض الآن لقصف المدفعية الروسية، وتشعر زوجته بالذعر عندما يلقي انفجار في الخارج بالصفائح البلاستيكية الموضوعة على نافذة محترقة إلى داخل منزلها، وقال زوجها "هي ليست معتادة على ذلك".
مستعينا بمصباح، وجد ألبوم صور فيه صورة له عندما كان أربعينيا، مرتديا زيا باللون الكاكي.
وعلق "لا أعتقد مطلقا أنني أشبه الرئيس"، لكن زوجته عبّرت عن رأي مختلف قائلة "لكنك تشبهه!"، فأجابها ضاحكا "عن أي رئيس تتحدثين؟ (الرئيس الأميركي جو) بايدن؟".
اسم شائع
أوضحت زوجته أن زيلينسكي اسم عائلة شائع في أوكرانيا، وفي روسيا أيضا.
لكنها أقرت بأنها لم تعرف أي شخص آخر اسمه فولوديمير زيلينسكي حتى انتخاب الرئيس الأوكراني -وهو ممثل كوميدي سابق- في العام 2019.
وصوت فولوديمير زيلينسكي لصالح المرشح الذي يحمل الاسم نفسه في الانتخابات، ويقول "أداؤه جيد، إنه شاب وذكي"، لكنه أعرب عن خيبة أمله لأن الرئيس لا يقوم بالمزيد من الجهود للتفاوض من أجل إنهاء الحرب مع روسيا، وتابع "الناس هنا لا يمكنهم تحمل المزيد".