أغنى رئيس وزراء بريطاني.. سوناك يعلن تشكيلة حكومته والمنتقدون يقارنون بين ثروته ومعاناة الكادحين

كشف رئيس الوزراء البريطاني الجديد ريشي سوناك عن تشكيلة حكومته التي احتفظت بعدد من الوزراء البارزين، كما أعاد تعيين وزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان التي واجهت انتقادات بسبب مواقفها "المتشددة" تجاه المهاجرين.

وتعهد سوناك -عقب تعيينه رسميا رئيسا للحكومة من قبل الملك تشارلز الثالث اليوم الثلاثاء- بإخراج البلاد من أزمتها الاقتصادية العميقة، وإعادة بناء الثقة في النظام السياسي.

وقال من أمام مقر إقامة رئيس الوزراء في 10 داونينغ ستريت "أقدر تماما مدى صعوبة الأمور. أعرف أن أمامي عملا عليّ أن أقوم به لاستعادة الثقة، بعد كل ما حدث. كل ما يمكنني قوله هو أنني لست خائفا. أدرك المنصب الرفيع الذي قبلته وآمل أن أكون قادرا على الوفاء بمتطلباته".

وحذر سوناك في خطابه من أن المرحلة المقبلة قد تشهد "قرارات صعبة"، إذ يقوم بدراسة خفض الإنفاق العام من أجل إصلاح "الأخطاء" المنسوبة إلى رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس خلال الفترة الوجيزة التي شغلت فيها المنصب وسادتها الفوضى، في وقت تتجه فيه البلاد نحو الركود الاقتصادي.

وقالت وكالة رويترز إن من المتوقع أن يخفض سوناك مستويات الإنفاق حتى يسد فجوة تقدّر بنحو 40 مليار جنيه إسترليني (45 مليار دولار) في المالية العامة، من جراء التباطؤ الاقتصادي وارتفاع تكاليف الاقتراض.

إعلان

ثروة ضخمة

وأشارت تقارير صحفية إلى المفارقة بين هذا الواقع الذي تعيشه بريطانيا وبين وضع سوناك الذي صار أغنى شخص يصل إلى رئاسة الوزراء في تاريخ بريطانيا.

وبحسب قائمة صنداي تايمز (The Sunday Times) في مايو/أيار الماضي، فقد جاء ريشي سوناك وزوجته أكشاتا مورثي في المركز 122 بين أغنى أغنياء بريطانيا، بثروة صافية تبلغ 730 مليون جنيه إسترليني (837 مليون دولار)، وكان سوناك حينها أول سياسي بارز يذكر في القائمة منذ إصدارها عام 1989.

وعنونت صحيفة غارديان (The Guardian) صفحتها الأولى اليوم بسؤال "هل ثروة ريشي سوناك البالغة 730 مليون جنيه تجعله أغنى من أن يكون رئيسا للوزراء؟".

وكذلك، وجهت المعارضة البريطانية انتقادات ساخرة إلى سوناك بشأن ثروة عائلته الضخمة وحياته المهنية السابقة في صناديق الاستثمار، ملمّحة إلى أنه غير معني بأزمة غلاء المعيشة ولا يشعر بها.

وقال المنتقدون إن سوناك -وزير المالية السابق البالغ 42 عاما- بعيد عن الواقع لدرجة أنه لا يهتم بمخاوف الناس العاديين خلال فترة أزمة اقتصادية متصاعدة.

وكتبت النائبة عن حزب العمال نادية ويتوم -على تويتر- "سوناك وزوجته يجلسان على ثروة مقدارها 730 مليون جنيه، وهذا يعادل ضعفي الثروة المقدرة للملك تشارلز الثالث".

وأضافت "تذكروا ذلك كلما تحدث عن اتخاذ قرارات صعبة ستدفع ثمنها الطبقة العاملة".

بدوره، قال الزعيم اليساري السابق لحزب العمال المعارض جيريمي كوربن، الذي أصبح الآن عضوا برلمانيا مستقلا، إن سوناك "سيهتم بمصالح 1%" من الشعب.

وأضاف على تويتر "الـ99% سيدفعون مقابل حصولهم على الحماية".

التشكيلة الوزارية

وبعد ساعات من تسلمه منصبه، قرر سوناك إبقاء وزير المالية جيريمي هانت في منصبه الذي عينته فيه ليز تراس على عجل منتصف الشهر الجاري، لتهدئة العاصفة المالية الناجمة عن برنامجها الاقتصادي.

إعلان

وكذلك أبقى سوناك على جيمس كليفرلي وزيرا للخارجية، وبن والاس وزيرا للدفاع.

وقرر أيضا إعادة تعيين سويلا برافرمان -وهي مثله من أصول هندية- وزيرة للداخلية، وذلك بعد أقل من أسبوع من استقالتها من منصبها.

واستقالت برافرمان بعد إقرارها بأنها أخطأت بإرسال مستند رسمي من بريدها الإلكتروني الشخصي، في انتهاك لقواعد الحكومة.

وتواجه برافرمان انتقادات بسبب خططها لتقليل أعداد المهاجرين ورفض طلبات اللجوء، وتأييدها خطط ترحيل اللاجئين من بريطانيا إلى رواندا.

من جهة أخرى، دعت المفوضية الأوروبية رئيس الوزراء البريطاني الجديد إلى الالتزام "الكامل" بالاتفاقات المبرمة مع الاتحاد الأوروبي بعد بريكست، وخاصة المتعلقة بالترتيبات الجمركية في أيرلندا الشمالية.

وفي تغريدة تهنئة موجهة إلى سوناك، قالت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين "في هذه الأوقات العصيبة لقارتنا، نعول على علاقة متينة مع المملكة المتحدة للدفاع عن قيمنا المشتركة، مع الالتزام الكامل باتفاقياتنا".

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان