روسيا تبني خطوطا دفاعية داخل أراضيها و"النسور الصاخبة" الأميركية تتدرب قرب حدود أوكرانيا

تواصلت المعارك الضارية في الجبهتين الجنوبية والشرقية بأوكرانيا، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية صد هجمات عدة، واتهمت كييف بالتخطيط لاستخدم القنابل "القذرة"، وفي خضم هذه التطورات، أجرى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اتصالا هاتفيا مع نظيره الأميركي لويد أوستن للمرة الثانية خلال أيام، كما تحدث مع 3 نظراء آخرين من دول الناتو.
وفي جبهة خيرسون (جنوبي أوكرانيا)، أمرت السلطات المحلية الموالية لروسيا المدنيين بالمغادرة فورا، في ظل تواصل الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية، وتقدم قوات كييف على طول الضفة الغربية لنهر دنيبرو باتجاه مدينة خيرسون الرئيسية.
اقرأ أيضا
list of 3 itemsنيويورك تايمز: روسيا سحبت قوات من سوريا لدعم عملياتها في أوكرانيا
مدير معهد العلاقات الدولية الروسي: لهذه الأسباب الصين ليست حليفا حقيقيا لروسيا
وقالت -في بيان على تليغرام- "نظرا للوضع المتوتر على الجبهة وزيادة خطر القصف المكثف للمدينة وخطر الهجمات الإرهابية، يجب على جميع المدنيين مغادرة المدينة على الفور والعبور إلى الضفة الشرقية لنهر دنيبرو".
وقال كيريل ستريموسوف نائب رئيس الإدارة الإقليمية الموالية لروسيا في خيرسون إن المحاولات الأوكرانية لاختراق خطوط الدفاع الروسية في المقاطعة لم تتوقف. وأضاف أن القوات الروسية تصدت لها بشكل كامل، مؤكدا أن القوات الأوكرانية تتكبد خسائر "فادحة" في الأفراد والعتاد.
في غضون ذلك، أعلن الجيش الروسي اليوم الأحد أنه دمر مستودعا يحوي 100 ألف طن من الوقود للقوات الجوية الأوكرانية بالقرب من بلدة سميلا في مقاطعة تشركاسي (وسط أوكرانيا)، كما أعلن تدمير مستودعات أخرى للذخيرة وخزان لوقود الديزل للمركبات العسكرية الأوكرانية.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أيضا أن قواتها واصلت شن هجمات على شبكات الطاقة والبنية التحتية العسكرية الأوكرانية خلال 24 ساعة الماضية، وصدّت في الوقت نفسه هجمات أوكرانية على امتداد خطوط القتال في جنوب أوكرانيا وشرقها.
كما أطلق الجيش الروسي صواريخ وطائرات مسيرة على مدينة ميكولايف اليوم الأحد.
قصف بصواريخ هيمارس
أما في الجبهة الشرقية، فقد تعرضت المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية في مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك لقصف مدفعي وصاروخي من قبل القوات الأوكرانية.
وقالت السلطات المحلية الموالية لروسيا في لوغانسك إن الجيش الأوكراني استهدف مناطق عدة، من بينها روبيجني، بصواريخ من طراز هيمارس الأميركية.
من ناحية أخرى، قطعت شركة الكهرباء الوطنية التغذية عن العاصمة كييف اليوم الأحد من أجل "تثبيت" إمدادات الكهرباء بعد ضربات روسية متكررة استهدفت منشآت الطاقة في أوكرانيا، وفقا لما أفادت به شركة خاصة.
وقالت شركة "دي تك" الأوكرانية الخاصة إن قطع الكهرباء اليوم "يهدف إلى تثبيت الإمدادات في كييف من أجل تجنب الحوادث".
وأشارت -في بيان على موقعها- إلى أن الانقطاع لن يستمر أكثر من 4 ساعات، لكنها لم تستبعد أيضا استمراره فترة أطول "بسبب حجم الأضرار".
ودعت الشركة مجددا السكان إلى الاقتصاد في استخدام الكهرباء، والشركات إلى الحدّ من استخدام الإضاءة في المساحات الخارجية.
وأعلنت الرئاسة الأوكرانية أمس السبت أن أكثر من مليون منزل في أوكرانيا انقطع عنها التيار الكهربائي بعدما استهدفت ضربات روسية منشآت الطاقة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا نفذت ضربات على نطاق "واسع للغاية" ضد شبكات الطاقة، وتعهد بتحسين قدرات الجيش الأوكراني في إسقاط الصواريخ، بمساعدة من شركاء بلاده، حسب قوله.
ومنذ 10 أيام تقريبا، أخذت روسيا تكثّف ضرباتها على شبكة الكهرباء الأوكرانية، مما أدى إلى تدمير ما لا يقل عن ثلث قدراتها قبل فصل الشتاء.
خطوط دفاع روسية
على صعيد آخر، أعلن رومان ستاروفويت حاكم مقاطعة كورسك الروسية المتاخمة لأوكرانية اليوم الأحد بناء خطي دفاع في المقاطعة لمواجهة هجوم محتمل من جانب القوات الأوكرانية.
وكتب ستاروفويت على تليغرام "هذا الأسبوع، اكتملت أعمال بناء خطي دفاع محصنين في منطقة كورسك"، مشيرا إلى أن خطا ثالثا سيبنى بحلول الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وأضاف "نحن مستعدون لمواجهة أي هجوم على أراضينا".
وسبق ذلك إعلان فياتشيسلاف غلادكوف حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا أمس السبت الشروع في بناء خط دفاع بالمقاطعة.
وقال غلادكوف عبر تليغرام "في مقاطعة بيلغورود، بدأنا إقامة تحصينات دفاعية". ونشر صورا لعدة كتل خرسانية على شكل هرم وُضعت على أطراف قرية.
وشجبت روسيا منتصف أكتوبر/تشرين الأول الجاري "زيادة كبيرة" في القصف الأوكراني على عدة مناطق حدودية روسية، منها بيلغورود وكورسك وبريانسك.
وقُتل مدنيان أمس السبت في أعقاب قصف أوكراني استهدف منشآت مدنية في بيلغورود، وانقطع التيار الكهربائي عن نحو 15 ألف شخص عدة ساعات، وفقا لما أعلنته السلطات المحلية.
القنابل "القذرة"
في غضون ذلك، أعربت روسيا عن قلقها من احتمال لجوء كييف إلى استخدام القنابل "القذرة" (متفجرات تقليدية ممزوجة بمواد مشعة)، وأجرى وزير الدفاع الروسي سلسلة اتصالات مع عدد من نظرائه للتعبير عن هذا الموقف.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن شويغو أعرب في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي سيباستيان لوكورنو اليوم الأحد عن قلق موسكو من احتمالات استخدام تلك القنابل.
وأضافت الوزارة في بيان أن شويغو ولوكورنو ناقشا الوضع في أوكرانيا، الذي يتجه نحو "تصعيد غير محكوم".

وكذلك أعرب شويغو في اتصال آخر مع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار عن قلق روسيا من احتمال استخدام كييف تلك القنابل الإشعاعية.
كما أبلغ وزير الدفاع الروسي نظيره البريطاني بن والاس التحذير نفسه من إمكان استهداف كييف روسيا بالقنابل "القذرة".
من جانبها، قالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان إن "وزير الدفاع نفى هذه المزاعم، وحذر من أن مثل هذه الادعاءات يجب ألا تستخدم ذريعة لزيادة التصعيد".
محادثة شويغو وأوستن
وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن شويغو بحث أيضا في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي تفاصيل متعلقة بالحرب الدائرة في أوكرانيا، لكنها لم تفصح عن أي معلومات بشأن المحادثة.
ويعد هذا ثاني اتصال هاتفي بين الوزيرين خلال 3 أيام، فقد تحدث شويغو وأوستن الجمعة الماضي لأول مرة منذ مايو/أيار الماضي.
أما الرئيس الأوكراني، فقد أعرب عن رفضه الاتهامات الروسية بشأن احتمال استخدام قنابل ممزوجة بمواد نووية، مطالبا برد "قاس" على موسكو.
وقال زيلينسكي في رسالته المصورة المسائية "إذا كان بإمكان أي أحد استخدام الأسلحة النووية في هذا الجزء من أوروبا، فهو مصدر واحد فقط، وهذا المصدر هو الذي أمر الرفيق شويغو (وزير الدفاع الروسي) بالاتصال هاتفيا هنا أو هناك".
وأضاف أن "الكل يفهم جيدا، إنهم يفهمون من هو مصدر كل الأشياء القذرة التي يمكن تخيلها في هذه الحرب".
وكذلك نفى وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا وجود أي قنابل "قذرة" بحوزة كييف، وقال في تغريدة على تويتر إن "الأكاذيب الروسية بشأن تخطيط أوكرانيا المزعوم لاستخدام قنبلة قذرة سخيفة بقدر ما هي خطيرة".
وأضاف كوليبا أن "الروس غالبا ما يتهمون الآخرين بما يخططون هم لفعله".
تدريبات أميركية
وبينما يتصاعد التوتر بين روسيا والقوى الغربية، ألقت شبكة "سي بي إس نيوز" (CBS News) الأميركية الضوء على تدريبات جارية للقوات الأميركية على بعد 3 أميال تقريبا من حدود أوكرانيا.
وأشارت الشبكة إلى أن الولايات المتحدة نشرت جنود الفرقة 101 المحمولة جوا في أوروبا لأول مرة منذ نحو 80 عاما.
We have two objectives here on the Eastern Flank – 1) Assure our @NATO allies/partners and 2) Deter our adversaries. Get a glimpse into how the Screaming Eagles are doing that.#WeAreNATO @VCorps @StrikeBCT @SHAPE_NATO https://t.co/7B9N0oipob
— 101st Airborne Div. (@101stAASLTDIV) October 23, 2022
وأوضحت الشبكة أن نحو 4700 جندي من هذه الفرقة -التي تعرف "بالنسور الصاخبة"- يتدربون في رومانيا حاليا لتعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، على مسافة قريبة جدا من أوكرانيا.
وأكد عدد من كبار الضباط بالفرقة في حديث للشبكة الأميركية أنهم جاهزون دائما للقتال، وأنه في حال تصاعد الوضع أو شُن هجوم على الناتو فإنهم على استعداد تام لعبور الحدود إلى أوكرانيا.
ورغم لغة التصعيد والتحذيرات المتبادلة، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم عن اعتقاده بأن هناك فرصة للسلام في أوكرانيا.
وقال ماكرون في مؤتمر بالعاصمة الإيطالية روما يهدف إلى بحث سبل تعزيز السلام العالمي "هناك احتمال للسلام، سيظهر في وقت ما".
وأضاف "في لحظة معينة، بالنظر إلى طريقة تطور الأمور وعندما يقرر الشعب الأوكراني وقادته الشروط لذلك، يمكن إبرام اتفاق سلام مع الجانب الآخر".