بوتين يصدر أوامر جديدة للحرب وإسرائيل تكشف عن موقفها من دعم أوكرانيا عسكريا

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -اليوم الأربعاء- حالة الحرب في المقاطعات الأربع التي ضمتها روسيا، ويشمل ذلك فرض الأحكام العرفية فيها، في وقت بينت فيه إسرائيل موقفها من إمداد كييف بالأسلحة.
فيما اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء أن نظيره الروسي "في وضع صعب للغاية" في أوكرانيا.
وقال بوتين في خطاب ألقاه في مجلس الأمن القومي وأذاعه التلفزيون الرسمي، إن كييف ترفض أي عرض للتفاوض، وتستمر في قصف المدنيين. وأكد منح صلاحيات أكبر لحكام المناطق والأقاليم الروسية، لضمان الأمن وتنظيم عمل المصانع والمؤسسات لدعم العملية العسكرية.
وأوضح بوتين أن الأحكام العرفية كانت سارية في المقاطعات الأوكرانية الأربع (خيرسون وزاباروجيا ودونيتسك ولوغانسك) قبل انضمامها إلى روسيا، إلا أن هنالك حاجة إلى "إضفاء الطابع الرسمي على هذا النظام بالفعل في إطار التشريعات الروسية".
وبموجب مرسوم فرض الأحكام العرفية الذي وقعه بوتين اليوم يمكن إجبار سكان المناطق المعنية على العمل في صناعة الأسلحة أو منعهم من السفر. كما يتيح المرسوم أيضا تطبيق الرقابة العسكرية أو التنصت على المحادثات الهاتفية الخاصة.
وكان بوتين أمر بضم المناطق الأربع إلى الاتحاد الفدرالي الروسي نهاية سبتمبر/أيلول الماضي بعد إجراء عدة استفتاءات، وقد قوبلت هذه الخطوة برفض أوكراني صارم وانتقادات على الصعيد الدولي.
كما أوعز الرئيس الروسي للحكومة بتشكيل مجلس تنسيقي برئاسة رئيس الوزراء، وأعلن توقيعه على أمر بتسليم الرواتب للعسكريين في الوقت المحدد.
وقال مراسل الجزيرة أمين درغامي إن قرارات الرئيس الروسي اليوم لا تعني إعلان حالة الحرب بشكل كامل على أوكرانيا، بل هي في سياق استمرار عمليتها الخاصة المستمرة منذ 8 أشهر.
وتأتي قرارات بوتين غداة إعلان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن المناطق الأوكرانية الأربع التي ضمتها روسيا مؤخرا تحت المظلة النووية.
من جهته، اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين "في وضع صعب للغاية" في أوكرانيا وقد نفدت خياراته بخلاف محاولة "البطش" بالمدنيين من أجل دفعهم للاستسلام.
وقال بايدن للصحفيين في البيت الأبيض "أعتقد أن فلاديمير بوتين يجد نفسه في وضع صعب للغاية"، مضيفا "يبدو أن أداته الوحيدة المتاحة هي البطش بالمواطنين الأوكرانيين لمحاولة ترهيبهم حتى يستسلموا. لكنهم لن يفعلوا ذلك".
كما أعلن بايدن عدة إجراءات جديدة تتعلق بالنفط والطاقة، دعا فيها إلى زيادة إنتاج النفط في الولايات المتحدة.
موقف إسرائيلي
في سياق متصل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الأربعاء إن إسرائيل لن ترسل أسلحة إلى أوكرانيا، وذلك بعد يومين من تحذير روسيا من أن أي تحرك إسرائيلي لدعم قوات كييف سيضرّ بشدة بالعلاقات الثنائية.
وأوضح غانتس في إفادة لسفراء الاتحاد الأوروبي، وفقا لبيان صادر عن مكتبه، أن "سياستنا تجاه أوكرانيا لن تتغير. سنواصل دعم الغرب والوقوف بجانبه، ولن نقدم أنظمة أسلحة".
وقال غانتس "لقد أرسلنا طلبا إلى الأوكرانيين لمشاركة المعلومات حول احتياجاتهم من تنبيهات الدفاع الجوي، بمجرد حصولنا على هذه المعلومات، سنتمكن من المساعدة في تطوير نظام إنذار مبكر مدني منقذ للحياة".
وأشار غانتس إلى أن إسرائيل "تتبع سياسة دعم أوكرانيا من خلال المساعدات الإنسانية، ونقل المعدات الدفاعية المنقذة للحياة"، وفق تعبيره.
وبحسب مصادر عبرية، لا تزال أوكرانيا تتواصل مع الجهات المعنية في إسرائيل، وتطلب أنواعًا خاصة من السلاح، منها صواريخ مضادة للدروع وطائرات مسيرة ومنظومة القبة الحديدة الدفاعية، وهو ما تقابله تل أبيب بالرفض دائما.
قصف كييف
وتأتي التطورات في وقت شهدت فيه أوكرانيا الأربعاء انفجارات في مناطق متفرقة من البلاد بينها العاصمة كييف، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية.
وذكرت وكالة "أوكرين فورم" أن العاصمة كييف وعدة مناطق في البلاد، بما في ذلك فينيتسيا وخاركيف، شهدت انفجارات متفرقة.
وحذر حاكم كييف أوليكسي كوليبا -عبر تليغرام- سكان العاصمة من تجاهل الإنذارات، قائلا: "إلى سكان منطقة كييف، الإنذارات الجوية مستمرة، لا تتجاهلوها واحموا أنفسكم". وأكد أن قوات الدفاع الجوي تعمل في المنطقة.
وفي السياق، أعلن سيرغي بورزوف رئيس منطقة فينيتسيا -عبر تليغرام- أن منطقته تتعرض لإطلاق صواريخ، وحث الناس على البقاء في الملاجئ، وفق الوكالة.

عقوبات أوروبية
في شأن متصل، قال ثلاثة دبلوماسيين إن حكومات الاتحاد الأوروبي اتفقت من حيث المبدأ على فرض عقوبات على ثمانية أشخاص وكيانات على خلفية استخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع في هجمات روسية على أوكرانيا.
وذكرت أوكرانيا أن روسيا شنت سلسلة هجمات باستخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز "شاهد-136" في الأسابيع الماضية. وتنفي إيران تزويد روسيا بطائرات مسيرة، بينما لم يصدر أي تعليق عن الكرملين.
وذكرت رويترز أمس الثلاثاء أن إيران تعهدت بتزويد روسيا بصواريخ سطح-سطح بالإضافة إلى مزيد من الطائرات المسيرة.
وأمس الثلاثاء، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهجمات الروسية منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أسفرت عن تدمير 30% من محطات الطاقة الكهربائية، مبينا أن ذلك أدى إلى انقطاع كبير بالتيار في عموم أوكرانيا.
وفي 24 فبراير/شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة تدخلا في سيادتها.