قادة حزب المحافظين يسعون لعزلها.. وزير المالية البريطاني الجديد: ليز تراس ارتكبت أخطاء

Liz Truss Holds Press Conference After Sacking Her Chancellor
تراس قالت إن وزير المالية الجديد سيقدم خطة مالية متوسطة الأجل نهاية الشهر الحالي (غيتي)

قال وزير المالية البريطاني جيريمي هانت اليوم الأحد، إن رئيسة الوزراء ليز تراس هي من تتولى مسؤولية الحكومة ردا على دعوات سحب الثقة من تراس التي تولت المنصب قبل ما يزيد قليلا عن شهر. ويأتي هذا التصريح من الوزير هانت وسط تحركات لأعضاء كبار في حزب المحافظين (الحاكم) لمناقشة طريقة سريعة للإطاحة بتراس "لإنقاذ الحزب".

وعند سؤاله عن المطالبات باستبدال رئيسة الوزراء تراس، قال هانت -في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" (BBC) أُذيعت اليوم الأحد، إن "الناخبين يريدون الاستقرار، و"أسوأ شيء يمكن أن يحدث هو مزيد من عدم الاستقرار السياسي في المستويات العليا، وحملة أخرى ممتدة من أجل القيادة".

وفي محاولة لتهدئة الأسواق المالية، أقالت تراس وزير المالية كواسي كوارتنغ وألغت بنودا من برنامجهما الاقتصادي المثير للجدل، وعينت بدل منه جيريمي هانت الأسبوع الماضي.

ومع إظهار استطلاعات الرأي تراجع معدل التأييد لكل من حزب المحافظين الحاكم ورئيسة الوزراء شخصيا، تعتمد تراس على هانت للمساعدة في إنقاذ رئاستها للوزراء بعد أقل من 40 يوما من تولي المنصب.

وفي مقال لصحيفة "ذا صن" (The Sun) نُشر في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت، اعترفت تراس بأن الخطط ذهبت "أبعد وأسرع مما كانت تتوقعه الأسواق".

وأضافت "لقد استمعت وفهمت أنه لا يمكننا تمهيد الطريق لاقتصاد منخفض الضرائب، وعالي النمو دون الحفاظ على ثقة الأسواق في التزامنا بتحقيق وضع مالي سليم".

وقالت المسؤولة البريطانية إن الوزير هانت سيضع في نهاية الشهر خطة لتخفيض الدين العام "على المدى المتوسط".

تحركات للإطاحة بتراس

وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "غارديان" (The Guardian) البريطانية أن كبار أعضاء حزب المحافظين البريطاني سيعقدون محادثات غدا الاثنين بشأن الطريقة التي يمكن بها إزاحة رئيسة الوزراء ليز تراس من منصبها سريعا "لإنقاذ الحزب".

وقالت، في تقرير لها، إن ما بين 15 و20 وزيرا سابقا وكبار أعضاء البرلمان الآخرين تمت دعوتهم إلى "عشاء للكبار"، عقده مؤيدون بارزون لريشي سوناك، أكبر منافسي ليز تراس، للتخطيط لكيفية إبعادها وتنصيب سوناك وزميلته المنافسة على القيادة بيني موردونت، وموعد تنفيذ هذه الخطوة.

وأضافت الصحيفة أن البعض يريد منها الاستقالة في غضون أيام، ويقول آخرون إنها الآن "في منصبها لكنها ليست في موقع السيطرة"، ويهدد البعض بدعوة تراس علانية للتنحي بعد انهيار برنامجها الخاص بتخفيض الضرائب.

وفي تحرك مختلف لدعم تراس، حذر حلفاؤها في مجلس الوزراء الليلة الماضية أعضاء البرلمان من أنهم سيعجّلون بإجراء انتخابات "لتأكيد" أن حزب المحافظين قد "انتهى كحزب"، إذا أطيح بتراس، ثاني قائدة للحزب خلال 9 أشهر فقط.

ومع ذلك، فإن دعم تراس يتبخر أيضا داخل مجلس الوزراء، مع بقاء بعض الأعضاء على اتصال وثيق مع منتقديها. وقال وزير سابق "إنها في صالة المغادرة الآن وهي تعرف ذلك، وإن القضية الآن هي ما إذا كانت ستشارك في العملية وتذهب إلى حد ما بشروطها الخاصة، أو ما إذا كانت تحاول المقاومة وتُجبر على الخروج".

وقال عضو في البرلمان البريطاني إن الأمر سيكون بشعا إذا سُمح لها بالتعرض مرة أخرى للأسئلة الساخنة أمام مجلس العموم (البرلمان) الأربعاء المقبل بعد سلسلة من التقلبات المهينة، وإقالة حليفها كواسي كوارتنغ، والتخلي عن ميزانيتها.

وقال مصدر مطلع على المحادثات "سيتعين عليهم الجلوس والعمل على حل الأمور"، مشيرا إلى أن المهمة أصبحت الآن تركز على إنقاذ حزب المحافظين والاقتصاد، "هذا هو المكان الذي نحن فيه".

يُذكر أنه بموجب قواعد الحزب، تتمتع تراس بالحماية من التصويت بحجب الثقة عن قيادة الحزب لمدة عام، لكن من الممكن تغيير تلك القاعدة.

المصدر : الجزيرة + وكالات