تصعيد أوكراني.. 16 انفجارا بقصف على بيلغورود الروسية وجنرال أميركي يحدد سيناريو خسارة الروس للحرب
تعرضت بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا لقصف جديد اليوم الأحد، في حين أعلنت موسكو عن تصدي قواتها لمحاولات أوكرانية للتقدم في مناطق دونيتسك وخيرسون وميكولايف، وتكبيد القوات الأوكرانية خسائر وصفتها بالفادحة.
وأعلن حاكم هذه المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف عبر تطبيق تليغرام إصابة 4 أشخاص، 3 منهم من العائلة نفسها جراء قصف أوكراني على بيلغورود، عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه.
وقال غلادكوف إن اثنين من الجرحى أصيبا بشظايا وتم نقلهما إلى المستشفى. أما الرابع فهو مسن أصيب "بكدمات" جراء قصف قرب بيلغورود.
كما أكد حاكم بيلغورود وقوع "أضرار طفيفة" بمنازل وسيارات.
ومن جانب آخر قالت لجنة التحقيق الروسية في بيان إن "نحو 16 انفجارا" سُمع الأحد بالمدينة التي يقطنها 330 ألف نسمة.
ونددت السلطات المحلية مرارا هذا الأسبوع بالضربات التي يشنها الجيش الأوكراني على المدينة والمناطق المجاورة والتي شهدت عدة ضربات مماثلة الأيام الأخيرة، في تصعيد عسكري أوكراني "لافت".
وبقيت المدينة الكبيرة بمنأى نسبيا من القصف على عكس بلدات أخرى في بيلغورود أقرب إلى الحدود الأوكرانية، حيث وقعت عدة ضربات دامية الأشهر الأخيرة.
وبعد استهداف منشآت النفط، تعرض مطار بيلغورود الدولي لهجوم صاروخي أوكراني، وأطلقت الدفاعات الجوية الروسية صواريخها للاعتراض.
وكانت بيلغورود قد شهدت هجوما على ساحة للتدريب العسكري في حقل الرماية أسفر عن سقوط 11 قتيلا وإصابة 15 آخرين، وفق وزارة الدفاع الروسية.
روسيا تعلن التصدي
بالمقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم إن قواتها تصدت لمحاولات القوات الأوكرانية للتقدم في مناطق دونيتسك وخيرسون وميكولايف، وكبدتها ما وصفته بخسائر فادحة.
كما قالت "الدفاع" الروسية إنها تواصل غاراتها الجوية على أهداف عسكرية وفي منظومة الطاقة في أوكرانيا، باستخدام أسلحة بعيدة المدى دقيقة التوجيه، مشيرة إلى أن أهداف الهجمات تحققت.
وقالت موسكو كذلك إن قواتها تمسكت بمواقعها خلال "قتال حامي الوطيس" في منطقة خيرسون، وإنها هاجمت المواقع الأوكرانية في منطقة دونيتسك.
وفي منطقة خاركيف، قالت روسيا إنها دمرت 3 مدافع هاوتزر أميركية الصنع ونقطة عبور على نهر أوسكول، أقامتها القوات الأوكرانية لنقل الإمدادات الاحتياطية والذخيرة.
سيناريو نهاية الحرب
من جهة أخرى، صرح الجنرال الأميركي السابق بين هودجز بأنه يرى إمكانية "تحرير شبه جزيرة القرم من قبضة روسيا بحلول الصيف القادم".
وقال هودجز -الذي شغل سابقا منصب القائد الأعلى للجيش الأميركي بأوروبا- لصحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" (Frankfurter Allgemeine Zeitung) الألمانية بعددها الصادر اليوم "عندما أنظر إلى الوضع، أرى أن وضع الروس سيزداد سوءا كل أسبوع. يقول المرء إن الحرب تعد اختبارا للإرادة واللوجستيات، وفي كلتا النقطتين تعد أوكرانيا متفوقة كثيرا".
وردا على سؤال عن "كيف يمكن أن تنتهي هذه الحرب؟" أجاب الجنرال الأميركي السابق "يجب أن يخسر الروس، وإلا فسيحاولون القيام بذلك مجددا خلال عامين أو 3 أعوام".
وحول ما يعنيه بـ "الخسارة" قال هودجز "أولا: تحرير جميع المناطق المحتلة واستعادة السيادة الأوكرانية، بما في ذلك دونيتسك ولوغانسك وبالطبع شبه جزيرة القرم. ثانيا: عودة المليون أوكراني الذين تم ترحيلهم منذ بداية الحرب. وبعد ذلك تأتي ملاحقة المتهمين بجرائم الحرب ودفع تعويضات، ولكن سيكون ذلك بالطبع الخطوة الثالثة".
وصرح الجنرال الأميركي بأنه يرى أن القيادة الروسية تحت إدارة الرئيس فلاديمير بوتين لا يزال لديها "أمل واحد" فقط يتمثل في أن يتراخى الغرب في دعمه لأوكرانيا، مشيرا إلى أنهم (الروس) "سيفعلون كل شيء كي يتم تمديد مدة الحرب وكي يتم نشر الخوف وعدم اليقين بالغرب"، وتابع "لذا أعتقد أننا سنعايش خلال الأسابيع والأشهر القادمة عددا أكبر من أعمال التخريب والهجمات أو على الأقل محاولات لذلك".
تراجع ماسك
من جهة أخرى، أعلن رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك -في تغريدة له على حسابه في تويتر- استمراره في دعم الحكومة الأوكرانية عبر تقديم خدمات "ستارلينك" (الإنترنت الفضائي) مجانا، رغم أنها ما زالت تخسر، بالنظر إلى شركات أخرى تحصّل المليارات وفق قوله.
وكانت شركة "سبيس إكس" المملوكة لهذا الملياردير الأميركي أخطرت وزارة الدفاع (بنتاغون) أمس أنها لن تكون قادرة على توفير خدمة الإنترنت للجيش الأوكراني عبر قمرها الاصطناعي "ستارلينك".
وأفادت شبكة "سي إن إن" (CNN) الأميركية بأن الشركة طلبت في رسالتها أن يتولى البنتاغون تمويل استخدام أوكرانيا لستارلينك، والذي سيكلف أكثر من 120 مليون دولار للفترة المتبقية من العام.
وتعد محطات الإنترنت عبر "ستارلينك" مصدرا حيويا لاتصالات الجيش الأوكراني، بعد تدمير روسيا شبكات الهاتف الخلوي والإنترنت.
من جهته، قال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيل بودولياك إن ماسك ساعد بلاده في اللحظات الأكثر خطورة من الحرب، وتتوقع كييف من ستارلينك تزويدها بخدمة مستقرة حتى نهاية المفاوضات.
وبدورها قالت السفيرة الأوكرانية بواشنطن إن من المهم جدا استمرار تقديم ستارلينك خدمة الإنترنت في البلاد، وأضافت: سنجد حلا بشأن ما قاله ماسك حول تقديم شركته لخدمة الإنترنت.