على وقع التصعيد الإسرائيلي.. عشرات الآلاف يصلون الجمعة في الأقصى وحماس تدعو لثورة بوجه الاحتلال
أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى في القدس التي شهدت انتشارا كثيفا لقوات الاحتلال الإسرائيلي، فيما دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشعب الفلسطيني إلى الثورة ضد الاحتلال ومستوطنيه.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، في تصريح مقتضب إن 40 ألفا شاركوا بصلاة الجمعة في المسجد المبارك، وأدى الفلسطينيون صلاة الغائب على أرواح الشهداء.
وكانت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال انتشرت في القدس الشرقية وبخاصة البلدة القديمة وأزقتها وعند البوابات الخارجية للمسجد، وأوقفت عددا من الشبان عند بوابات البلدة القديمة ودققت في هوياتهم. كما أطلقت شرطة الاحتلال طائرة دون طيار صغيرة في أجواء المسجد أثناء فترة الصلاة لمتابعة الوضع داخل المسجد.
وأدان خطيب المسجد الأقصى الشيخ إسماعيل نواهضة التصعيد الإسرائيلي في القدس والضفة الغربية، وقال في خطبته "كلنا أمل بزوال الاحتلال البغيض الجاثم على أرضنا وتحرير بلادنا ومقدساتنا، وفي مقدمتها المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي".
وقال شهود عيان إن عشرات المستوطنين يتقدمهم عضو الكنيست من حزب الصهيونية الدينية اليميني، إيتمار بن غفير اعتدوا على السكان في حي الشيخ جراح. وأظهرت مقاطع فيديو بن غفير وهو يشهر مسدسه الشخصي أثناء وجوده بين عشرات المستوطنين في الشيخ جراح.
تشييع شهيد جنين
وشيّع مئات الفلسطينيين جثمان الشاب متين ضبايا (20 عاما) الذي استشهد برصاص جيش الاحتلال بمحافظة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وانطلق موكب التشييع من مستشفى خليل سليمان إلى منزل عائلته بمخيم جنين للاجئين، ومن ثَم وُوري الثرى في مقبرة المخيم، ورفع المشيعون الأعلام الفلسطينية وأطلقوا هتافات منددة بالانتهاكات الإسرائيلية.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت عن استشهاد مواطنين وإصابة 6 آخرين، أحدهم في حالة حرجة برصاص إسرائيلي، اليوم الجمعة، في اشتباكات خلال اقتحام مخيم جنين شمال الضفة الغربية.
وقال مراسل الجزيرة في فلسطين إن قوات عسكرية إسرائيلية كبيرة اقتحمت صباح اليوم مدينة جنين من عدة مداخل، وأكد شهود عيان أن مواجهات شديدة اندلعت بين عشرات المقاومين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي.
بدورها، نددت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان بالانتهاكات الإسرائيلية، وقالت إن التصعيد الحاصل في جرائم الإعدامات الميدانية دليل واضح على أن الائتلاف الإسرائيلي الحاكم ينفذ مخططات وسياسة اليمين واليمين المتطرف، ويُصدّر أزماته الداخلية للساحة الفلسطينية وعلى حساب الدم الفلسطيني.
مسيرات غزة
وفي غزة، شارك الآلاف في غزة بتظاهرات في خانيونس ومخيم جباليا (شمال)؛ تضامنا مع القدس التي تشهد توترا بين الأهالي والشرطة الإسرائيلية.
وقال القيادي في حركة حماس مشير المصري إن الضفة الغربية والقدس تدخلان الاحتلال في مرحلة جديدة عنوانها أن "الكفاح المسلح هو خيار شعب بأكمله".
واعتبر المصري أن النفخ بالبوق والطقوس الدينية (للمستوطنين) والمساس بالمسجد الأقصى والاقتحامات اليومية، تعني استفزازًا كبيرًا لمشاعر شعبنا وأمتنا، وانتفاضة لكل شعبنا في كل أماكن وجوده.
وفي السياق، دعت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في مؤتمر صحفي مساء اليوم الجمعة "جماهير شعبنا إلى تصعيد الغضب والاستمرار في الرد على العدوان الصهيوني الهمجي".
موقف قطري ومسيرة بالأردن
وفي ردود الأفعال على التصعيد الإسرائيلي، قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إنه ناقش مع نظيره التركي القضية الفلسطينية، وأكد أنها تعدّ القضية المركزية لكلا البلدين.
ودان وزير الخارجية القطري، في المؤتمر الصحفي، التصعيد الإسرائيلي اليومي والانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية والمسجد الأقصى.
وفي الأردن، شارك المئات في وقفة داعمة للمقاومة الفلسطينية، وللمحاصرين في مخيم شعفاط بالقدس.
ورفع المشاركون أعلام الأردن وفلسطين، ورددوا هتافات تدعم المقاومة، وتثني على مواجهة الاحتلال.
وفي كلمة له خلال الوقفة، طالب الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي مراد العضايلة الحكومة الأردنية بموقف عملي مع هذه المقاومة دفاعًا عن الأقصى والمقدسات.
دوليا، أعربت البعثة الأوروبية في فلسطين عن قلقها الشديد إزاء تصاعد مستوى العنف في القدس الشرقية والضفة الغربية، الذي أودى بحياة كثير من الأشخاص.
وقالت البعثة إن تصاعد العنف لا يؤدي إلى خسائر مأساوية في الأرواح فحسب، بل يؤجج التوترات والعداوة، داعية جميع الأطراف إلى اتخاذ خطوات فورية للحد من التوترات ومنع المزيد من التصعيد.
ومنذ مساء السبت الماضي، تشهد القدس وضواحيها توترًا كبيرًا، إثر فرض الاحتلال قيودًا مشددة على مخيم شعفاط، بحجة بحثه عن فلسطيني يعتقد أنه أطلق النار على قواته في حاجز مخيم شعفاط العسكري شمالي القدس الشرقية، مما أدى الى مقتل مجندة وإصابة جنديين، أحدهما بجروح خطيرة.
كما تشهد عدة مدن بالضفة الغربية توترًا منذ أشهر، إثر تنفيذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات، تتركز في نابلس وجنين، بدعوى ملاحقة مطلوبين.