طهران تدين تصريحات ماكرون بشأن الاحتجاجات وتعتبرها تشجيعا على العنف
دانت وزارة الخارجية الإيرانية -اليوم الجمعة- التصريحات "التدخلية" للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد دعمه الاحتجاجات التي تشهدها إيران إثر وفاة الشابة مهسا أميني بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق.
واستنكر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إعلان ماكرون مساندته المشاركين في الاحتجاجات. ورأى -في بيان- أن تصريحات الرئيس الفرنسي "اتهامات سياسية وتدخلية، وتشجع على العنف وانتهاك القانون".
وكان ماكرون أعلن وقوف بلاده "إلى جانب" المحتجين، مبديا إعجابه بالنساء والشباب الذين يتظاهرون منذ شهر، مشددا على أن فرنسا "تدين القمع" من قبل السلطات الإيرانية.
واستغرب كنعاني أن ماكرون ومسؤولي حكومته يدينون إجراءات قوى الأمن في التعامل مع أعمال العنف والشغب، ويطالبون الحكومة الإيرانية بتجنب العنف واحترام حقوق مثيري الشغب، ولكن في الوقت نفسه تهدد السلطات الفرنسية عمال قطاع النفط والغاز والمصافي الفرنسية المضربين عن العمل باستخدام القوة ضدهم إذا لم ينهوا الاحتجاجات والإضرابات.
وأضاف أن "هذا نفاق واضح، ويثبت مرة أخرى أن حقوق الإنسان في قاموس العديد من الحكومات الغربية ليست أكثر من لعبة وأداة لتحقيق أهداف سياسية والتدخل في شؤون الدول الأخرى".
عدد القتلى
وتشهد إيران منذ 16 سبتمبر/أيلول الماضي احتجاجات تلت وفاة مهسا أميني (22 عاما) بعد 3 أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها بقواعد اللباس.
وقضى العشرات على هامش هذه الاحتجاجات، بينهم عناصر من قوات الأمن، وأعلنت السلطات توقيف المئات لضلوعهم في "أعمال شغب".
وأعلن التلفزيون الإيراني وفاة 41 شخصا، من بينهم أفراد من قوات الأمن، خلال الاحتجاجات واعتقال أكثر من 700 آخرين.
لكن في المقابل، قالت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية المعارضة -التي تتخذ من أوسلو مقرا لها- مؤخرا إن 185 شخصا على الأقل قُتلوا حتى الآن على أيدي قوات الأمن، من بينهم 19 طفلا.
كما ذكرت منظمة العفو الدولية -في تغريدة على موقع تويتر- أن ما لا يقل عن 23 طفلا "قتلوا بصورة غير قانونية بأيدي قوات الأمن الإيرانية"، موضحة أن "عمر الضحايا يتراوح بين 11 و17 عاما".
وهو ما دفع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إلى القول إنها "قلقة للغاية"، جراء التقارير التي تحدثت عن "مقتل وجرح واعتقال أطفال ومراهقين" في إيران.