مشاهد الانتفاضة تعود.. اعتقالات وعصيان مدني وحصار مستمر على نابلس وشعفاط
عادت مشاهد الانتفاضة إلى الضفة الغربية والقدس المحتلة، فعمّ الإضراب العام عدة مدن فلسطينية أمس، وشهدت البلدات الفلسطينية مواجهات مع قوات الاحتلال نصرة لأهالي مخيم شعفاط وبلدة عناتا. في الأثناء رفع الاحتلال -اليوم الخميس- من درجة استعداداته الأمنية بسبب التصعيد في القدس.
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم أن الجيش قرر رفع جاهزية 10 سرايا من قوات الاحتياط في ضوء التوتر بالقدس، فيما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس "تعزيز الجهود الهجومية والدفاعية" لضبط الوضع الأمني بالضفة الغربية.
ويستمر الحصار الذي فرضه الاحتلال على مخيم شعفاط وبلدة عناتا لليوم السادس على التوالي. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن قوات الاحتلال اعتقلت اليوم الخميس 18 فلسطينيا من محافظة القدس.
واقتحمت قوات الاحتلال فجر اليوم مخيم شعفاط، وانتشرت في أزقته وداهمت بعض البنايات السكنية واعتلت أسطحها وشنت حملة اعتقالات.
واندلعت مواجهات في قرية العيسوية وسلوان وبيت حنينا وصور باهر وجبل المكبر حتى ساعات الفجر الأولى، واستخدمت القوات الإسرائيلية خلالها القنابل الغازية والأعيرة المطاطية والمياه العادمة.
وأكد مراسل الجزيرة استمرار المواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين في مناطق عدة بالضفة والقدس، منها ضاحية العيساوية التي أصيب فيها شرطيان إسرائيليان جراء الاشتباكات.
تصعيد بالضفة
وفي الخليل، أصيب عدد من المواطنين -مساء أمس الأربعاء- بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، كما أصيب العشرات بالاختناق خلال تجدد المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي بمناطق مختلفة من المدينة.
أما في رام الله، فأصيب 3 شبان بالرصاص الحي، وصفت إصابة أحدهما بالخطيرة، خلال مواجهات اندلعت عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة على عدة فترات خلال اليوم.
كذلك في بيت لحم، أصيب شاب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط بالعين خلال مواجهات على مدخل بيت لحم الشمالي، فيما أُصيب العشرات بحالات اختناق.
وأصيب شابان بالرصاص الحي في مدينة نابلس خلال مواجهات في بلدة قصرة جنوب المدينة، عقب هجوم للمستوطنين.
كما أصيب فلسطيني برضوض واعتقل نجله عقب اعتداء قوات الاحتلال عليهما في بلدة حوارة جنوب نابلس.
وفي مخيم العروب شمال الخليل، تجددت المواجهات العنيفة مع قوات الاحتلال المتمركزة على مدخل المخيم، عقب استشهاد الفتى أسامة عدوي (18 عاما)، وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز بكثافة صوب منازل المواطنين، مما أدى إلى إصابة عدد منهم بالأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط والاختناق.
وأُصيب طبيب بجروح ورضوض جراء اعتداء جنود الاحتلال عليه، على حاجز عسكري مفاجئ في طولكرم.
عصيان مدني مستمر
ويستمر العصيان المدني في مخيم شعفاط وبلدة عناتا شمال شرقي القدس لليوم الثاني على التوالي.
وجاء في بيان نشره أهالي شعفاط وعناتا أنهم يعلنون العصيان المدني ضد الاحتلال، ويتضمن ذلك إغلاق المدارس والمحلات التجارية، ومنع السير بالمركبات بعد الساعة العاشرة مساء إلا للحالات الضرورية.
ونصّ البيان أيضا على عدم خروج العمال للعمل ابتداء من أمس الأربعاء، كذلك دعوة مدارس القدس للمشاركة في الإضراب والإغلاق.
وعقّب محافظ القدس عدنان غيث لـ"وفا" على هذا البيان، بالقول "إنه رد فعل طبيعي تجاه إجراءات الاحتلال المجحفة بحق مخيم شعفاط"، مشيرا إلى أن محافظة القدس ستبقى داعما أساسيا لأبناء الشعب الفلسطيني.
وتواصل قوات الاحتلال إغلاق مداخل بلدة عناتا وضاحية السلام ومخيم شعفاط، عقب إطلاق نار نُفذ السبت الماضي وأودى بحياة جندية إسرائيلية وإصابة 3 جنود آخرين على حاجز شعفاط العسكري، بالتزامن مع استشهاد 5 فلسطينيين بمختلف مدن الضفة الغربية، والاعتداء الوحشي للشرطة الإسرائيلية على الفتيات في القدس المحتلة.
حصار على نابلس
وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس "إغلاق الحركة والطرق من مدينة نابلس وإليها"، مضيفا -في بيان- أن هذه الإجراءات تأتي في إطار "رفع وتيرة النشاطات الأمنية في منطقة نابلس". وأشار الاحتلال إلى أنه "تقرر إبقاء عدد من الطرق مفتوحة، وسيتم فيها تطبيق تفتيش أمني مكثف". ولم يحدد الجيش الإسرائيلي في بيانه سقفا زمنيا لهذا الإغلاق.
وأفادت الصحافة الفلسطينية بأن قوات الاحتلال أغلقت مدخل بلدة دير شرف غربي المدينة بالسواتر الترابية، في حين أغلقت حاجزي حوارة وعورتا جنوبا وطريق المساكن، وشددت من إجراءاتها على حاجز صرّة، وأغلقت أيضا طريق تل وطريق عصيرة الشمالية، في حين نصبت حواجز على مداخل سبسطية شمال غرب المدينة، وعلى مدخل بيت فوريك شرقا.
اقتحامات للأقصى
واقتحم مستوطنون -اليوم الخميس- باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وأفادت "وفا" بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، كما أدى عدد من المستوطنين طقوسا تلمودية قرب المسجد الأقصى.
كما اقتحم نحو 800 مستوطن الأقصى أمس الأربعاء، يتقدمهم عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير، ونفذوا جولات استفزازية وطقوسا تلمودية في باحاته، وأدى عدد منهم ما يسمى بـ"السجود الملحمي"، وذلك في اليوم الثالث من "عيد العُرُش" اليهودي الذي تتزايد فيه الدعوات لتكثيف الاقتحامات.
50 معتقلا يواصلون الإضراب عن الطعام
ولليوم التاسع عشر، يواصل 30 معتقلا في سجون الاحتلال الإسرائيلي إضرابهم المفتوح عن الطعام، بينهم معتقلون إداريون ومحكومون.
وكان أكثر من 900 معتقل في سجن "عوفر" قرروا إرجاع وجبات الطعام أمس الأربعاء، إسنادا للأسرى المضربين عن الطعام.
وانضم الأحد الماضي 20 معتقلا إلى المعتقلين المضربين عن الطعام، ليصبح العدد 50 أسيرا مضربا.
ووفقا لهيئة شؤون الأسرى والمحررين، فقد بدأت تظهر على المعتقلين الثلاثين علامات التعب والإنهاك والإعياء الشديد ونقص الوزن وآلام المفاصل والهزال الشديد، نتيجة نقص كمية السوائل والفيتامينات في الجسم.
"عرين الأسود" تعلن أيام الغضب
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل جندي الثلاثاء بالضفة المحتلة، وتبنت مجموعة فلسطينية مسلحة تنتمي للمقاومة الفلسطينية وتشكلت في مدينة نابلس وتطلق على نفسها اسم "عرين الأسود"، مسؤوليتها عن إطلاق النار.
وقالت المجموعة في بيان إنها بدأت سلسلة عمليات "أيام الغضب"، ردا على حصار مخيم شعفاط واقتحامات الأقصى والمسيرات الاستفزازية للمستوطنين بالضفة الغربية.
وقد أشادت فصائل المقاومة الفلسطينية بعمليات "المقاومة النوعية والمتواصلة في الضفة المحتلة"، مؤكدة أن "المقاومة مستمرة وشعبنا سيحمي الأقصى من أطماع الاحتلال بكل الوسائل".
وتشهد مناطق الضفة الغربية المحتلة منذ مطلع العام الجاري، تصعيدا ملحوظا وارتفاعا لوتيرة عمليات الجيش الإسرائيلي فيها.