رغم مخاوف حقوقية بشأن سلامتهم.. لبنان يقرر إعادة اللاجئين السوريين ومسؤول تركي: تزايد مستمر في أعداد العائدين

قال الرئيس اللبناني ميشال عون الأربعاء إن بلاده ستبدأ في نهاية الأسبوع المقبل إعادة السوريين إلى بلادهم، في عملية وصفها مسؤول أمني بأنها ستكون طوعية، رغم مخاوف جماعات حقوقية بشأن سلامتهم. في حين أعلن إسماعيل تشاطاكلي، نائب وزير الداخلية التركي، أن أعداد اللاجئين العائدين إلى ما وصفها بـ"المناطق المحررة" من شمالي سوريا في تزايد مستمر.
ويستضيف لبنان أكبر عدد من اللاجئين في العالم قياسا إلى عدد السكان. وتقدر الحكومة أن عدد سكان البلاد البالغ أكثر من 6 ملايين يشمل ما يقرب من 1.5 مليون لاجئ من سوريا المجاورة، وهو عدد أكثر بكثير من المسجل لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والبالغ نحو 839 ألف لاجئ مسجل حتى تاريخ 31 مارس/آذار 2022.
وقال عباس إبراهيم، مدير جهاز الأمن العام اللبناني المسؤول عن حدود البلاد، إن عمليات العودة ستكون طوعية وتستند إلى آلية استخدمت لأول مرة عام 2018 قبل أن تتوقف بسبب جائحة كوفيد-19.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر رسمي أن عمليات الإعادة ستقتصر فقط على من سجلوا طواعية للعودة لدى المديرية العامة للأمن العام اللبناني، بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية في البلاد، مشيرا إلى أنه لن يتم إجبار أحد على المغادرة.
وأعلن وزير المهجرين اللبناني عصام شرف الدين في يوليو/ تموز عن خطة لإعادة حوالي 15 ألف لاجئ إلى سوريا شهريا، مستندا في ذلك إلى أن سوريا أصبحت آمنة إلى حد كبير بعد أكثر من عقد على نشوب الحرب.
ولن تتضمن الخطة أي دور للأمم المتحدة التي تصر على أن الظروف في سوريا لا تسمح بعودة اللاجئين على نطاق واسع.
"أنت ذاهب إلى موتك"
من جهته، قال مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان إنه "لا ييسر ولا يدعم عمليات الإعادة الطوعية واسعة النطاق للاجئين إلى سوريا".
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش، ومقرها نيويورك، في يوليو/ تموز إن "سوريا أبعد ما تكون عن توفير الأمن والسلامة للعائدين". وكتبت مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة، لما فقيه، في منشور "اللاجئون السوريون الذين عادوا بين عامي 2017 و2021 من لبنان والأردن واجهوا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان واضطهادا على يد الحكومة السورية والمليشيات التابعة لها".
وكانت منظمة العفو الدولية قد سلطت الضوء في تقرير سابق على انتهاكات مورست ضد اللاجئين السوريين الذين عادوا في أوقات سابقة إلى بلادهم.
وقالت المنظمة في تقريرها الذي عنونته بعبارة: "أنت ذاهب إلى موتك"، إن ضباطا في المخابرات السورية أخضعوا النساء والأطفال والرجال العائدين للاحتجاز غير القانوني أو التعسفي والتعذيب.
وخلصت منظمة العفو الدولية إلى أنه لا يوجد جزء من سوريا آمن للاجئين للعودة إليه، بما في ذلك دمشق أو محيطها، وأن الأشخاص الذين غادروا سوريا منذ بداية النزاع معرضون لخطر حقيقي بالاضطهاد عند عودتهم.

تركيا: تزايد مستمر في أعداد العائدين
في المقابل، أعلن إسماعيل تشاطاكلي، نائب وزير الداخلية التركي، أمس الأربعاء، أن أعداد اللاجئين العائدين إلى ما وصفها بـ" المناطق المحررة من الإرهاب" شمالي سوريا في تزايد مستمر.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده تشاطاكلي، بعد جولة للصحفيين في مدينة أعزاز السورية للوقوف على الجهود المبذولة لتنمية المناطق المحررة.
وقال تشاطاكلي، إن "عدد سكان المناطق المحررة في سوريا تضاعف من مليون و300 ألف إلى مليونين و100 ألف، منهم 526 ألفا عادوا من تركيا".
ولفت إلى أن "هذا العدد في تزايد مستمر ضمن إستراتيجية تركيا لتأمين عودة كريمة وطوعية للسوريين إلى بلادهم".
يذكر أن تركيا تستضيف حاليا العدد الأكبر من اللاجئين السوريين المسجلين، أي أكثر من 3.6 ملايين شخص. ووفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فإنه يوجد 6.6 ملايين لاجئ سوري حول العالم، تستضيف الدول المجاورة لسوريا 5.5 ملايين منهم.