مقتل جندي إسرائيلي بالضفة ومجموعة فلسطينية تتبنى العملية وتعلن بدء "أيام الغضب"

جنود إسرائيليون في موقع إطلاق النار في نابلس (وكالة الأنباء الأوروبية)

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن أحد جنوده قتل اليوم الثلاثاء برصاص مسلحين فلسطينيين قرب مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، في حين اقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى.

وقال الجيش الإسرائيلي -في بيان- إن الجندي توفي متأثرا بجراحه بعيد إصابته بالرصاص بالقرب من مستوطنة شافي شومرون شمال غرب نابلس.

وذكر البيان أن "مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار من سيارة مسرعة نحو عدد من الجنود الذين كانوا يهمون بنشاط لتأمين المنطقة والسكان"، في إشارة إلى مسيرة للمستوطنين في المنطقة، مضيفا أن قوات الجيش باشرت بملاحقة مطلقي النار.

وتوعد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بإلقاء القبض على منفذي العملية، وقال في تغريدة على تويتر إن العملية العسكرية ضد ما وصفه بالإرهاب ستستمر وتتكثف من أجل توفير الأمن لمواطني إسرائيل، حسب تعبيره.

وكان زعيم المعارضة اليمينية رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو قد سارع بدوره إلى القول إن قبضة قوية فقط ستنتصر على الإرهاب.

وفي وقت سابق، كان شهود عيان قد ذكروا أن إطلاق النار استهدف مجموعة من جنود الاحتلال بالتزامن مع انطلاق مسيرة ينظمها المستوطنون، احتفالا بما يسمى "عيد العُرش" أو "عيد المظلة" اليهودي.

وقد تبنت مجموعة فلسطينية مسلحة تشكلت في مدينة نابلس -تطلق على نفسها "عرين الأسود"- مسؤوليتها عن إطلاق النار، وقالت -في بيان- إنها بدأت سلسلة عمليات "أيام الغضب".

وأضافت عرين الأسود "نفذت مجموعة من مقاتلينا الأبطال عملية نوعية بالقرب من مُغتصبة شافي شومرون، محققة إصابات أكيدة وبالغة في صفوف العدو، وانسحب المجاهدون بسلام، بفضل الله".

من جهتها، باركت حركة حماس العملية، وقالت إن الفعل المقاوم سيتصاعد مع زيادة العدوان على الشعب الفلسطيني واستمرار استهداف المسجد الأقصى.

وتأتي عملية نابلس ضمن سلسلة من العمليات الفلسطينية ضد قوات الاحتلال والمستوطنين، في مقابل عمليات اغتيال إسرائيلية لمقاومين فلسطينيين في الضفة الغربية.

والأحد الماضي، توفيت مجندة إسرائيلية متأثرة بجراحها إثر هجوم استهدف قوات الاحتلال عند الحاجز العسكري لمدخل مخيم شعفاط في القدس المحتلة.

مواجهات في ضواحي القدس

وفي تطورات متزامنة، تشهد أحياء مخيم شعفاط وبلدة عناتا شمال القدس المحتلة -لليوم الثالث على التوالي- مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال التي تواصل بحثها عن منفذ هجوم حاجز شعفاط الذي أسفر عن مقتل جندية وإصابة 3 آخرين.

وقال شهود عيان إن قوات إسرائيلية كبيرة تكرر اقتحام ضواحي المخيم وبعض شوارعه، وتدهم منازل ومحال تجارية فيه، وتصادر كاميرات للمراقبة.

وكانت قوات الاحتلال -معززة بوحدات هندسية- دهمت مساء أمس الاثنين منزل عائلة منفذ الهجوم الواقع في إحدى ضواحي المخيم وأخذت قياساته، تمهيدا لاتخاذ قرار بهدم المنزل.

ويحتجز جنود الاحتلال قرابة 130 ألف مقدسي يقطنون في تلك الأحياء كرهائن بحجة البحث عن مطلوبين، وتحولت تلك الأحياء إلى ساحة حقيقية للحرب، حيث شرع جنود الاحتلال بتفتيش عشرات المنازل واستهداف المواطنين وإطلاق قنابل الغاز، وقنابل الصوت، والأعيرة "المطاطية" تجاه المواطنين ومنازلهم.

اقتحامات الأقصى

من جهة أخرى، تجددت اليوم الثلاثاء اقتحامات المسجد الأقصى من قبل المستوطنين، وهذه المرة بمناسبة ما يسمى "عيد العُرش" اليهودي.

وقال مراسل الجزيرة إن 7 مجموعات استيطانية تضم نحو 500 مستوطن اقتحمت باحات الأقصى بحماية قوات الاحتلال، التي اعتقلت فلسطينيين اثنين في أثناء التصدي لاقتحامات المستوطنين.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد فتحت -صباح اليوم الثلاثاء- باب المغاربة تسهيلا لاقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى وتلبية لدعوات المستوطنين بتكثيف الاقتحامات في الأيام المقبلة.

كما فرضت شرطة الاحتلال تشديدات على مداخل البلدة القديمة بالقدس المحتلة وأزقتها، ونصبت الحواجز العسكرية، ورفعت حالة التأهب في المدينة المقدسة ومحيط الأقصى. وكان مئات المستوطنين نفذوا حفلات صاخبة ورقصات بالقرب من الباب الجديد الليلة الماضية.

وقد نددت الخارجية الفلسطينية بالاقتحامات الاستفزازية للمستوطنين لباحات المسجد، محذرة من تكريس الصلوات التلمودية عند أبواب الأقصى وباحاته.

كما نددت الخارجية الأردنية بالاقتحامات الإسرائيلية، وحذر الناطق باسمها من أن الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات -بالتزامن مع الاقتحامات المتواصلة للأراضي الفلسطينية المحتلة- تنذر بالمزيد من التصعيد، وهو ما يمثل اتجاها خطيرا يجب وقفه فورا، حسب تعبيره.

المصدر : وكالات