انفجارات نورد ستريم.. ألمانيا تفتح تحقيقا خاصا وغازبروم تعرض صورة لمدمرة ألغام غربية فوق أحد الخطين

Gas leak at Nord Stream 2 as seen from the Danish F-16 interceptor on Bornholm
تسرب الغاز من خط نورد ستريم بالمياه الإقليمية للدانمارك في بحر البلطيق (رويترز)

فتحت ألمانيا تحقيقا في تفجيرات خطي أنابيب الغاز الروسي "نورد ستريم 1 و2″، بينما أكدت السويد أنها لن تتبادل مع روسيا نتائج التحقيق. في المقابل كشفت شركة غازبروم -المالكة لخط الغاز- عن صورة قديمة للغم تابع لحلف شمال الأطلسي (ناتو) فوق خط "نورد ستريم 1″، على حد قولها.

وتحقق الدانمارك والسويد وألمانيا في كيفية حدوث كسر في خطي نورد ستريم 1 و2 اللذين ينقلان الغاز الروسي إلى ألمانيا، مما تسبب في تسرب الغاز في بحر البلطيق قبالة ساحلي الدانمارك والسويد في سبتمبر/أيلول الماضي.

ويفترض الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي أن ما حدث هو عمل تخريبي. في المقابل وصف الكرملين التكهنات حول ضلوع روسيا فيما حدث بأنها "حمقاء وعبثية".

وقال متحدث باسم المدعي العام في ألمانيا إن هناك شبهات حول "التسبب في انفجار متعمد عبر استخدام متفجرات وتخريب معاد للدستور"، مضيفا أن التحقيقات موجهة ضد مجهولين.

وذكر المتحدث أن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية والشرطة الاتحادية كُلفا بإجراء المزيد من التحقيقات.

وأضاف أن هناك دلائل واقعية كافية على أن خطي أنابيب الغاز قد تضررا عمدا جراء تفجيرين على الأقل، موضحا أن الادعاء العام الاتحادي مسؤول عن التحقيقات بسبب الأهمية الخاصة للقضية، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بهجوم عنيف وخطير على إمدادات الطاقة، وهو قد يضر بالأمن الخارجي والداخلي لألمانيا.

إعلان

وذكر المتحدث أنه لن يدلي بمزيد من المعلومات، قائلا إنه "لا يمكن توقع نتائج سريعة"، في إشارة للتحقيقات الجارية.

استبعاد روسيا

وفي سياق متصل، قالت رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسون، اليوم الاثنين، إن بلادها لن تشارك نتائج التحقيق في انفجارات خط نورد ستريم مع السلطات الروسية أو شركة غازبروم الروسية.

وقد رفضت السويد في السابق مطالبات من الكرملين بمشاركة روسيا في التحقيق.

وقبل أيام، قالت الخارجية السويدية إن رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين بعث برسالة إلى نظيرته السويدية أندرسون يطلب فيها منح سلطات بلاده دورا في التحقيق في الانفجارات التي ألحقت أضرارا بخطي أنابيب نورد ستريم.

وقالت النيابة السويدية إن أولى عمليات التحقيق التي نفذتها السلطات هذا الأسبوع، في موقع التسريب على خطي أنابيب الغاز "نورد ستريم 1 و2" في بحر البلطيق، تعزز شبهات "العمل التخريبي عن طريق تفجيرات تسببت بأضرار جسيمة".

وقال ماتس ليونغكفيست المدعي الخاص المسؤول عن التحقيق من الجانب السويدي "يمكننا أن نرى أن انفجارات وقعت بالقرب من "نورد ستريم 1 و2″ بالمنطقة الاقتصادية السويدية الخالصة مما سبب أضرارا كبيرة بخط أنابيب الغاز".

وأضاف المدعي السويدي المسؤول عن التحقيق -في بيان- أن عمليات التحقق في موقع الحادث عززت الاشتباه بوقوع أعمال تخريب خطيرة. وقد تم ضبط أدلة في الموقع وسيتم فحصها.

شركة غازبروم نشرت صورة لمدمرة ألغام تابعة لحلف الناتو اكتشفتها عام 2015 فوق خط نورد ستريم 1 (الصحافة الروسية)

اتهامات روسية

في المقابل، قالت شركة غازبروم الروسية المشغلة لخط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 اليوم الاثنين إنها قامت بعملية متحكم فيها لخفض الضغط بأحد خطي الغاز كإجراء للأمان.

وأضافت أن الضغط في الخط (ب) قد خُفض لما يقرب من 50 بارا (وحدة لقياس الضغط)، مشيرة إلى أن هناك المزيد من خطوات الأمان لكنها تتوقف على نتائج مسح خط الأنابيب والمناقشات مع السلطات المعنية.

إعلان

وقال المتحدث باسم غازبروم "سيرغي كوبريانوف" إن أحد فرق الصيانة التابعة للشركة اكتشف في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني 2015، أثناء فحص لأنابيب الغاز نورد ستريم 1 مدمرة ألغام "ثعلب البحر" التابعة لحلف الناتو وهي بين الخطوط.

ولم يصدر حتى الآن رد من حلف الناتو على اتهامات الشركة الروسية.

وأضاف كوبريانوف في تصريحات صحفية أن مبدأ عمل المدمرة بسيط، فهي قادرة على تفجير الألغام، أي أنها قادرة على تفجير خط الأنابيب.

وأشار كوبريانوف إلى أن مدمرة الألغام "ثعلب البحر" تسللت مباشرة تحت خط نورد ستريم 1، على عمق 40 مترا عند نقطة "الكيلومتر 651″، وتم اكتشافها وإبطالها من قبل القوات المسلحة السويدية.

ونشر المتحدث باسم غازبروم صورا قال إن فرق الصيانة والجيش السويدي التقطوها أثناء التفتيش في مكان الحادث في 2015، قائلا إن إنزال مدمرة الألغام "ثعلب البحر" يتم عادة من سفينة حربية.

وأكد أن هذا يعمل بشكل دقيق، حيث يكتشف الأجسام عبر مسح القاع باستخدام السونار، أي أن الجهاز يفحص أولا التضاريس والأشياء الموجودة في قاع البحر قبل الاقتراب منها.

ووفقا لكوبريانوف فقد برر حلف الناتو الأمر وقتها قائلا إن جهازا غالي الثمن وخطيرا للغاية فُقد أثناء تدريبات.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان