مخزونات الأسلحة الأوروبية لأوكرانيا بدأت بالنفاد وأميركا تقترب من سقف إمكاناتها لتسليح كييف

نقلت وكالة "بلومبيرغ" (Bloomberg) الأميركية عن مصادر مطلعة أن مخزونات بعض الدول الأوروبية التي أرسلت أسلحة لأوكرانيا بدأت في النفاد، في حين قال مسؤول عسكري أميركي سابق إن واشنطن تقترب من بلوغ أقصى إمكاناتها لتزويد كييف بالإمدادات العسكرية خصوصا من الذخائر.
وذكرت مصادر مطلعة للوكالة أن الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) حثت شركات إنتاج الأسلحة على تسريع عجلة الإنتاج لمساعدتها في سد النقص في مخزوناتها من الأسلحة، وذلك لتقوية وضعها العسكري وأيضا للاستمرار في مساعدة أوكرانيا على مواجهة الحرب التي تشنها عليها روسيا.
وكان حلفاء كييف، وعلى رأسها واشنطن وكبريات العواصم الأوروبية، قد أرسلوا مليارات الدولارات من الأسلحة والذخائر والعتاد منذ بدء الحرب في 24 فبراير/شباط الماضي.
وأضافت بلومبيرغ أن الضغط الذي تشهده مخزونات حلفاء كييف يتركز أساسا على الذخائر بما فيها قذائف المدفعية عيار 155 مليمترا، والتي أرسلت الولايات المتحدة إلى أوكرانيا أزيد من مليون طلقة منها منذ بدء الحرب.
ارتفاع الطلب
وتواجه الشركات العسكرية في الولايات المتحدة وأوروبا الآن ارتفاعا في الطلب على أسلحة الدفاع الجوي والأسلحة المضادة للدبابات، إلى جانب معدات عسكرية أخرى.
وتدرك دول الناتو أن أوكرانيا ستحتاج على الأرجح إلى دعم عسكري لسنوات مقبلة، ولكن سيكون من الصعب توسيع التصنيع الدفاعي بسرعة بعد عقود من الطلبات المحدودة بسبب تقليص ميزانيات الدفاع.
ومن المرتقب أن يجتمع وزراء الدفاع في حلف الناتو خلال هذا الأسبوع من أجل مناقشة عدة قضايا من بينها دعم مخزونات الأسلحة، وكان الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ صرح نهاية سبتمبر/أيلول الماضي عقب اجتماع مع مسؤولي توريد الأسلحة لدى دول الحلف بالقول إن "تعزيز مخزونات الناتو سيضمن استمراره في دعم أوكرانيا".
المساعدات الأميركية
وقبل بضعة أيام، أوردت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول عسكري أميركي سابق أن الجيش الأميركي يقترب من بلوغ أقصى إمكاناته لتزويد أوكرانيا بالإمدادات العسكرية المتطورة التي أمنها لها حتى الآن، ولا سيما على صعيد الذخائر.
والولايات المتحدة هي المزود الأول لأوكرانيا بالأسلحة منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، وبلغت القيمة الإجمالية للمساعدة العسكرية الأميركية لكييف أكثر من 16.8 مليار دولار.
غير أن المخزون الأميركي لبعض العتاد "يصل إلى الحد الأدنى الضروري للتخطيط والتدريب" وفق ما قال مارك كانسيان من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، مشيرا إلى أن تجديد المخزون الذي يعود إلى مستوى ما قبل الحرب الروسية على أوكرانيا قد يستغرق "عدة سنوات".
وكانسيان كولونيل سابق في مشاة البحرية الأميركية (مارينز)، وكان مسؤولا عن مشتريات الأسلحة في وزارة الدفاع بين عامي 2008 و2015.
ويقول المتحدث نفسه إن مخزون الجيش الأميركي من الصواريخ الموجهة المستخدمة في نظام "هيمارس" (HIMARS) والتي يزيد مداها على 80 كيلومترا، أصبح محدودا.
وأوضح الخبير العسكري "إذا كانت الولايات المتحدة سلّمت أوكرانيا ثلث مخزونها من صواريخ هيمارس مثلما فعلت بالنسبة لصواريخ "جافلين" (Javelin) و"ستينغر" (Stinger)، فهذا يعني أن أوكرانيا تلقت ما بين 8 آلاف و10 آلاف منها، وهو عدد يكفي لبضعة أشهر".