تخريب خطَي نورد ستريم.. بايدن يرد على اتهامات بوتين وخطان جديدان في أوروبا بعد تصريحات لـ"غازبروم" الروسية

وصف الرئيس الأميركي جو بايدن تسرب الغاز في خطي أنابيب "نورد ستريم 1 و2" بأنه "عمل تخريبي متعمد"، وقال إن الولايات المتحدة تعمل على تحديد ما حدث، مضيفا أن واشنطن "سترسل الغواصين لمعرفة ما حدث على وجه الدقة".
وهذه المرة الأولى التي يدلي فيها بايدن بمثل هذا التصريح، حيث اتهم روسيا "ببث معلومات مضللة وأكاذيب"، داعيا إلى عدم الإنصات إلى رئيسها فلاديمير بوتين، مشيرا إلى أن مزاعم الزعيم الروسي "ليست حقيقية".
وجاء حديث بايدن بعد تصريحات لبوتين في وقت سابق قال فيها إن الولايات المتحدة وحلفاءها نسفوا نورد ستريم، مضيفا أن "العقوبات لم تكن كافية للأنجلو ساكسون، لقد انتقلوا إلى التخريب".
إمدادات الغاز
وفي آخر التطورات، نقلت وكالة "ريا نوفوستي" (RIA Novosti) أن شركة "غازبروم" (Gazprom) الروسية العملاقة للنفط والغاز بلّغت نظيرتها الإيطالية "إيني" (ENI) أنها لن تمد إيطاليا بالغاز اليوم السبت بسبب استحالة نقله عبر النمسا.
في غضون ذلك، قالت شركة غازبروم إنها بدأت البحث في طرق لعودة خطي أنابيب نورد ستريم للعمل من جديد.
ونقلت وكالة "تاس" للأنباء عن متحدث باسم الشركة قوله إن 800 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي تسربت، بعد أن أصابت انفجارات خطي أنابيب تحت البحر.
واليوم السبت، بدأت إمدادات الغاز الطبيعي إلى بولندا، عبر خط أنابيب البلطيق الجديد من النرويج مرورا بالدانمارك، وفق ما أعلنته شركة "غاز سيستم" المحلية.
وجاء ذلك بعد 3 أيام من تدشين الخط والذي تزامن مع تفجير خطي أنابيب نورد ستريم اللذين يمدان أوروبا بالغاز الروسي عبر بحر البلطيق، وقالت الشركة، عبر تويتر اليوم السبت، إنه يوم "تاريخي" لقطاع الطاقة في البلاد.
ويُعد التدفق من النرويج إلى جانب الإمدادات عبر محطات الغاز الطبيعي المسال أمرا أساسيا لخطة أمن الطاقة في بولندا.
يشار إلى أنه تم قطع الغاز الروسي عن بولندا في أبريل/نيسان الماضي، إثر رفضها دفع ثمنه بالروبل الروسي.
وفي الأثناء، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى تفادي أي خلافات في السوق الأوروبية الموحدة للتوصل إلى وضع حد لأسعار الغاز.
وأشارت المسؤولة الأوروبية إلى أن الخط الجديد لنقل الغاز بين اليونان وبلغاريا سيُحدث تحولا مهما وسيعزز موارد أوروبا.
مجلس الأمن
وأمس الجمعة، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة دعت إليها روسيا لبحث الأخطار المترتبة على أمن الطاقة الأوروبية بعد استهداف خطي نورد ستريم في بحر البلطيق.
وفي كلمته خلال الجلسة، كشف مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن مكتب المدعي العام الروسي فتح تحقيقا دوليا وفق إجراءات جنائية بموجب قانون الإرهاب.
وفي اتهام مبطّن للولايات المتحدة الأميركية، قال المندوب الروسي إن تخريب خط نورد ستريم بذلك القدر من التعقيد يتجاوز قوة الإرهابيين العاديين، ويجعله غير ممكن الحدوث من دون تدخل دولة أو الجهات التي تسيطر عليها دولة.
وأضاف أن الولايات المتحدة لديها الكثير لتكسبه فيما يتعلق بتجارة الغاز جراء الأضرار التي لحقت بشبكة خط أنابيب نورد ستريم تحت بحر البلطيق، ولكنه لم يصل إلى حد تحميل واشنطن مسؤولية انفجارات هذا الأسبوع.
ورفض البيت الأبيض هذا الاتهام ووصفه بأنه غير مسؤول، وقال ريتشارد ميلز نائب ممثل الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في الاجتماع "الولايات المتحدة تنفي بشكل قاطع أي تورط في هذا الحادث ونرفض تأكيدا يقول عكس ذلك".
وأضاف ميلز أن الولايات المتحدة عززت صادرات الغاز الطبيعي المسال في السنوات الأخيرة لأن روسيا لم تكن لفترة طويلة موردا موثوقا به للطاقة إلى أوروبا.