انفصاليون بلوش في باكستان يتبنون هجوما قتل فيه 10 عسكريين

استنفار الأجهزة الأمنية في باكستان بعد تزايد هجمات المسلحين (الأوروبية-أرشيف)

تبنى متمردون انفصاليون في باكستان المسؤولية عن هجوم على موقع عسكري قرب ميناء جوادر جنوب غرب البلاد، قتل فيه 10 من جنود الجيش الذي أكد عزمه القضاء على "الإرهابيين".

ووقع الهجوم في وقت متأخر من الثلاثاء الماضي في منطقة كيش إلى الشمال من ميناء جوادر الذي تستثمر فيه الصين، وكان أعنف هجوم منذ سنوات في تمرد انفصالي من جانب أفراد من عرقية البلوش.

وأعلنت جماعة تطلق على نفسها "جبهة تحرير بلوشستان" اليوم الجمعة مسؤوليتها عن الهجوم، وقالت في بيانها إن 17 جنديا وأحد أفرادها سقطوا قتلى.

وسبق أن أعلن الجيش أمس مقتل 10 من جنوده "بعد أن هاجم إرهابيون نقطة تفتيش تابعة لقوات الأمن في منطقة كيش في بلوشستان" مضيفا في بيان له أن "المداهمة النارية" التي نفذها "الإرهابيون" حدثت ليلة 25-26 من الشهر الجاري.

وقال البيان "خلال تبادل مكثف لإطلاق النار قتل إرهابي وأصيب عدد آخر. واستشهد 10جنود أثناء صد نيران الإرهابيين، وتم القبض على 3 إرهابيين في عملية التطهير اللاحقة التي لا تزال جارية لتعقب مرتكبي الحادث" مؤكدا عزم القوات المسلحة "القضاء على الإرهابيين من أراضينا مهما كانت التكلفة".

من جهته قال رئيس الوزراء عمران خان في بيان له اليوم "نحن عاقدو العزم على تخليص باكستان من كل أشكال الإرهاب". ونعى في البيان الجنود الـ 10 الذين سقطوا في الهجوم.

ويقاتل المتمردون البلوش الحكومة منذ عقود سعيا لإقامة دولة منفصلة، مدعين أن الحكومة تستغل موارد الغاز والمعادن بإقليم بلوشستان الواقع على حدود أفغانستان وإيران.

وتساهم الصين في تطوير ميناء جوادر المطل على بحر العرب الذي وقع الهجوم الأخير بالقرب منه، كما تشارك أيضا مشروعات أخرى بالإقليم في إطار ممر اقتصادي يربطها بباكستان تبلغ تكلفته 60 مليار دولار وهو جزء من مبادرة الحزام والطريق الصينية.

تزايد الهجمات

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قتل جندي من الجيش بعد أن هاجم مسلحون نقطة عسكرية في مدينة بانو بإقليم خيبر بختونخوا، وفي 5  يناير/كانون الثاني الجاري قتل جنديان كما قضى العديد من المسلحين في عمليتين استخباريتين منفصلتين في نفس الإقليم نفذتهما قوات الأمن.

وفي تقرير أصدره "المعهد الباكستاني لدراسات الصراع والأمن" أن البلاد شهدت زيادة بنسبة 56% في هجمات المسلحين خلال عام 2021 بعد الانخفاض المستمر في الهجمات خلال السنوات الست الماضية.

وأظهرت إحصاءات المعهد أن المسلحين "نفذوا 294 هجوماً عام 2021، قتل خلالها 395 شخصا، بينهم 186 مدنيا و192 عنصراً من قوات الأمن. وأصيب ما لا يقل عن 629 شخصًا، بينهم 400 مدني، و217 عنصرًا من قوات الأمن" مضيفا "قوات الأمن قتلت أيضا 188 مسلحا واعتقلت ما لا يقل عن 222 مسلحا مشتبها به خلال العام".

وكان وزير الداخلية شيخ رشيد أحمد قد اعترف الأسبوع الماضي بـ "الارتفاع الأخير بحوادث الإرهاب". وقال إن وزارته "نبهت القوات المسلحة وأجهزة إنفاذ القانون المدنية، وطالبتهم باليقظة، كما طلبت من جميع القوات المسلحة والقوات المسلحة المدنية والمفتشين العامين للشرطة وكبار الأمناء وفرق الحدود البقاء في حالة تأهب وحذر".

المصدر : الجزيرة + وكالات