وسط حراك سياسي بشأن أوكرانيا.. روسيا تتهم واشنطن بالتصعيد وتطلق مناورات عسكرية في القرم
نددت روسيا اليوم الثلاثاء بوضع آلاف الجنود الأميركيين في حالة تأهب بسبب الأزمة بشأن أوكرانيا، واعتبرت ذلك "تصعيدا للتوتر" من جانب واشنطن، كما أعلنت عن إطلاق مناورات عسكرية في الجنوب وشبه جزيرة القرم.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين "نراقب بقلق كبير هذه التحركات الأميركية"، مضيفا أن الولايات المتحدة تتسبب من خلال ذلك "بتصعيد التوتر"، كما فعلت أمس مع الإعلان عن سحب عائلات الدبلوماسيين الأميركيين من أوكرانيا بسبب خطر وشيك وفق واشنطن، يتمثل باجتياح روسي لجارتها الموالية للغرب.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت أمس أن قوة عديدها 8500 عسكري أميركي وضعوا في "حالة تأهب قصوى" تحسبا لاحتمال نشرها تعزيزَ أي تفعيل لقوة التدخل التابعة لحلف شمال الأطلسي ردا على الأزمة الأوكرانية.
في المقابل، حشدت روسيا 100 ألف جندي قرب الحدود الأوكرانية مثيرة المخاوف من أن تكون تخطط لغزو جارتها الموالية للغرب، مما استدعى تحذيرات من دول الغرب.
مناورات عسكرية
في غضون ذلك، أفادت وكالات أنباء روسية أن القوات المسلحة الروسية أطلقت اليوم الثلاثاء سلسلة جديدة من المناورات بالقرب من أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها، مع تدريبات تشمل 6 آلاف عنصر وطائرات مقاتلة وقاذفات.
ونقلت الوكالات عن قائد القوات الروسية في جنوب روسيا ألكسندر دفورنيكوف قوله إنها عملية "مشتركة" تشمل خصوصا "سلاح الجو ومضادات الطائرات وسفن أسطولَي البحر الأسود وبحر قزوين".
ووفق وكالة "تاس" (TASS)، فإن تدريبات سلاح الجو تشمل 60 مقاتلة وقاذفة في 4 مناطق لا سيما شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014 ردا على ثورة موالية للغرب في أوكرانيا.
مساعدات جديدة
من جانب آخر ستتسلم أوكرانيا اليوم مساعدة جديدة من الولايات المتحدة تشمل "تجهيزات وذخائر لتعزيز القوات المسلحة الأوكرانية"، وفق السفارة الأميركية.
وأوضحت السفارة أن هذه المساعدة قسم من مساعدات بقيمة 200 مليون دولار منحها البيت الأبيض في الآونة الأخيرة لكييف.
من جهته أعلن حلف شمال الأطلسي أن دوله تعد لوضع قوات احتياطية في حالة تأهّب وأنها أرسلت سفنا ومقاتلات لتعزيز دفاعاتها في أوروبا الشرقية ضد الأنشطة العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا.
تحركات سياسية
وعلى الصعيد السياسي، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يريد أن يقترح "طريقا لوقف التصعيد" على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "في الأيام المقبلة".
وقال الكرملين في بيان إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعقد هذا الأسبوع مباحثات مع نظيريه الفرنسي إيمانويل ماكرون والأوكراني فولوديمير زيلينسكي لبحث تطورات الوضع بين كييف وموسكو.
كما يجري ماكرون مشاورات مع المستشار الألماني أولاف شولتز وصفتها الرئاسة الفرنسية بالتنسيقية للإعداد للاجتماع الرباعي بين مستشارين من روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا.
وتستقبل باريس أيضا غدا الأربعاء اجتماعا لمستشارين رفيعي المستوى مع ألمانيا وروسيا وأوكرانيا؛ في محاولة لإعادة إحياء الحوار الذي يعود إلى عام 2015 وبات مجمدا اليوم.
وسيناقش الاجتماع تنفيذ اتفاق مينسك وفقا لصيغة نورماندي والتي تنص على وقف الحرب بين الجيش الأوكراني والانفصاليين، وتبادل الأسرى، وسحب الأسلحة الثقيلة من شرق أوكرانيا، والقيام بإصلاحات دستورية تعطي الشرق الأوكراني إدارة ذاتية موسعة.
بدورها، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس اليوم الثلاثاء إنها ستزور أوكرانيا الأسبوع المقبل، كما وجهت تحذيرا جديدا لروسيا بأن أي غزو للأراضي الأوكرانية ستكون تكلفته الاقتصادية باهظة.
من جهتها، قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة السفيرة ليندا غرينفيلد إن التصرفات الروسية تجاه أوكرانيا "تضرب صميم ميثاق الأمم المتحدة"، مشددة على أن الدبلوماسية هي الحل للأزمة المندلعة بين موسكو وكييف.
جاء ذلك في بيان عقب اجتماعها في مع نظيرها الأوكراني سيرغي كيسليتسيا، بوقت متأخر مساء أمس في نيويورك.
واتفق السفيران -وفق البيان- على أن الإشارة الإيجابية لالتزام روسيا بالدبلوماسية ستكون "من خلال التراجع الفوري عن حشد القوات الروسية بالقرب من حدود أوكرانيا بما في ذلك في بيلاروسيا".
عقوبات
وكانت الولايات المتحدة قد أكدت أن ليس هناك "أي خلافات" مع الأوروبيين حول العقوبات التي ستفرض على روسيا في حال قيامها بغزو أوكرانيا، ولا حول موضوع خطورة التهديد.
كما توعد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون مرة جديدة روسيا بعقوبات غربية غير مسبوقة في حال غزت أوكرانيا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أوروبي قوله إن من بين الإجراءات التي يمكن أن تفرض على روسيا خفض مشتريات الغاز والنفط اللذين يشكلان 43% و20% من إمدادات الاتحاد الأوروبي، لكن هذا الموضوع يثير انقساما بين الأوروبيين.
ومن الجانب الأميركي، يعتزم بايدن منع المصارف الروسية من استخدام الدولار، مما قد يوجه ضربة قاسية جدا لاقتصاد روسيا.
جماعة إجرامية
وفي الأثناء، أعلنت أوكرانيا اليوم أنها فككت جماعة إجرامية تنشط تحت إمرة موسكو وكانت تحضّر لهجمات مسلحة "لزعزعة استقرار" البلاد.
وقال جهاز الأمن الأوكراني في بيان إن "قائدَي المجموعة كانا يحضران لسلسلة هجمات مسلّحة على بنى تحتية"، مؤكدا أن المجموعة "منسّقة" من جانب "أجهزة روسية خاصة".
وأوضح الجهاز أن القائدين -وأحدهما روسي- أوقفا، وقد تم ضبط "متفجرات وأسلحة خفيفة وذخائر".
وأكد مصدر في قوات الأمن الأوكرانية أن الرجلين كانا عنصرين سابقين في فرق الكوماندوز شاركا في معارك.