متهم بالقتل والتعذيب.. بدء محاكمة طبيب سوري في ألمانيا بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية

نظام بشار الأسد وجهت له اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق السوريين (الأوروبية)

تشهد ألمانيا اليوم الأربعاء محاكمة طبيب سوري يشتبه في ارتكابه جرائم ضد الإنسانية، من بينها تعذيب سجناء في مستشفيات عسكرية بسوريا، وذلك في ثاني قضية من نوعها في ما يتعلق باتهامات جرائم تعذيب بدعم من النظام في سوريا.

فبعد حكم محكمة ألمانية الأسبوع الماضي على ضابط المخابرات السوري السابق أنور رسلان بالسجن مدى الحياة لارتكابه جرائم ضد الإنسانية، ستبدأ محاكمة الطبيب علاء موسى في المحكمة الإقليمية العليا في فرانكفورت.

ويواجه المتهم بموجب قوانين الخصوصية الألمانية، اتهامات بتعذيب معارضين للرئيس السوري بشار الأسد أثناء عمله طبيبا في سجن عسكري ومستشفيات بحمص ودمشق في 2011 و2012.

وتنفي حكومة بشار الأسد الاتهامات بتعذيب سجناء.

تهم ثقيلة

ويستخدم المدعون الألمان قوانين السلطة القضائية العالمية التي تسمح لهم بالسعي لمحاكمة المشتبه في ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية في أي مكان في العالم.

واتهم المدعون علاء موسى في 18 قضية تعذيب، ويقولون إنه قتل أحد السجناء. وفي إحدى القضايا، يُتهم المدعى عليه بإجراء جراحة تصحيحية لكسر عظمي دون تخدير كاف.

كما أنه متهم بمحاولة حرمان السجناء من قدراتهم الإنجابية في قضيتين، وتشمل أساليب التعذيب الأخرى التي يقول المدعون إنه استخدمها ضد المدنيين المحتجزين غمر الأعضاء التناسلية لمراهق بالكحول في مستشفى عسكري بحمص وإضرام النار فيها باستخدام قداحة.

وعمل الطبيب أيضا في المستشفى العسكري 601 بالمزة في دمشق، الذي شوهدت مشرحته وفناؤه، بحسب هيومن رايتس ووتش، في مجموعة من الصور التي تصوّر حجم التعذيب الذي تتبناه الدولة ضد المدنيين وقام بتهريبها إلى الخارج مصور يعمل مع الحكومة عرف باسم قيصر.

جرائم ضد الإنسانية

وقالت أنتونيا كلاين المستشارة القانونية في المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان، الذي يدعم الادعاء في القضية، إن العنف الجنسي باعتباره جريمة ضد الإنسانية سيلعب دورا مهما في المحاكمة.

وقالت كلاين "تُظهر المحاكمة أيضا مدى تنوع الجرائم (في الصراع السوري) وبأي حجم ستواصل الحدوث".

وقال المحامي السوري أنور البني، الذي يرأس جماعة حقوقية في برلين ساعدت في رفع القضية ضد "علاء م."، إن المحاكمة ستتمخض عن المزيد من الأدلة على أن الحكومة السورية حرضت على التعذيب للتغلب على الانتفاضة ضد الأسد.

وقال البني "نأمل أن يحكم عليه بالسجن مدى الحياة"، مضيفا أنه يتوقع أن تصل المحكمة إلى حكم بنهاية العام الجاري.

من هو علاء موسى؟

وعلاء موسى طبيب سوري يبلغ من العمر 36 عاما، عمل في مستشفى حمص العسكري في بدايات الثورة السورية.

هاجر إلى ألمانيا عام 2015 للعمل طبيبا، واعتقل يوم 19 يونيو/حزيران 2020 بعد كشف الجزيرة ودير شبيغل، في تحقيق استقصائي مشترك بعنوان "البحث عن جلادي الأسد"، عن جرائم في مستشفى حمص العسكري، والاتهامات التي وجهها الشهود له.

وتتبع الوثائقي الطبيب في مدينة كاسل الألمانية العام الماضي، حيث أبلغ عنه ناشطون وشهود عيان، واتهموه بممارسة جرائم قتل واعتداءات بحق المعتقلين في سجون النظام السوري.

ويواجه علاء موسى تهما بالقتل العمد والتعذيب وحرق الأعضاء التناسلية وإلحاق أضرار جسدية ونفسية بالمعتقلين.

أحد الشهود ذكر أن الطبيب موسى لم يكن يكتف بالتعذيب وحسب، بل أضاف أنه رآه وهو يحقن أحد المعتقلين بحقنة مميتة.

وبعد كشف تحقيق البحث عن جلادي الأسد عنه، أشارت دير شبيغل إلى أن الطبيب حاول اختراق حساب فيسبوك لشخص تسبب في اعتقاله، وعندما فشل طلب مساعدة الجيش الإلكتروني السوري لتنفيذ الاختراق.

وبعد انكشاف حياته السابقة، ذكرت دير شبيغل أن علاء موسى تواصل مع أحد الموظفين في السفارة السورية، واقترح الموظف عليه ترتيب رحلة محتملة على طائرة ومغادرته ألمانيا، لكن الشرطة الألمانية أحبطت محاولة الفرار واعتقلته.

قضية أنور رسلان

والخميس الماضي قضت محكمة ألمانية بالسجن مدى الحياة على الضابط السوري السابق أنور رسلان لإدانته بارتكاب جرائم تعذيب وقتل بحق معتقلين سوريين.

وكانت المحكمة الإقليمية العليا في مدينة كوبلنز التابعة لولاية راين لاند فالس الألمانية، قد وضعت يدها على قضية المتهم أنور رسلان، الضابط السوري اللاجئ في ألمانيا والذي كان يعمل في فرع الأمن المعروف باسم "فرع الخطيب" في العاصمة السورية دمشق، وهو أحد الفروع الأمنية التي يقول ناشطون إنها مارست أبشع الجرائم على السوريين.

ووجه المدعي العام لرسلان تهما، وهي: تعذيب أكثر من 4 آلاف معتقل، وقتل 58 شخصا نتيجة التعذيب الشديد، والمسؤولية عن حالتي اغتصاب وعنف جنسي. وبحسب الادعاء، فقد ارتكبت هذه الجرائم في الفترة الممتدة من أبريل/نيسان 2011 حتى أيلول/سبتمبر 2012.

المصدر : الجزيرة + رويترز

إعلان