في كازاخستان قطعوا الإنترنت فسالت الدماء.. أعادوه فتدفقت الأدلة

أصوات من كازاخستان: المتظاهرون لم ينحنوا رغم القمع الدموي

Demonstrators clash with law enforcement officers during a protest triggered by fuel price increase in Aktobe, Kazakhstan January 5, 2022, in this still image taken from a video. Video taken January 5, 2022. Interior Ministry of Kazakhstan/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY. NO RESALES. NO ARCHIVES. MANDATORY CREDIT.
المواجهات كانت دامية في كازاخستان (رويترز)

كان لدينا مطلب واحد فقط؛ تغيير النظام الحاكم. لقد سئم الناس من عدم تمتعهم بحقوقهم كمواطنين وما يتعرضون له من عدم احترام مستمر لحقوقهم كبشر.

هذا ما نقلته صحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times) عن الناشطة الكازاخية دانا زاناي التي شاركت في الاحتجاجات التي اجتاحت بلادها الأسبوع الماضي.

وتقول الصحيفة إن عودة خدمات الإنترنت التي قطعت في جميع أنحاء البلاد معظم الأسبوع الماضي كشفت عن حجم إراقة الدماء في هذه العملية التي أشرف عليها الرئيس قاسم جومارت توكاييف، مما جعل المشاعر العامة تنقلب ضده، وفقًا لمحللين ونشطاء سياسيين.

ونقلت فايننشال تايمز عن الناشط آسيت أبيشيف الذي كان ضمن أول من نزل إلى الشوارع في ألماتي (أكبر مدن كازاخستان) الأسبوع الماضي وواحد من أوائل الذين تم اعتقالهم؛ أنه بعد 4 أيام من الاحتجاز خرج من الاعتقال مغطى بالكدمات التي أكد أنها نتيجة التعذيب والضرب، واصفا الوضع في مخافر الشرطة بالقول "قسم الشرطة -المكون من 5 طوابق- كان أشبه ما يكون "بحزام تعذيب متحرك".

ووصف هذا الناشط التعذيب بأنه كان مروعا، إذ "كنا نسمع الصراخ من كل نوافذ المبنى، لقد وضعوا حقائب على الشباب وخنقوهم، وقاموا بضربهم وركل من كانوا ساقطين على الأرض"، مشيرا إلى أن من يتعرضون لأصناف التعذيب ليسوا سوى "مواطنين عاديين تم اختطافهم من الشارع، وهم من المارة وسائقي سيارات الأجرة".

ويتفق نورايبيك -وهو شقيق سيدة قُتلت برصاصة عندما كانت في زيارة عادية لابنتها- مع تقييم أبيشيف للوضع إذ يقول "فقط هذه الحكومة الحقيرة هي المسؤولة، يجب أن تتغير، ما يحدث مروع، إنهم يعيدون تدوير أنفسهم داخل الحكومة، في حين أن عامة الناس بالكاد يستطيعون البقاء على قيد الحياة. وعندما يحتج هؤلاء الناس يتم سحقهم وخلطهم حرفيًّا بالتراب، كما حدث مع جسد أختي نوراليا".

ونقلت فايننشال تايمز عن نشطاء قولهم إن استمرار الوحشية أدى إلى زيادة الغضب العام، حيث ينتقد الناس ما عدّوه تغييرات شكلية للحكومة منذ تنحي الزعيم السابق نور سلطان نزارباييف عام 2019.

أما الحكومة فتقول عنها الصحيفة إنها لم ترد على طلبات للتعليق على مزاعم العنف، لكن الصحيفة أشارت إلى ما قاله توكاييف الجمعة الماضي في تغريدة على تويتر من أن "أولئك الذين ارتكبوا جرائم خطيرة سيعاقبون وفقا للقانون".

المصدر : فايننشال تايمز