"لقد قلبوا صفحة الماضي".. تصريحات وإشارات بشأن اقتراب التطبيع بين تركيا والإمارات

طحنون بن زايد
مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد زار تركيا مؤخرا والتقى الرئيس أردوغان (الجزيرة)

مع توالي الاتصالات واللقاءات بين الجانبين، يتوقع مسؤولون ومراقبون عودة العلاقات بين الإمارات وتركيا إلى سابق عهدها بعد سنوات من التوتر الناتج عن خلافات على النفوذ الإقليمي.

ومع أن الخلافات السياسية لم تتم تسويتها بعد، فإن الجانبين بدآ في خفض حدة التوتر وتعزيز العلاقات الاقتصادية في المقام الأول.

واليوم الثلاثاء، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده ترى زخما إيجابيا في المحادثات مع الإمارات العربية المتحدة لإنهاء خلاف قائم منذ سنوات.

وأضاف الوزير التركي أن العلاقات بين بلاده والإمارات ستعود إلى مسارها إذا استمر هذا الزخم الإيجابي.

وأوضح جاويش أوغلو لقناة "إن تي في" (NTV) التركية أنه يمكن تطبيع العلاقات بين البلدين إذا اتخذت خطوات متبادلة وكانت الظروف ملائمة.

وتأتي تصريحات أوغلو بعد لقاءات بين مسؤولين من الطرفين صاحبها تفاؤل بتجاوز التأزم الذي هيمن على العلاقات بين أنقرة وأبو ظبي في السنوات الأخيرة.

ويقول مسؤولون ودبلوماسيون إن هدنة جديدة بين تركيا والإمارات ستؤدي إلى تراجع حدة التوتر بينهما الناتج عن خلافهما بشأن ملفات إقليمية من بينها الحرب الليبية.

لكن هناك توقعات بأن يركز البلدان على بناء العلاقات الاقتصادية وتخفيف حدة التوتر، مع استمرار الخلاف العميق في الجوانب السياسية.

اتصال الرئيس

والأسبوع الماضي، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصالا هاتفيا مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

جاء ذلك في أعقاب اتصالات بين مسؤولي المخابرات والحكومة في البلدين.

وقبل ذلك، استقبل أردوغان مستشار الأمن الوطني الإماراتي، وناقش معه الاستثمار الإماراتي في تركيا.

وقال مسؤول إماراتي إن "الإمارات مهتمة باستكشاف آفاق تعزيز العلاقات"، في إشارة إلى فرص التجارة والاستثمار في مجالات النقل والصحة والطاقة.

وجاءت المحادثات في أعقاب جهود بذلتها تركيا لتهدئة التوترات مع السعودية ومصر، حليفتي الإمارات.

ومن المقرر أن يصل وفد تركي إلى القاهرة اليوم الثلاثاء في إطار المساعي لحل الخلافات بين الجانبين.

ونقلت رويترز عن دبلوماسي في الخليج قوله إن العملية "تسير بخطى سريعة.. أسرع مما كان يعتقد كثيرون. لقد قلبوا صفحة الماضي".

ووصف مسؤول تركي كبير الاتصال الهاتفي بين أردوغان والشيخ محمد الأسبوع الماضي بأنه خطوة بالغة الأهمية باتجاه التغلب على الخلافات التي عكرت صفو العلاقات بينهما، قائلا إن البلدين يمكن أن يتعاونا معا في الشرق الأوسط.

 وأضاف المسؤول "ستُتخد أولا خطوات فيما يتعلق بالاقتصاد"، موضحا أن القضايا الأخرى "لم يتم الاتفاق عليها، لكن هناك رغبة (في معالجة) القسم الأكبر من هذه المشاكل".

المصدر : رويترز