الأعنف منذ عام.. اشتباكات بين فصيلين بالعاصمة الليبية ومطالبة أممية بوقف القتال

قال آمر المنطقة العسكرية بطرابلس اللواء عبد الباسط مروان إن سبب الاشتباكات هو الرغبة في الحد من أنشطة "اللواء 444" و"تقويم انحراف هذا الفصيل الذي لم يلتزم بالأوامر العسكرية.

من أكبر التحديات التي تواجهها ليبيا جمع الفصائل المسلحة ضمن جيش موحد (الجزيرة-أرشيف)

ذكر شهود عيان أن اشتباكات اندلعت في ساعة مبكرة اليوم الجمعة بالعاصمة الليبية بين "اللواء 444" وما تسمى "قوة دعم الاستقرار" في أعنف اشتباكات تشهدها طرابلس منذ توقف القتال بين قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر قبل عام. وقد طالبت بعثة الأمم المتحدة بالوقف الفوري لما وصفتها بالأعمال العدائية في حي صلاح الدين جنوبي العاصمة.

ونقلت وكالة رويترز عن أحد سكان حي صلاح الدين قوله إن إطلاق النار بدأ حوالي الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل، واستمر حتى طلوع النهار باستخدام أسلحة متوسطة وخفيفة. ولم ترد أنباء عن خسائر في الأرواح.

وقال آمر المنطقة العسكرية في طرابلس اللواء عبد الباسط مروان في تصريح إن سبب الاشتباكات هو الرغبة في الحد من أنشطة "اللواء 444″ و"تقويم انحراف" هذا اللواء الذي لم يلتزم بالأوامر العسكرية.

في المقابل، نقلت وكالة رويترز عن "اللواء 444" قوله إنه فوجئ بالهجوم عليه من لدن رجال مسلحين.

دعوة أممية

هذا وقد طالبت البعثة الأممية للدعم في ليبيا بالوقف الفوري لما وصفتها بالأعمال العدائية في منطقة صلاح الدين، وعبرت في بيان عن قلقها إزاء استمرار الاشتباكات، وإطلاق النار العشوائي في المنطقة المكتظة بالسكان.

كما طالبت البعثة الأممية جميع الأطراف بضبط النفس، وتحمل مسؤولياتها في ضمان حماية المدنيين والمنشآت المدنية، وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وشددت على ضرورة الشروع في عملية نزع السلاح، وإعادة الإدماج، وإصلاح قطاع الأمن، ووضع جميع الأسلحة تحت سيطرة الدولة.

وتأتي أحداث اليوم عقب اشتباكات كبرى دارت الشهر الماضي في مدينة الزاوية غربي طرابلس، وحوادث أو اشتباكات أصغر داخل العاصمة شملت اشتباكا بالأسلحة النارية هذا الأسبوع في إحدى مؤسسات الدولة.

وفي الشرق الليبي أيضا، كان هناك إطلاق للنيران، وأحداث عنف أخرى الأشهر الأخيرة.

الأمن والانتخابات

ومن شأن تفجر الاشتباكات في طرابلس بين جماعات مسلحة تتنافس للسيطرة على الأراضي، وعلى مؤسسات الدولة، أن يضع مزيدا من العراقيل في طريق الانتخابات العامة المقررة في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وذلك ضمن خطة لإنهاء الفوضى والعنف والانقسام القائم في هذا البلد منذ عشر سنوات.

يشار إلى أن ليبيا لم تنعم بالأمن منذ الانتفاضة التي أطاحت بالعقيد الراحل معمر القذافي عام 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي (ناتو) وما أعقب ذلك من انقسام البلاد عام 2014 بين جماعتين متقاتلين في الشرق والغرب.

غير أنه تم الاتفاق عام 2020 على وقف إطلاق النار، وتشكلت في مارس/آذار الماضي حكومة وحدة جديدة، دعمها الجانبان للإعداد لانتخابات عامة في ديسمبر/كانون الأول المقبل، إلا أنه لم يحدث تحرك صوب توحيد الفصائل المسلحة المتعددة ضمن جيش وطني موحد.

المصدر : الجزيرة + وكالات