التايمز: مرتزقة فاغنر يساعدون بوتين في إحكام قبضته على أفريقيا

FILE - An undated photo published by the Security Service of Ukraine purports to show Wagner Group mercenaries at an unidentified location. (ssu.gov.ua)
صورة غير مؤرّخة نشرتها دائرة الأمن الأوكرانية تزعم أنها تظهر مرتزقة من فاغنر (الصحافة الأوكرانية)

قالت صحيفة "التايمز" (The Times) البريطانية إن روسيا ترى في الانسحاب العسكري الفرنسي المزمع من منطقة الساحل دليلا على انهيار النظام الاستعماري القديم وفرصة لشغل الفراغ الذي سيخلفه ذلك الانسحاب.

وأبرزت الصحيفة أن قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يونيو/حزيران الماضي عزم بلاده سحب نصف قواتها الموجودة في منطقة الساحل مثّل فرصة لكل من الكرملين والمجلس العسكري الحاكم في مالي الذي أعرب عن نيته الاستعانة بمقاتلين من القطاع الخاص للمساعدة على محاربة الجماعات الإرهابية المتطرفة.

وأشارت إلى أن المتحدث باسم الحكومة المالية صرّح بعبارة يمكن أن تعتمد نموذجًا لمن يرغب في دعوة الأشباح الروس وتجار الأسلحة للمساعدة في إدارة دولهم الفاشلة، إذ قال إن "مالي تنوي تنويع علاقاتها على المدى المتوسط لضمان أمن البلاد".

وقالت الصحيفة إن الفائز في بحث مالي عن جنود مأجورين هو "مجموعة فاغنر" (Wagner Group) الروسية التي تتخذ من موسكو مقرا لها، والمعروفة أيضًا بجيش فلاديمير بوتين الخاص.

أرقام و أهداف

ووفق التايمز، فإن مرتزقة فاغنر يعملون على توسيع وجودهم في مختلف أنحاء أفريقيا، حيث يساعدون قوات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا في حربها ضد الحكومة المعترف بها دوليا، كما يتدخلون في بلدان أفريقية أخرى من بينها جمهورية أفريقيا الوسطى والسودان وموزمبيق، وقد وقعوا هذا العام عقودا مع حكومتي إثيوبيا ونيجيريا.

وأشارت الصحيفة إلى أن عدد جنود فاغنر المنتشرين في أفريقيا حاليا يقدر بـ10 آلاف جندي موزعين في دول مختلفة، وأن ألف رجل منهم في مالي بموجب صفقة مع الحكومة المالية يتقاضون بموجبها مبلغ 10 ملايين دولار في الشهر.

وقالت التايمز في التقرير الذي أعدّه محررها للشؤون الدبلوماسية روجر بويز إن الهدف الأساسي لقوات فاغنر في مالي هو الحفاظ على حليف روسيا الرئيس المالي المؤقت آسمي غويتا -العقيد الذي دَرَسَ في كلية عسكرية روسية- في السلطة وتأمينه.

وكان الرئيس المالي المؤقت وعد بإجراء انتخابات ديمقراطية لتشكيل حكومة مدنية بحلول فبراير/شباط من العام المقبل، لكن التايمز تستبعد ذلك وترى أن جزءا من مهمة قوات فاغنر هو وضع رواية تتعلق بتهديد الإرهاب لأمن مالي تمكّنُ المجلس العسكري من الاستمرار في السلطة.

وقالت التايمز إنه على الرغم من العائد المالي الذي يجنيه مرتزقة فاغنر -التي تفاوض أحيانا للحصول على امتيازات في مجال التعدين في البلدان التي تعمل فيها- فإن الرابح الحقيقي من تعاقدات تلك الجماعة هو الكرملين.

المصدر : تايمز