إثر احتجاج حقوقيين وضحايا.. برنامج القرصنة الإسرائيلي بيغاسوس لن يكون حاضرا بمعرض الأمن الدولي في لندن
أعلنت إدارة معرض الأمن الدولي في لندن أن شركة "إن إس أو" (NSO) الإسرائيلية لبرامج التجسس لن تعرض أو تروج لبرنامج بيغاسوس الذي ثبت استخدامه من قبل حكومات للتجسس على نشطاء ومعارضين.
وجاء هذا التأكيد بعد رسالة من منظمات حقوقية -بينها المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا- إضافة إلى بعض الضحايا طالبوا إدارة المعرض بسحب دعوتها للشركة الإسرائيلية.
وأشار الموقعون إلى الدور الذي لعبه برنامج التجسس في تيسير انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان جرت في الماضي ويمكن أن تتكرر مستقبلا، حسب الرسالة.
استهداف مسؤولين
والأسبوع الماضي، أعلن عن استهداف هواتف 5 وزراء فرنسيين ومستشار دبلوماسي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بواسطة برنامج بيغاسوس.
وبحسب تقرير نشره موقع "ميديا بارت" (Mediapart) يوم الجمعة الماضي، فإن أجهزة الأمن الفرنسية رصدت الاختراق خلال تفقّد الهواتف، وهي تعتقد أن القرصنة وقعت بين عامي 2019 و2020.
والوزراء المستهدفون هم وزير التربية جان ميشال بلانكيه، ووزيرة الوحدة الترابية (التابعة لوزارة الداخلية) جاكلين غورو، ووزير الزراعة جوليان دونورماندي، ووزيرة الإسكان إيمانويل وارغون، ووزير الاغتراب سيباستيان لوكورنو، وفق "ميديا بارت".
وأكد مصدران فرنسيان مطلعان على التحقيق -لوكالة الصحافة الفرنسية- صحة المعلومات الواردة في التقرير، مشترطين عدم كشف هويتيهما لعدم حيازتهما تصريحا بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
ويمكن لبرنامج بيغاسوس أن يشغل كاميرا الهاتف الذكي والميكروفون وأن يحصل على بياناته.
تحقيق
وكان تحقيق -أجرته 17 مؤسسة إعلامية ونشرت نتائجه في يوليو/تموز الماضي- كشف أن برنامج بيغاسوس للتجسس استخدم لاختراق هواتف صحفيين ومسؤولين وناشطين في أنحاء متفرقة من العالم.
واستند التحقيق -الذي أجرته وسائل إعلامية دولية بارزة، بينها "لوموند" (Le Monde) الفرنسية، و"زود دويتشه تسايتونغ" (Süddeutsche Zeitung) الألمانية، و"غارديان" (The Guardian) البريطانية، و"واشنطن بوست" (The Washington Post) الأميركية- إلى قائمة حصلت عليها منظمتا "فوربيدن ستوريز" (Forbidden Stories)، والعفو الدولية (Amnesty International).
وضمت القائمة أرقام ما لا يقل عن 180 صحفيا و600 سياسي و85 ناشطا حقوقيا و65 رجل أعمال وفق التحليل الذي أجرته المجموعة، وقد تأكد اختراق أو محاولة اختراق برنامج تجسس المجموعة الإسرائيلية 37 هاتفا.
وفي يوليو/تموز الماضي تم تسريب قائمة تضم ما يصل إلى 50 ألف رقم هاتفي يعتقد أنها لأشخاص تعتبرهم "إن إس أو" موضع اهتمام منذ 2016.
و"إن إس أو" هي شركة إسرائيلية متخصصة في تطوير أدوات التجسس السيبراني، تأسست عام 2010، ويعمل فيها نحو 500 شخص، ويقع مركزها قرب تل أبيب.
وكانت الشركة محل جدل كبير في السنوات الأخيرة، حيث يقول مختبر "سيتيزن لاب" (Citizen Lab) الكندي لمراقبة الإنترنت إن نظام بيغاسوس الذي تسوقه الشركة تستخدمه دول تتميز "بسجلات مشبوهة في حقوق الإنسان وتواريخ من السلوك التعسفي لأجهزة أمن الدولة".
وبيغاسوس من برامج التجسس باهظة التكلفة، فوفقا لقائمة أسعار 2016 -بحسب موقع "فاست كومباني" (FAST COMPANY)- فإن شركة "إن إس أو" تطلب 650 ألف دولار من العملاء مقابل اختراق 10 أجهزة، إضافة إلى نصف مليون دولار رسوم تثبيت البرنامج.