واشنطن بوست: صفقة بايدن الأسترالية انتصار كبير في المنافسة مع الصين

أستراليا تستبدل غواصاتها التقليدية بأخرى نووية وفقا لاتفاقية "أوكوس" مع الولايات المتحدة وبريطانيا (غيتي)

يرى الكاتب ماكس بوت أن الولايات المتحدة ربحت الكثير من موافقتها على مشاركة تكنولوجيا الغواصات -التي تعمل بالطاقة النووية- مع أستراليا كجزء من اتفاقية جديدة مع كانبيرا ولندن فيما أطلق عليه اختصارا "أوكوس" (AUKUS) في إشارة إلى الأحرف الأولى للدول الثلاث.

لكن هذا الإنجاز كما يقول الكاتب في مقاله بصحيفة واشنطن بوست (Washington Post) جاء بتكلفة عندما استدعت فرنسا، التي اعتبرت الأمر طعنة في الظهر، سفيريها من كانبيرا وواشنطن (وليس لندن) في فورة غضبها من خسارة اتفاق بقيمة 66 مليار دولار لبيع غواصات ديزل لأستراليا.

واعتبر الكاتب أن "أوكوس" من نوع "الصفقات الكبيرة للغاية" التي كان الرئيس السابق دونالد ترامب يتفاخر بها دائما ولكن نادرا ما أنجزها، وأنها تحول "محور المحيط الهادي" الذي أعلن عنه الرئيس السابق باراك أوباما إلى أكثر من مجرد شعار فارغ.

وأشار إلى تقرير لوزارة الدفاع الأميركية يفيد بأن "الصين لا تزال تفتقر إلى قدرة قوية في المياه العميقة للحرب ضد الغواصات" وهو ما اعتبره الكاتب نقطة ضعف ستتمكن البحرية الملكية الأسترالية من استغلالها بالتعاون مع الأسطولين الأميركي والبريطاني، حيث تسير الولايات المتحدة بالفعل 68 غواصة نووية وبريطانيا 11.

كان ينبغي لبايدن أن يتعامل مع فرنسا بشكل أفضل لكنه يستحق الثناء لتحقيق فوز كبير في منافسة الولايات المتحدة مع الصين، وهو الصراع الإستراتيجي الأهم في القرن الـ 21

وأضاف أنه بمجرد أن تصبح الغواصات النووية الأسترالية جاهزة ستقلل من قدرة الصين على السيطرة على الممرات البحرية وغزو تايوان أو حصارها، وسوف يميل ميزان القوة البحرية أكثر ضد الصين إذا قامت اليابان، التي لديها بالفعل 20 غواصة ديزل، ببناء غواصات نووية خاصة بها.

وتابع الكاتب بأن هذا البرنامج يحتاج إلى تسريع لتضييق فجوة ضعف أستراليا وتقليل حوافز الصين لشن عدوان بينما لا يزال بإمكانها فعل ذلك. وعلق بأن اللوم كله يقع على عاتق الرئيس الصيني شي جين بينغ لهذا التطور، حيث أثارت ادعاءات بكين الإقليمية التوسعية والانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان ودبلوماسية "المحارب الذئب" الوحشية، مخاوف جيرانها وخلفت فرصة إستراتيجية للولايات المتحدة تسمح لها بتشكيل تحالف لاحتواء الصين.

ومع ذلك، يرى الكاتب، أن غضب فرنسا بشأن "أوكوس" مفهوم إلى حد ما لأن الصفقة أخفيت عنها بلا داع أثناء التفاوض عليها، معتبرا عدم إخطار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مسبقا بذلك ممارسة دبلوماسية خاطئة لإدارة الرئيس جو بايدن.

وهو ما اعتبره الكاتب جزءا من فشل إدارة بايدن كما فعلت في عدم تشاورها مع الحلفاء الأوروبيين قبل انسحابها من أفغانستان، مضيفا أن هذا النوع من اللامبالاة متوقع من إدارة "أميركا أولا" في إشارة إلى شعار ترامب، وكان من المتوقع أفضل من ذلك من فريق "أميركا تعود".

واختتم المقال بأنه كان ينبغي لبايدن أن يتعامل مع فرنسا بشكل أفضل، لكنه يستحق الثناء لتحقيق فوز كبير في منافسة الولايات المتحدة مع الصين، وهو الصراع الاستراتيجي الأهم في القرن الـ 21.

المصدر : واشنطن بوست