لوموند: أفغانستان.. هكذا تموقعت قطر في قلب العملية الدبلوماسية

بارت: الدوحة أصبحت نقطة عبور إلزامية بالنسبة لجميع البلدان المهتمة بالمسألة الأفغانية.

Undated handout picture of U.S., Taliban and Qatar officials during a meeting for peace talks in Doha, Qatar. Qatari Foreign Ministry/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS PICTURE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY.
الدوحة وفرت لطالبان والأميركيين منصة مناسبة لإجراء المفاوضات (رويترز)

دولة قطر حاضرة اليوم في كل شيء يتعلق بالشأن الأفغاني، ورغم أنها تبعد ألفي كيلومتر عن كابل، فإنها تقوم بدور رئيسي، سواء في عملية إجلاء الأشخاص الخائفين من عودة طالبان إلى السلطة أو في بوادر محاولات الاتصال مع أسياد كابل الجدد أو في الجهود المبذولة لاحتواء أزمة إنسانية تهدد بالانتشار في البلاد.

بهذه المقدمة، افتتحت صحيفة "لوموند" (Le monde) الفرنسية مقالا بقلم مراسل الصحيفة المخضرم بنجامين بارت، قال فيه إن قطر أعادت فتح مطار كابل وأعادت في وقت قياسي تأهيل صالة الركاب التي تضررت أواخر أغسطس/آب الماضي، في أثناء موجة الهروب التي أعقبت دخول طالبان كابل.

وأوضح الكاتب أن قطر عادت بشكل مذهل إلى قلب اللعبة الدبلوماسية، واستفادت من عملها الدؤوب وتوسطها في الأزمة الأفغانية الذي توج باتفاقية الانسحاب الأميركية الموقعة مع طالبان في فبراير/شباط 2020 في الدوحة.

واليوم أصبحت الدوحة -كما يقول بارت- نقطة عبور إلزامية بالنسبة لجميع البلدان المهتمة بالمسألة الأفغانية، كما يتضح من تتابع وزراء الخارجية الغربيين منذ بداية الشهر الجاري على العاصمة القطرية، حتى إن رئيس الدبلوماسية الفرنسية جان إيف لودريان -وهو آخرهم قدوما- أشاد "بالتعبئة الاستثنائية" التي قامت بها قطر.

شراكة قوية

ونبه الكاتب إلى أن نحو نصف الـ124 ألف أفغاني وأجنبي الذين فروا من كابل منذ سقوط نظام الرئيس أشرف غني في منتصف أغسطس/آب الماضي نتيجة مغادرة الجنود الأميركيين، مروا عبر الأراضي القطرية، وتم إجراء فحوص كوفيد-19 لهم، وتم إيواؤهم وتغذيتهم ومعالجة المرضى منهم على نفقة الدوحة.

ومع أن دولا أخرى أسهمت في هذا الجسر الجوي العملاق، مثل الإمارات التي فتحت حدودها لنحو 40 ألف شخص تم إجلاؤهم، لم يقم أي بلد بمثل جهود الدوحة التي فتحت للقادمين الفنادق والمجمعات التي بنيت لمونديال قطر 2022، بل إن السفير القطري في كابل رافق شخصيا الرعايا الأميركيين إلى المطار.

وتقديرا لما قامت به قطر، يقول بارت، قام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن صحبة وزير الدفاع لويد أوستن بزيارة الدوحة، ليعلن رسميا أن "الرجال والنساء والأطفال الذين مروا من هذا الطريق لن ينسوا ما فعلته قطر في هذا الوقت الخطير من حياتهم، ونحن أيضا لن ننسى ذلك"، مؤكدا أن "الشراكة بين الولايات المتحدة وقطر لم تصل إلى هذه الدرجة من المتانة قط".

 

قدرات سياسية

ونقل بارت عن سلطان بركات -مدير مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني في الدوحة- قوله إن "طالبان تأثرت بالتواصل مع بقية العالم منذ استقرت في الدوحة"، خاصة أن قطر ليست لديها مصالح في أفغانستان خلافا لدول أخرى، وبالتالي لم تسع للتأثير على المفاوضات، وخلقت مساحة مواتية للحوار".

واختتم الكاتب بأن قناة الاتصال القطرية مع طالبان، بعد أن كانت موضعا للشجب فترة طويلة، أصبحت موضع تقدير، وبدأ ينظر إلى قدرة قطر على التحدث مع الحركات الإسلامية والمستشارين الغربيين في الوقت نفسه على أنها ميزة سياسية بعد أن كان يشار إليها على أنها "لعبة مزدوجة" من قبل منتقدي الدوحة.

المصدر : لوموند