المتحدث باسم طالبان: كانوا يظنونني شخصية وهمية وقد عشت في أفغانستان تحت بصر وسمع الحكومة والأميركيين

مؤتمر صحفي للمتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد
المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد خلال مؤتمر صحفي (الجزيرة)

كشفت صحيفة "إندبندنت" (Independent) البريطانية عن أن المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد كان يعيش في العاصمة كابل أمام أنظار القوات الأميركية والسلطات الأفغانية، فيما كان أعداؤه يعتقدون أنه شخصية غير حقيقية.

وذكر تقرير الصحيفة أن ذبيح الله مجاهد عمل سنوات عديدة في الخفاء، ولم يكن يُعرف إلا صوته عبر الهاتف، قبل أن يظهر فجأة أمام وسائل الإعلام في أول مؤتمر صحفي تعقده حركة طالبان بعد سيطرتها على كابل واستيلائها على السلطة في أفغانستان.

وأكد ذبيح الله مجاهد -في تصريحات أدلى بها لصحيفة "إكسبرس تريبيون" (The Express Tribune) الباكستانية- أن السلطات الأفغانية والقوات الأميركية كانت تعتقد أنه شخصية غير موجودة على أرض الواقع، موضحا أنه أفلت في عدة مناسبات من محاولات القبض عليه.

وقال المتحدث باسم طالبان إنه تمكن من التحرك بحرية في أفغانستان رغم المطاردة المكثفة من قبل القوات الأميركية، وأضاف أنه كان يتجول في أفغانستان أمام أنظار الجميع، وتمكن من الوصول إلى الخطوط الأمامية لعمليات طالبان، وكانت تصله المعلومات حول المعارك أولا بأول وهو ما حيّر خصومه.

وأكد مجاهد -في تصريحاته للصحيفة الباكستانية- أنه عاش في أفغانستان خلال العقدين الماضيين ولم يفكر يوما في الخروج منها، وأن القوات الأميركية كانت تدفع للمواطنين للحصول على معلومات عن مكان إقامته، وقاموا بعدة مداهمات في محاولة للعثور عليه.

غموض

وبعد المؤتمر الصحفي الذي عقده مجاهد في أغسطس/آب الماضي، أكدت يلدا حكيم -مراسلة "بي بي سي" (BBC)- أنها كانت مصدومة من مشاهدة الرجل الذي ظلت هويته غامضة على مدى سنوات عديدة، واعتبرت أنه من الصعب التوفيق بين تصريحاته السابقة وتصريحاته الحالية التي تدعو لإحلال السلام.

ونقل تقرير إندبندنت الذي أعدته الصحفية شويتا شارما -عن الصحفي الباكستاني شريف حسن الذي كان ضمن الصحفيين الذين حضروا المؤتمر الصحفي الأول لحركة طالبان بعد استيلائها على السلطة- القول "إنها صورة ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، والذي كان خلال العقد الماضي أكثر نشاطا من كل المتحدثين الرسميين في حكومة أشرف غني. لقد تحدثت معه وتواصلت معه كثيرا عبر الرسائل النصية، لكن هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها وجهه".

وتقول شويتا شارما إن أسئلة كثيرة تطرح حول شخصية ذبيح الله مجاهد، وما إذا كان شخصا واحدا أم مجموعة من الأشخاص. وتقول إن بعض الصحفيين لديهم شكوك في أن الشاب الذي تصدر المؤتمر الصحفي الشهر الماضي يبدو أصغر سنا من أن يكون الشخص الذي كان يتحدث للإعلام في الخفاء طوال السنوات الماضية.

وكان ذبيح الله مجاهد قال -في التصريحات التي أدلى بها للصحيفة الباكستانية- إنه وُلد عام 1978 في منطقة غارديز التابعة لإقليم باكيتا، وبدأ "الجهاد" ضد القوات الأجنبية عندما كان في الـ16 من عمره.

وأضاف أنه شارك بالعمليات القتالية في عدة مناطق من البلاد، وسُجن 6 أشهر، كما أوضح أن هذا اسمه الحقيقي، قبل أن يمنحه قادته صفة "مجاهد"، التي اقترنت باسمه وأصبح متعلقا بها.

المصدر : إندبندنت