طالبان تستهدف المدن بعد الأرياف.. اجتماع بمجلس الأمن ومساع دولية مكثفة لوقف إطلاق النار

Car bomb blast in Kabul
آثار دمار تسبب فيه هجوم بسيارة ملغمة في كابل أمس الأربعاء (رويترز)

يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جلسة مفتوحة غدا الجمعة لمناقشة الوضع في أفغانستان حيث تشتد المعارك بين القوات الحكومية ومسلحي حركة طالبان، في وقت تكثفت فيه المساعي والدعوات الدولية لوقف إطلاق النار.

وتقرر الاجتماع بناء على طلب الحكومة الأفغانية والنروج وإستونيا، وسيقام عند الساعة العاشرة صباحا (14:00 بتوقيت غرينتش) كما أوضح دبلوماسيون.

وكانت آخر مرة اجتمع فيها مجلس الأمن للبحث في وضع أفغانستان في يونيو/حزيران الماضي، لكن الوضع الأمني تدهور بسرعة منذ ذلك الحين.

وتسيطر حركة طالبان حاليا على مساحات شاسعة من الأرياف، وتواصل التقدم في العديد من المدن الكبيرة، بما فيها هرات قرب الحدود الغربية مع إيران، وقندهار في الجنوب.

وأعلنت طالبان في بيان صباح اليوم الخميس سيطرة مسلحيها على مقر مديرية "كُنْغ" بولاية نيمروز غربي البلاد. ولم ترشح بعد أي معلومات أو تفاصيل.

مئة قتيل

بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية عن مقتل نحو مئة مقاتل من حركة طالبان خلال عمليات عسكرية برية وجوية في عدد من الولايات بأنحاء البلاد.

وأضافت الوزارة أن 16 قتلوا وأصيب 10 من مقاتلي طالبان في منطقة "داند" بولاية قندهار، كما قتل نحو 60 في ولاية زابل، إضافة إلى 23 في ولاية بغلان.

ونشرت الوزارة مقاطع فيديو قالت إنها تظهر استهداف القوات الأفغانية لمقاتلي طالبان في ولايتي قندهار و"بلخ" بغارات جوية.

من جانبها، قالت حركة طالبان إنها غيّرت من إستراتيجيتها من استهداف مناطق ريفية ونائية في أفغانستان إلى الهجوم على مدن في الولايات ردا على تزايد الضربات الجوية الأميركية بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أنها تضع حدا لأطول حرب خاضتها.

وقال 3 من قادة طالبان لرويترز، بعد أن طلبوا عدم ذكر أسمائهم، إنهم يركزون حاليا على السيطرة على هرات وقندهار، وأعينهم على لشكركاه.

يفقد زخمه

في المقابل، نقلت وكالة "أنترفاكس" الروسية للأنباء عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الروسية قوله اليوم الخميس إن هجوم طالبان "يفقد زخمه تدريجيا" مع حاجة الحركة للموارد اللازمة للاستيلاء على مدن كبرى.

واستشهد ألكسندر فيكانتوف نائب مدير إدارة الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية الروسية، بوقائع تمكنت فيها قوات الحكومة الأفغانية من استعادة بعض المناطق التي استولت عليها طالبان الشهر الماضي.

وفي سياق متصل، أطلقت روسيا اليوم الخميس تدريبات عسكرية مشتركة مع أوزبكستان وطاجيكستان قرب الحدود بين طاجيكستان وأفغانستان.

وتطرح روسيا نفسها حاجزا يمنع امتداد هذا النزاع إلى الجمهوريات السوفياتية السابقة الثلاث التي تتقاسم حدودا مع أفغانستان.

وارتفع مستوى العنف في أنحاء أفغانستان منذ مطلع مايو/أيار الماضي عندما أطلقت طالبان عملية في أجزاء واسعة من البلاد تزامنا مع بدء الجيش الأميركي آخر مراحل انسحابه مسدلا الستار على حرب استمرت 20 عاما.

وصعّد الجيشان الأفغاني والأميركي ضرباتهما الجوية ضد مسلحي طالبان التي حذرت الأربعاء من أنها ستستهدف مسؤولين حكوميين بارزين ردا على ذلك.

Joint military exercise from Russia and Uzbekistan
روسيا أطلقت تدريبات عسكرية مشتركة مع أوزبكستان وطاجيكستان (الأناضول)

مساع دبلوماسية

سياسيا، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن التزام الولايات المتحدة بالسعي إلى تسويةٍ سياسية عادلة ودائمة تنهي الحرب في أفغانستان.

وقالت الخارجية الأميركية إن التأكيد جاء في اتصال أجراه بلينكن مع رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية عبد الله عبد الله، استنكر خلاله الجانبان استمرار هجمات طالبان وما تخلفه من خسائر بشرية وتشريدٍ للسكان.

وأضافت أن المسؤولين ناقشا سبل تسريع مفاوضات السلام وتحقيق تسوية سياسية تضمن حقوق الأفغان وتمنع استخدام الأراضي الأفغانية لتهديد الولايات المتحدة وحلفائها.

من جهته، دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف عاجل وشاملٍ ودائم لإطلاق النار في أفغانستان لمنح فرصة للسلام.

ودان الاتحاد الأوروبي في بيان له ما وصفه بالعنف الطائش الذي يسبب معاناةَ الشعب الأفغاني، وشجب هجمات طالبان لا سيما استهداف مكتبِ بعثة الأمم المتحدة في مقاطعة هرات.

واعتبر البيان أن هجمات طالبان تتعارض بشكل مباشر مع التزامها المعلن بتسويةٍ تفاوضية للنزاع وعملية السلام التي احتضنتها العاصمة القطرية الدوحة.

وأكد الاتحاد الأوروبي أن ممارسات طالبان قد ترقى إلى جرائم حرب، مطالبا بالتحقيق فيها ومحاسبة المسؤولين عنها.

المصدر : وكالات