خبير أمني: تنظيم الدولة في أفغانستان يمثل تهديدا خطيرا للاستقرار

كتب خبير أمني متخصص في الجماعات المسلحة في أفغانستان وباكستان أن جماعة "ولاية خراسان" التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية هددت بشن هجمات أكثر رعبا بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان.
وكانت "ولاية خراسان" أعلنت مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري الذي وقع الخميس الماضي في محيط مطار كابل، وأودى بحياة العشرات من الأفغان و13 جنديا أميركيا.
ووصف الخبير الأمني عبدول السيد -في مقال بصحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post)- هذا الهجوم بأنه ضربة قوية للقوات الأميركية الراحلة، ولحركة طالبان حكام أفغانستان الجدد، وأوضح أنها المرة الأولى التي يعلن فيها جناح تنظيم الدولة في أفغانستان مسؤوليته عن أي خسائر أميركية في أفغانستان منذ اتفاق السلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في فبراير/شباط 2020، مشيرا إلى أن الجماعة بهذا الهجوم قوضت ادعاء طالبان بأنها قادرة على توفير الأمن والاستقرار بمجرد رحيل الولايات المتحدة.
وذكر الخبير -المقيم في مدينة لوند بالسويد- أن أول ظهور لفرع تنظيم الدولة في أفغانستان كان عام 2015 من أعضاء ساخطين على حركة طالبان في أفغانستان وباكستان، وأيضا بعض أعضاء القاعدة.
وأضاف أن الجماعة سيطرت بين عامي 2015 و2016 على مناطق أكبر في مقاطعتي ننغرهار وكونار (شرقي أفغانستان)، مما أضعف وجود طالبان هناك.
ويقدر الخبير عدد مقاتلي التنظيم بنحو ما بين 4 و5 آلاف مقاتل، وأن صفوفهم اتسعت بسبب عمليات الهروب الأخيرة من السجون التي أعقبت انهيار الحكومة.
وأشار إلى أنه من عام 2016 إلى 2020 أدت عمليات مكافحة الإرهاب الأميركية الجوية إلى إلحاق الضرر بالتنظيم، كما تعقبته القوات الأفغانية وحركة طالبان في معاقله في ننغرهار وكونار بريا، وفي السنوات الأخيرة اعتقل أو جرح أو قتل الآلاف من أعضائه.
بالنسبة للغرب لا يبدو أن تنظيم الدولة في أفغانستان يمثل خطرا وشيكا، على الأقل حتى الآن، ولكن إذا استمرت هجمات الطائرات المسيرة ضده، مثل التي نُفذت في الأيام الأخيرة؛ فقد يبدأ التخطيط لهجمات إرهابية خارج أفغانستان
وأردف الخبير الأمني أن التنظيم رغم ذلك تكيف بسرعة مع الضغوط العسكرية، وشهد العام الماضي كيف اتخذ شكلا جديدا ليصبح أكثر خطورة، وتمثل ذلك في خطوتين:
أولا- بعد أن توصلت طالبان إلى اتفاق مع الولايات المتحدة أعلن التنظيم حربا ضدهما، وأكد أميره شهاب المهاجر -الذي عُين في مايو/أيار 2020- خطة الحرب بالإعلان عن حملة ضد طالبان والحكومة الأفغانية و"أسيادهم الأميركيين".
ثانيا- شرع التنظيم في بناء شبكة حضرية من خلال ترقية القادة وتجنيد مقاتلي العمليات من مدن مثل كابل، بما في ذلك أتباع السلفية شديدو التطرف وبعض أعضاء المليشيات من الجماعات الأفغانية المسلحة السابقة.
كما استوعبت شبكة كابل البقايا والمنشقين عن شبكة "حقاني" التابعة لطالبان، وأصبحت لدى هؤلاء المقاتلين خبرة واسعة في التكتيكات الحضرية.
وبالنسبة للغرب -كما يرى الخبير الأمني- فلا يبدو أن فرع التنظيم في أفغانستان يمثل خطرا وشيكا، على الأقل حتى الآن، ولكن إذا استمرت هجمات الطائرات المسيرة ضده، مثل التي نُفذت في الأيام الأخيرة؛ فقد يبدأ التخطيط لهجمات إرهابية خارج أفغانستان.