عاشوا في ظل المخاوف الأمنية.. الأميركيون الذين قتلوا بتفجير كابل كانوا أطفالا في 11 سبتمبر

جندي أميركي يحمل طفلة خلال عمليات الإجلاء في مطار حامد كرزاي الدولي في كابل (رويترز)

أفادت صحيفة واشنطن بوست (Washington Post) الأميركية بأن الجنود الأميركيين الذين قتلوا في التفجير الانتحاري الدامي في مطار كابل الخميس الماضي، كانوا أطفالاً عندما وقعت هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في نيويورك وواشنطن.

وقالت الصحيفة إن الجنود الـ13 الذين سقطوا في كابل وأعلن البنتاغون أسماءهم السبت الماضي، ولدوا جميعا باستثناء واحد في غضون سنوات قليلة من تلك الهجمات الإرهابية التي قادت الولايات المتحدة إلى صراع عسكري استمر 20 عاما طيلة حياة الجنود الذين قتلوا الأسبوع الماضي.

وأبرزت أن 5 من الجنود القتلى، وهم 11 رجلا وامرأتان، لا تتجاوز أعمارهم 20 عاما تماما كعمر الهجمات الدامية التي استهدفت مركز التجارة العالمي بمدينة نيويورك والبنتاغون. في حين تتراوح أعمار البقية بين 22 و23 عاما، باستثناء جندي واحد يبلغ من العمر 31 عاما.

وأشارت واشنطن بوست إلى أن الجنود القتلى لم يعرفوا أبدًا الولايات المتحدة في حالة السلم، ولم يعيشوا في عالم ما قبل التعقيدات الأمنية التي ظهرت بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، قبل استحداث وزارة الأمن الداخلي وإدارة أمن النقل الأميركيتين، عندما لم تكن هناك دواع للتحقق من الهوية في أماكن العمل، ولا أجهزة للكشف عن المعادن في المدارس، وأخرى لمسح الأحذية بالأشعة السينية في المطارات.

وبدلاً من ذلك، تقول الصحيفة، نشؤوا في ظل المخاوف الأمنية، في ثقافة تركز على السلامة، وكانوا طول الوقت يعون الحرب على الإرهاب التي كان أفراد الجيش الأميركي رجالا ونساء يخوضونها على بعد آلاف الأميال من وطنهم.

استياء

وقالت واشنطن بوست إن معظم الجنود الذين قتلوا في تفجير مطار كابل جاؤوا إلى أفغانستان هذا الشهر ليس للقتال، وإنما للمساعدة في إنهاء الحرب التي استمرت عقدين من الزمن، وإن الصور ومقاطع الفيديو التي نشروها في مواقع التواصل الاجتماعي أو أرسلوها إلى ذويهم ومعارفهم في الولايات المتحدة تعكس طبيعة مهمتهم، حيث كان بعضهم يحمل أطفالا ويرشدون العائلات التي يتم إجلاؤها من كابل، ويقومون بحراسة المطار.

وأورد تقرير الصحيفة تصريحات لذوي بعض الجنود القتلى، حيث عبر بعضهم عن استيائه من الطريقة التي يدير بها الرئيس الأميركي جو بايدن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان.

وقال ستيف نكوي -والد الجندي في مشاة البحرية الأميركية كريم نكوي (20 عاما) الذي قتل في تفجير مطار كابل الخميس الماضي- لصحيفة ديلي بيست (Daily Beast) الأميركية "لم أتمكن بعدُ من استيعاب ما حدث، لقد ولد (ابني) في العام الذي بدأت فيه الأحداث (هجمات 11 سبتمبر/أيلول)، وانتهت حياته مع نهاية هذه الحرب".

كما أورد تقرير واشنطن بوست تصريحا آخر أدلى به ستيف نكوي لوكالة رويترز (Reuters) عبر فيها عن شعوره بخيبة الأمل من الطريقة التي يدير بها الرئيس جو بايدن الانسحاب من أفغانستان، وبخيبة أمل أكبر من الطريقة التي يدير بها قادة الجيش الأميركي الأمر، مضيفا "كان يجب على القادة الميدانيين إدراك هذا التهديد والتصدي له".

المصدر : واشنطن بوست