أفغانستان.. القوات الحكومية تقاتل لمنع سقوط عاصمة هلمند وأميركا وبريطانيا تتهمان طالبان بارتكاب مجزرة

قال عضو بمجلس ولاية هلمند إن الاشتباكات والهجمات الجوية تتسبب في وقوع خسائر بشرية ومعاناة في لشكركاه، موضحا أن المدينة بأكملها مغلقة والمخابر فقط هي التي تستمر في العمل.

اشتد القتال في مدينة لشكركاه عاصمة ولاية هلمند جنوبي أفغانستان، إذ تسعى القوات الحكومية لمنع سقوط المدينة في يد حركة طالبان، في حين اتهمت أميركا وبريطانيا الحركة بارتكاب مجزرة بحق المدنيين بولاية قندهار. ومن جانبها دعت الأمم المتحدة لتجنيب المدنيين الصراع بين الحكومة وطالبان.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن القتال اشتد أمس في لشكركاه عقب إطلاق طالبان هجمات على مركز المدينة ومبنى السجن، وذلك بعد ساعات من إعلان الحكومة نشر المئات من القوات الخاصة داخل المدينة.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية -عن مسؤولين محليين وسكان في عاصمة هلمند- أن القوات الحكومية تسيطر على منطقتين فقط بالمدينة، والتي تقع فيهما المنشآت الحكومية الرئيسية مثل مجمع المحاكم ومقر الشرطة.

وقالت وسائل إعلام محلية أمس إن حركة طالبان سيطرت على مبنى الإذاعة والتلفزيون في مدينة لشكركاه.

وذكرت وزارة الدفاع في تغريدة اليوم اليوم أن 20 مسلحا من طالبان قتلوا، و12 جرحوا في غارة جوية ليلية للقوات الحكومية في ضواحي مدينة لشكركاه.

إعلان

دعم أميركي

وقال سكان في لشكركاه -التي يقيم فيها 200 ألف شخص- إن طائرة قاذفة أميركية من طراز بي-52 (B-25) هرعت لدعم القوات الحكومية، وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية إن الهجمات الجوية الأميركية استهدفت مواقع طالبان في لشكركاه.

وقال عضو مجلس ولاية هلمند عبد المجيد خوندزاده لوكالة الأنباء الألمانية إن الاشتباكات والهجمات الجوية تتسبب في وقوع خسائر بشرية ومعاناة، موضحا أن لشكركاه بأكملها مغلقة، والمخابر وحدها فقط التي تستمر في العمل.

وفي حال سيطرت طالبان على لشكركاه فستكون أول عاصمة ولاية تقع بين أيدي مقاتليها منذ العام 2016. وهلمند كبرى الولايات الأفغانية مساحة، وهي مجاورة للحدود مع باكستان.

من ناحية أخرى، نقل مراسل الجزيرة عن المتحدث باسم وزارة الدفاع قوله إن القوات الحكومية تمكنت من استعادة السيطرة على مقر مديرية نجراب بولاية كابيسا شمال العاصمة كابل، في حين لم تعلق الحركة على هذا النبأ.

اتهام طالبان

وعلى صعيد آخر، اتهمت سفارتا أميركا وبريطانيا في أفغانستان اليوم طالبان بارتكاب مجزرة بحق مدنيين في ولاية قندهار جنوبي البلاد، وهو ما نفته الحركة. وقالت السفارتان في بيان مشترك إن طالبان ارتكبت جريمة بحق الإنسانية في منطقة سبين بقندهار، دون مزيد تفاصيل.

وطالب البيان بفتح تحقيق شامل حول الحادثة، مؤكدا ضرورة وقف الحرب المتواصلة في أفغانستان، وخاطبت السفارتان طالبان بالقول "إن لم تستطيعوا السيطرة على مقاتليكم الآن، فلن تستطيعوا فعل شيء عند الوصول إلى السلطة".

إعلان

وكانت لجنة حقوق الإنسان المستقلة في أفغانستان قالت في وقت سابق إن طالبان قتلت 40 مدنيا، ونهبت أموالهم في منطقة سبين التي سيطرت عليها في 14 يوليو/تموز الماضي.

وقال عضو فريق التفاوض التابع لطالبان سهيل شاهين لوكالة رويترز إن اتهامات السفارتين الأميركية والبريطانية لا أساس لها.

وسيطر مقاتلو طالبان على منطقة سبين بولداك الإستراتيجية، وهي معبر تجاري مهم يقع على الحدود مع باكستان، ودار قتال شديد منذ ذلك الحين، إذ تحاول القوات الأفغانية الحكومية استعادة المنطقة.

الأمم المتحدة

وفي سياق متصل، حثت الأمم المتحدة اليوم الأطراف المتحاربة في أفغانستان لبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين، محذرة من أنه ما لم تفعل الأطراف ذلك فستكون العواقب "كارثية" وقالت بعثة المساعدة الأممية -في سلسلة تغريدات- إن هجمات طالبان وغارات القوات الحكومية تسبب الضرر الأكبر للمدنيين.

من ناحية أخرى، توقع ت.س. تيرومورتي سفير الهند -التي ترأس مجلس الأمن الدولي خلال الشهر الجاري- أن يعقد اجتماع عاجل بشأن أفغانستان، وأضاف في مؤتمر صحفي بنيويورك أن الوضع في أفغانستان بات مصدر قلق كل أعضاء مجلس الأمن.

وتعاني أفغانستان حربا منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم طالبان، لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه بالولايات المتحدة. وتصاعد مستوى العنف في أفغانستان، منذ مطلع مايو/أيار الماضي، مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأجنبية من البلاد.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع التواصل الاجتماعي

إعلان