عمليات إنقاذ سرية ودعوات غربية للحوار مع طالبان.. بلينكن: لا موعد نهائيا لعمليات الإجلاء من أفغانستان

رويترز: طالبان تصر على انسحاب القوات التركية بحلول المهلة النهائية وتريد من أنقرة دعما فنيا لتشغيل مطار كابل

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه ليس هناك موعد نهائي لعمليات الإجلاء من أفغانستان، في حين تم الكشف عن عمليات إنقاذ سرية خلال هذه العمليات. وبالتزامن مع ذلك دعت ألمانيا المجتمع الدولي للحوار مع حركة طالبان.

وأضاف بلينكن -في مؤتمر صحفي- أن بلاده تضع خططا متطورة يوميا لتسهيل مغادرة الأميركيين والأفغان الذين وقفوا معها في أفغانستان، حتى بعد الـ31 أغسطس/آب الجاري.

وأوضح أنهم يعتقدون أن عدد الأميركيين الذين يسعون للحصول على المساعدة لمغادرة أفغانستان أقل بكثير من ألف، مشيرا إلى أن حركة طالبان أوفت بجميع عهودها حتى الآن، ومن مصلحتها التصرف بمسؤولية. كما حذر من أن هناك احتمالا حقيقيا لحدوث هجوم من قبل "تنظيم الدولة في خراسان".

في سياق متصل، قالت مصادر محلية للجزيرة إن مروحيات للتحالف نقلت متعاونين أفغان من ولايات "خوست" و"كونر" و"قندهار" و"بكتيا" لمطار كابل.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" (Wall Street Journal) -نقلا عن مسؤولين أميركيين- إن عمليات نقل مواطنيهم إلى مطار كابل تتم بمروحيات الجيش وبإشراف الاستخبارات.

وأضافوا أن وكالة الاستخبارات المركزية أطلقت هذه العمليات السرية خلال الأيام الأخيرة لنقل الأميركيين من داخل العاصمة كابل ومن خارجها.

Evacuation from Hamid Karzai International Airport in Kabul
طوابير طويلة خلال عمليات إجلاء من مطار كابل (رويترز)

واقع مرير

وفيما يواصل الحلفاء سباقهم ضد الزمن لإجلاء رعاياهم والمتعاونين معهم، قال جون كيربي -المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)- إن بلاده ستستمر في عمليات الإجلاء من أفغانستان حتى آخر يوم من العملية إذا اضطرت إلى ذلك.

إعلان

وأضاف كيربي أن الأولوية في اليومين الأخيرين من المهمة ستكون لإخراج المعدات العسكرية دون أن يعني ذلك عدم القيام بعملية الإجلاء.

من جهتها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن حركة طالبان أصبحت حقيقة واقعة في أفغانستان، لكنها واقع مرير ويجب التعامل معه.

وأكدت ميركل أن على المجتمع الدولي مواصلة الحوار مع طالبان للحفاظ على ما وصفتها بالمكاسب التي تحققت في أفغانستان على مدار الـ20 عاما الماضية.

إجلاء تركي

وفي ذات الخصوص، أعلنت وزارة الدفاع التركية بدء عملية إجلاء قواتها المسلحة من أفغانستان بعد تقييم مختلف الاتصالات والوضع والظروف الراهنة.

وقالت الوزارة -في بيان اليوم الأربعاء- إن "القوات المسلحة تعود إلى الوطن بفخر عقب إنجاز المهمة الموكلة إليها بنجاح". وأضافت أنه "تم إجلاء 1129 مواطنا مدنيا بطائراتنا العسكرية من أفغانستان".

وجاء في البيان أن هناك نية تركية لإمكانية مواصلة تشغيل مطار كابل الدولي "بأمان ووفق المعايير الدولية، كما فعلت لمدة 6 سنوات، في حالة توفرت شروط معينة".

وتابع البيان أنه تم التدخل في هذا السياق "مع قوات دول أخرى لمعالجة الاضطراب بمطار حامد كرزاي وتم ضمان تنفيذ الأنشطة في المطار من خلال توفير الأمن فيه".

وكانت رويترز نقلت عن مسؤولَين تركيين قولهما إن طالبان تصر على انسحاب القوات التركية من البلاد بحلول المهلة النهائية، لكنها طلبت من أنقرة دعما فنيا لتشغيل مطار كابل.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إن المطار لن يكون تحت مسؤولية الولايات المتحدة عندما تنتهي مهمتها وتغادر المطار.

مخاوف من هجمات

وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، حذرت موسكو وواشنطن من تهديدات إرهابية محتملة في أفغانستان قد يقف وراءها تنظيم الدولة الإسلامية، في حين تواصلت عمليات الإجلاء وسط وعود باستكمالها نهاية أغسطس/آب الجاري.

إعلان

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن التهديد الإرهابي في أفغانستان مرتفع بسبب وجود عناصر من تنظيم الدولة في هذا البلد.

ورأى بيسكوف أن الحديث يدور عن وجود من وصفهم "بإرهابيين حقيقيين" ليسوا من مواطني أفغانستان، مضيفا أن الوضع هناك ما زال متوترا للغاية، وأن بلاده تراقبه بقلق وعن كثب.

وأشار الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أن "تنظيم الدولة في خراسان" يسعى لاستهداف مطار كابل ومهاجمة كل من القوات الأميركية وقوات التحالف والمدنيين الأبرياء في أفغانستان. ووصف هذا التنظيم بأنه "عدو لدود لطالبان أيضا".

ومع اقتراب موعد انتهاء عمليات الإجلاء من أفغانستان نهاية الشهر الجاري، أكد بايدن أن الولايات المتحدة في طريقها للانتهاء منها بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.

وأعلن مسؤول في البيت الأبيض أنه تم إجلاء 19 ألف شخص من مطار كابل خلال 24 ساعة الماضية، عبر 42 طائرة تابعة للقوات الأميركية و48 تابعة لدول حليفة.

وأضاف -في بيان- أن الولايات المتحدة قامت بإجلاء أو تسهيل إجلاء نحو 82 ألفا و300 شخص من مطار كابل منذ 14 أغسطس/آب الجاري، و87 ألفا و900 شخص منذ نهاية يوليو/تموز الماضي.

تشكيك

وشكّك برلمانيان أميركيان عائدان من كابل في هذه الوعود، بعد زيارة سرية قاما بها خلافا للتعليمات الرسمية، وأثارت انتقادات رئيسة مجلس النواب.

ودوّن النائب الديمقراطي سيث مولتون -على تويتر أمس الثلاثاء- "ذهبت مع بيتر ميجر (النائب الجمهوري) إلى مطار كابل لمراقبة عمليات الإجلاء" (وكلاهما من قدامى المحاربين في حرب العراق)، وتابع "قمنا بالزيارة سرا للحد من مخاطر هذه المهمة ومن تأثيرها".

تواصل الإجلاء

وتتواصل في مطار حامد كرزاي الدولي بكابل عمليات إجلاء الأفغان من قبل الولايات المتحدة وحلفائها.

وتقوم طائرات الشحن العسكرية التابعة لعدة دول بتشغيل جسر جوي -على مدار الساعة- من العاصمة الأفغانية لنقل اللاجئين والرعايا الغربيين.

إعلان

وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إنه تم إجلاء معظم البريطانيين، مؤكدا الالتزام بمهلة نهاية هذا الشهر.

كما أكد مساعد وزير الخارجية الفرنسي للشؤون الأوروبية مهلة نهاية الشهر الجاري للانتهاء من عمليات الإجلاء.

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن على ألمانيا وحلفائها في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" (NATO) تعلم الدرس من الانسحاب الفوضوي من أفغانستان لتجنب سيناريوهات مماثلة في أي اشتباكات عسكرية في المستقبل.

في المقابل، أكد المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد رفض الحركة بقاء القوات الأجنبية في أفغانستان بعد نهاية الشهر الجاري.

جسر جوي

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت -في بيان- أنها أقامت جسرا جويا اليوم الأربعاء لإجلاء نحو 500 روسي ورعايا دول مجاورة من أفغانستان.

وتتم عمليات الإجلاء باستخدام 4 طائرات نقل عسكرية تتجه إلى مدينة أوليانوفسك الواقعة على نهر الفولغا.

وتشمل هذه العمليات أكثر من 500 من الرعايا الروس ومن الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن المشترك (بيلاروسيا وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان)، وأوكرانيين.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان