تلغراف: حان الوقت لمواجهة الحقائق الصعبة عن عودة طالبان

قادة طالبان داخل القصر الرئاسي (الجزيرة)

تابعت افتتاحية "ديلي تلغراف" (Daily Telegraph) اليوم الثلاثاء تسارع الأحداث في أفغانستان مع عودة طالبان وسيطرتها على مقاليد الأمور بعد دخولها عاصمة البلاد قبل يومين، وقالت إن الوقت قد حان لمواجهة الحقائق الصعبة عن عودة الحركة.

وذكرت الصحيفة البريطانية أن الجدل لا يزال محتدما بشأن ما وصفته بـ"خيانة" الغرب لأفغانستان بترك البلاد تحت رحمة طالبان الأقل رأفة، إذ جرى التنديد بالرئيس جو بايدن لتخليه عن دور أميركا كقائد عالمي، على الرغم من أن سلفه دونالد ترامب هو الذي بدأ عملية انسحاب القوات، وإن كان ذلك بموجب شروط محددة لم تحققها طالبان. وأردفت الصحيفة البريطانية بأنه من غير المرجح أن الأمور كانت ستختلف لو فاز ترامب بولاية ثانية.

وأشارت تلغراف إلى الانتقادات التي تعرضت لها بريطانيا ودول أوروبية لاعتمادها المفرط على الولايات المتحدة وعدم التدخل لسد ثغرة تنحّي واشنطن جانبا، وأضافت أن سيطرة طالبان السريعة على أفغانستان توصف بأنها أكبر كارثة في السياسة الخارجية منذ السويس أو فيتنام، حسب وجهة نظر الناقد.

وعلقت بأنه على الرغم من الاتهامات المتبادلة، فإن الواقع الآن هو أن طالبان عادت إلى السلطة مع كل ما يترتب على ذلك. وبما أن الغرب ليس له تأثير في طالبان فإنه يقع على عاتق القوى الإقليمية كبح تجاوزات الحركة والسعي لإبقاء أفغانستان مفتوحة على التأثيرات الخارجية.

باكستان لها تأثير في الحكومة الجديدة في كابل أكبر بكثير من أي تأثير يمكن أن تمارسه واشنطن أو لندن.

وألمحت إلى أن الصين تشعر بوجود فرصة للتعامل مع الحكومة الجديدة في أفغانستان، لكن المفتاح يكمن في باكستان التي اتُّهمت بتوفير ملاذات آمنة لطالبان، حتى إن رئيس الوزراء عمران خان سعى إلى التفاوض مع الحكومة الأفغانية بطريقة كان يُنظر إليها على أنها داعمة أكثر من اللازم للمتمردين.

إعلان

ومضت الصحيفة بأن لباكستان تأثيرا في الحكومة الجديدة في كابل أكبر بكثير من أي تأثير يمكن أن تمارسه واشنطن أو لندن، وأنه إذا كان هناك تطهير للخبراء أو النساء الموالين للغرب، أو عودة المنظمات الإرهابية التي ازدهرت هناك قبل 11 سبتمبر/أيلول 2001، فيمكن استدعاء عمران خان ليحاسب على إخفاقه في كبح جماح طالبان، وكما قال رئيس الوزراء فإن آخر ما تحتاج إليه باكستان هو مزيد من الاضطرابات في أفغانستان.

واختتمت الصحيفة بأن من الواضح أن خان يرى طالبان القوة الوحيدة في الأرض التي يمكن أن توفر الاستقرار، حتى لو كان ذلك بثمن باهظ للمجتمع المدني الناشئ على النمط الغربي الذي ازدهر مدة من الوقت.

المصدر : تلغراف

إعلان