أفغانستان.. سفارة واشنطن توقف العمليات القنصلية وجهود دبلوماسية لعقد اجتماع طارئ بمجلس الأمن

Afghan soldier stands in a military vehicle on a street in Kabul
قوات أفغانية في كابل (رويترز)

دعت واشنطن رعاياها في أفغانستان إلى عدم التوجه إلى السفارة الأمريكية في كابل أو مطار العاصمة الأفغانية، فيما يعقد البرلمان البريطانية جلسة طارئة، وسط جهود روسية لعقد جلسة لمجلس الأمن.

وأعلنت السفارة في كابل توقف العمليات القنصلية بشكل فوري، ودعت رعاياها في أفغانستان إلى البقاء في أماكنهم.

وكانت وكالة رويترز نقلت عن مسؤول أميركي أن حسابات واشنطن لن تغير إستراتيجيتها العسكرية في أفغانستان.

وقال المسؤول الأميركي لرويترز إن حسابات واشنطن العسكرية لن تتغير في أفغانستان إلا إذا عرقلت حركة طالبان عمليات الإجلاء.

وأضاف المسؤول أن القائم بأعمال السفارة الأميركية في أفغانستان يعمل الآن من مطار العاصمة كابل، موضحا أن أقل من 50 موظفا بالسفارة الأميركية سيبقون في كابل بالوقت الحالي.

ونقلت شبكة "سي إن إن" (CNN) عن مصدرين مطلعين أن واشنطن تسحب جميع الموظفين من سفارتها في كابل خلال 72 ساعة القادمة.

من جهتها، أفادت وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير أنتوني بلينكن أجرى اتصالين هاتفيين مع كل من الرئيس الأفغاني أشرف غني ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الأفغانية عبد الله عبد الله، تناول خلالهما تطورات الأوضاع بأفغانستان.

إعلان

وقالت الخارجية الأميركية -في بيان لها- إن بلينكن ناقش مع المسؤولَين الأفغانيين الحاجة الملحة للجهود الدبلوماسية والسياسية الجارية للحد من العنف.

وأشار البيان إلى أن بلينكن أكد التزام الولايات المتحدة بإقامة علاقة دبلوماسية وأمنية قوية مع حكومة أفغانستان، ودعمها المستمر للشعب الأفغاني.

في هذا السياق، بدأت الولايات المتحدة إجلاء الدبلوماسيين الأميركيين وموظفي سفارتها في العاصمة الأفغانية كابل، وأكد مسؤول أميركي أن السفارة ستستمر بأداء مهامها.

وقالت "نيويورك تايمز" (New York Times) إن المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد طالب حركة طالبان في الدوحة بعدم دخول كابل حتى تنتهي مهمة الإجلاء.

وأضافت أن طالبان ردت في المقابل بمطالبة واشنطن بوقف الضربات الجوية ضد مقاتليها المنتشرين في أنحاء أفغانستان.

وباتت حركة طالبان -صباح اليوم الأحد- على وشك الاستيلاء الكامل على السلطة بأفغانستان بعد هجوم خاطف باشرته في مايو/أيار الماضي وأوصلها إلى أبواب كابل، حيث تلقى مقاتلوها الأمر بعدم الدخول إليها.

اجتماع طارئ ببريطانيا

من جهة ثانية، قال مصدر في مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون -اليوم الأحد- إن البرلمان البريطاني سيقطع عطلته الصيفية الأسبوع المقبل لبحث الوضع في أفغانستان مع دخول مقاتلي حركة طالبان العاصمة كابل.

وقالت وزارة الداخلية البريطانية -في وقت سابق- إنها تعمل لحماية مواطنيها ومساعدة الموظفين السابقين لدى بريطانيا والمؤهلين لمغادرة أفغانستان.

وفي النمسا، قال مسؤولون في الحكومة اليوم إن بلادهم تعتزم عقد مؤتمر في نهاية أغسطس/آب الجاري أو أوائل سبتمبر/أيلول المقبل؛ لدعم دول آسيا الوسطى المجاورة لأفغانستان.

وقالت وكالة الأنباء النمساوية -نقلا عن وزارة الخارجية- إن المؤتمر الذي سينعقد عبر الإنترنت سيضم أيضا أعضاء آخرين -لم تحددهم- في الاتحاد الأوروبي.

إعلان

وفي ألمانيا، ذكرت وسائل إعلام محلية أن وزارة الخارجية الألمانية قررت إغلاق سفارتها في كابل وطلبت من مواطنيها مغادرة أفغانستان.

مجلس الأمن

وفي الأثناء، أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الروسية اليوم الأحد أن بلاده تعمل مع دول أخرى لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حول أفغانستان، حيث باتت حركة طالبان على وشك الاستيلاء الكامل على السلطة.

وقال المسؤول -لوكالات أنباء روسية- "نعمل على ذلك (عقد اجتماع بمجلس الأمن)"، مؤكدا أن اجتماعا سيُعقد قريبا.

وفي ظل هذه التطورات، دعا البابا فرانشيسكو -اليوم الأحد- إلى الحوار من أجل إنهاء الصراع في أفغانستان لكي يتسنى لشعبها الحياة في سلام وأمن واحترام متبادل.

بدورها، أعلنت السفارة الإيرانية في أفغانستان أنها نقلت خدماتها القنصلية من مدينة مزار الشريف إلى سفارتها في كابل نظرا للظروف الأمنية.

وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا قالوا إنها لعناصر من حركة طالبان داخل مبنى القنصلية الإيرانية في مزار الشريف.

من جهته، قال مسؤول في وزارة الداخلية الإيرانية إن طهران وضعت منذ شهرين خطة لإيواء اللاجئين الأفغان في مناطق حدودية شرق إيران بعد التطورات الأمنية في أفغانستان.

وأضاف المسؤول الإيراني أن طهران كانت تتوقع أن تواجه موجة نزوح إلى حدودها الشرقية ووضعت هذه الخطة على هذا الأساس، مؤكدا أنه تم تفعيل هذه الخطة في محافظة خراسان الرضوية وخراسان الجنوبية وسيستان وبلوشستان شرقي البلاد وتم توفير الملاجئ لعدد من المواطنين الأفغان الذين تحركوا باتجاه الحدود الإيرانية، ووفرت إيران لهؤلاء اللاجئين ما يحتاجونه من مواد غذائية والرعاية الصحية حسب قوله.

وفي باكستان الجارة قال بيان لوزارة الخارجية إن إسلام آباد تراقب الأوضاع المتغيرة في أفغانستان عن كثب، وإنها تريد السلام في أفغانستان ولا تفضل جانبا على أخر.

إعلان

كما أشار البيان إلى أن السفارة الباكستانية في كابل تعمل على تسهيل خروج كل من يريد الخروج وتم تشكيل خلية في وزارة الداخلية للبت في التأشيرات بشكل عاجل.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان