تل أبيب تؤكد أن معلوماتها تفيد بتورط إيران.. طهران: لم نستهدف السفينة الإسرائيلية

قالت مصادر أميركية وأوروبية مطلعة على تقارير أجهزة الاستخبارات إن إيران هي المشتبه الرئيس في حادث استهداف ناقلة النفط، غير أن مسؤولا بوزارة الدفاع الأميركية شدد على أن واشنطن تبحث عن أدلة قطعية.

المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: اتهام طهران باستهداف السفينة واه ولا أساس له (الجزيرة)

نفت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الأحد تورط طهران في الهجوم على ناقلة نفط تملكها شركة إسرائيلية قبالة سواحل عُمان، في حين أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أن المعلومات الاستخبارية المتوفرة لدى حكومته تفيد بأن إيران هي من استهدف الناقلة الخميس الماضي.

ووصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده -في مؤتمر صحفي اليوم الأحد- الاتهامات الموجهة لإيران بشأن استهداف السفينة الإسرائيلية "ميرسر ستريت" (Mercer Street) بـ"الواهية والتي لا أساس لها".

وقال المتحدث الإيراني إنها ليست المرة الأولى التي توجه فيها تل أبيب اتهامات لطهران، وأضاف أن وجود إسرائيل في أي منطقة يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار والإرهاب والعنف فيها، حسب تعبيره. وأضاف خطيب زاده "مثل هذه الاتهامات تقصد بها إسرائيل تحويل الأنظار عن الحقائق ولا أساس لها".

وحسب المتحدث نفسه فإن "ألعاب إلقاء اللوم هذه ليست جديدة. المسؤولون عن هذا (الهجوم) هم الذين سمحوا للنظام الإسرائيلي أن يضع قدمه في هذه المنطقة".

وقد أدّى الهجوم إلى مقتل اثنين من طاقم السفينة (بريطاني وروماني)، التي تديرها شركة "زودياك ماريتايم" (Zodiac Maritime) الإسرائيلية، وكانت ترفع علم ليبيريا، وقالت الشركة المالكة إن الأمر يتعلق بالقرصنة على ما يبدو، في حين قال مصدر في مركز الأمن البحري في سلطنة عُمان إن الهجوم وقع خارج المياه الإقليمية العمانية.

إصرار إسرائيلي

بالمقابل، حمل رئيس الوزراء الإسرائيلي -في مستهل الجلسة الأسبوعية لحكومته اليوم الأحد- إيران مسؤولية الهجوم على ناقلة المشتقات النفطية، وأضاف أنه يتوقع من المنظومة الدولية "أن توضح للنظام الإيراني حجم الخطأ الفادح الذي اقترفه". وشدد بينيت على أن اسرائيل ستوضح لإيران وبطريقتها الخاصة فداحة الخطوة التي أقدمت عليها بالهجوم على الناقلة، على حد تعبيره.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد إن الحادث يستحق ردا صارما، مضيفا في تغريدة أن "إيران ليست مشكلة إسرائيلية فقط، بل هي مصدِّر للإرهاب والدمار وعدم الاستقرار يلحق الأذى بالجميع… يجب ألا نظل صامتين في مواجهة الإرهاب الإيراني الذي يقوّض أيضًا حرية الملاحة".

من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية الأميركية أمس السبت إن واشنطن وافقت على المشاركة في تحقيق بشأن الهجوم على ناقلة النفط، وأوضح المتحدث باسم الوزارة نيد برايس أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي، واتفقا "على العمل مع المملكة المتحدة ورومانيا وشركاء دوليين آخرين للتحقيق في الوقائع وتقديم الدعم ودراسة المراحل التالية المناسبة".

طائرة مسيّرة

وكان الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية قال إن خبراء المتفجرات لديه توصلوا إلى نتائج أولية تفيد بأن الهجوم على "ميرسر ستريت"، المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفير، تم بطائرة مسيرة، وقد كانت السفينة في طريقها من تنزانيا إلى الإمارات.

وأوردت وكالة رويترز أن مصادر أميركية وأوروبية مطلعة على تقارير أجهزة الاستخبارات قالت إن إيران هي المشتبه الرئيس في الحادث، غير أن مسؤولا بوزارة الدفاع الأميركية شدد على أن واشنطن تبحث عن أدلة قطعية.

ولم تتبنّ أي جهة الهجوم لكن شركة "درياد غلوبال" المتخصصة في الأمن البحري -ومقرّها لندن- تحدثت عن "أعمال انتقامية جديدة في الحرب التي تجري في الخفاء بين القوتين المتعاديتين"، في إشارة إلى إيران وإسرائيل.

ويقع بحر العرب -الذي نشب فيه الهجوم على الناقلة- بين إيران وسلطنة عمان عند مخرج مضيق هرمز الإستراتيجي الذي يمر عبره جزء كبير من نفط العالم حيث يعمل تحالف تقوده الولايات المتحدة.

وتبادلت إيران وإسرائيل الاتهامات بمهاجمة السفن التابعة لكل منهما في الشهور الأخيرة، إذ تصاعد التوتر في منطقة الخليج منذ أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران في 2018 بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي الموقع بين إيران والقوى الكبرى عام 2015.

المصدر : الجزيرة + وكالات