تفاؤل أميركي وروسي بعد إقرار مجلس الأمن بالإجماع آلية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا

اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا يجدد آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا لمدة سنة عبر معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية، وصدرت تصريحات متفائلة من واشنطن وموسكو، كما أثنى الرئيس الأميركي جو بايدن على الإجماع خلال اتصال مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وينص القرار على تجديد معبر باب الهوى لفترة أولى مدتها 6 أشهر، مع تمديد لـ6 أشهر إضافية بعد إصدار تقرير للأمين العام للأمم المتحدة يركز بشكل خاص على الشفافية في العمليات والتقدم في إيصال المساعدات عبر الخطوط الأمامية للقتال لتلبية الاحتياجات الإنسانية.

ويجمع النص النهائي بين مشروعين متنافسين، الأول لأيرلندا والنرويج، والآخر لروسيا.

لكن مدة التمديد محط تأويلين متباينين، إذ تقول الولايات المتحدة إنها لعام واحد، في حين تؤكد روسيا أنها لمدة 6 أشهر قابلة للتجديد في ضوء تقرير مرتقب للأمين العام للأمم المتحدة في نهاية العام.

تصريحات متفائلة

وأثنى بايدن على الإجماع الأميركي الروسي في مجلس الأمن خلال اتصال أجراه مع بوتين، كما أعلن البيت الأبيض.

من جانبه، قال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا "اليوم نشهد لحظة تاريخية. لأول مرة، لم تتمكن روسيا والولايات المتحدة من التوصل إلى اتفاق فحسب بل قدمتا نصا مشتركا حظي بتأييد جميع زملائنا في المجلس".

وتوقع نيبينزيا أن تصبح هذه اللحظة نقطة تحول، وأن سوريا لن تكون الرابح الوحيد من ذلك بل منطقة الشرق الأوسط ككل والعالم، حسب تعبيره.

وبدورها، قالت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد عقب جلسة مجلس الأمن إن هذا القرار سيتم تجديده تلقائيا ومن دون الحاجة إلى تصويت جديد في مجلس الأمن بعد 6 أشهر.

واعتبرت غرينفيلد أن ما حدث هو لحظة مهمة في العلاقات مع روسيا، وأنه يظهر ما يمكن فعله مع الروس إذا تم العمل دبلوماسيًا على أهداف مشتركة.

وأضافت المندوبة الأميركية "أنا أتطلع إلى البحث عن فرص أخرى للعمل مع الروس حول القضايا ذات الاهتمام المشترك لحكومتينا".

كما رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بقرار مجلس الأمن، وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك إن القرار سيمكن الأمم المتحدة من توفير المساعدات لما يقارب ثلاثة ملايين ونصف مليون سوري.

وأضاف "مع ذلك، تستمر الاحتياجات في تجاوز الاستجابة، وكما أوضح الأمين العام للمجلس يمكن للأمم المتحدة أن تفعل المزيد لمساعدة الأعداد المتزايدة من الأشخاص المحتاجين من خلال معابر إضافية وتمويل إضافي".

وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس قد قال إن تمديد التفويض عاما إضافيا ضرورة إنسانية، لأن ملايين الأرواح داخل سوريا على المحك، وفق وصفه.

ودفعت الولايات المتحدة ودول أخرى لتجديد التفويض، في حين طالبت روسيا بضرورة إشراك الحكومة السورية في الأمر، بحجة وقوع محافظة إدلب -حيث معبر باب الهوى- في يد من سمتهم "الإرهابيين".

وفي عام 2014 منح مجلس الأمن تفويضا لعمليات المساعدة عبر الحدود في سوريا من خلال 4 منافذ.

والعام الماضي، قلص هذه المعابر إلى واحد فقط عبر تركيا (باب الهوى) يؤدي إلى منطقة تسيطر عليها المعارضة المسلحة في شمال غربي سوريا، وذلك بسبب معارضة روسيا والصين تجديد التفويض عبر المنافذ الأربعة.

وكانت الأمم المتحدة حذرت مجلس الأمن الدولي من الإخفاق في تمديد العمل بآلية إيصال المساعدات الإنسانية الأممية إلى سوريا، مما قد يشكل كارثة إنسانية على أكثر من 3 ملايين سوري يقطنون شمال غربي البلاد.

المصدر : الجزيرة + وكالات