مقال بفورين بوليسي: مجموعة فاغنر ليس لها وجود في الواقع

لقد كرَّر الإعلام السرديات المتعلِّقة بشأن كون فاغنر شركة عسكرية خاصة ومجموعة من المرتزقة بحيث ترسخت هذه السردية في أذهان الناس رغم أنها عارية عن الصحة
صورة تجمع بعض عناصر ما يسمون "مرتزقة فاغنر" (مواقع التواصل الاجتماعي)

أورد مقال بمجلة "فورين بوليسي" (Foreign Policy) أن تقريرا صادرا عن لجنة خبراء أممية -نشر في أواخر يونيو/حزيران الماضي- يتهم المدربين الروس في القوات المسلحة لجمهورية أفريقيا الوسطى بارتكاب عمليات قتل ونهب وإخفاء قسري عشوائية.

وأضاف المقال أنه بالرغم من أن التقرير المقدم إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لا يحدد هؤلاء المدربين على أنهم تابعون لشركة فاغنر الروسية؛ فإن التقارير الإخبارية ومجموعة العمل الأممية المعنية بالمرتزقة قد ذكرت ذلك.

ولفت إلى أن شبكة عملاء فاغنر تمتد من أوكرانيا إلى موزمبيق، لكن المجموعة تتحدى التعريف التقليدي للمقاول العسكري الخاص، ومن الناحية الأسمية يُعتقد أنها مرتبطة بشكل وثيق بجهاز الأمن الروسي، وتمثل الطبيعة الغامضة للشبكة تحديا هائلا للضحايا والحكومات والمؤسسات الدولية التي تسعى إلى محاسبة المجموعة على الفظائع المزعومة.

وعن ماهية المجموعة يشير مقال المجلة الأميركية إلى أن أول شيء يجب فهمه هو أنه على الأرجح لا توجد مجموعة باسم فاغنر، وبقدر ما يتوفر للباحثين من معلومات لا توجد شركة واحدة مسجلة تسمى فاغنر.

شبكة عملاء فاغنر تمتد من أوكرانيا إلى موزمبيق، لكن المجموعة تتحدى التعريف التقليدي للمقاول العسكري الخاص، ومن الناحية الأسمية يُعتقد أنها مرتبطة بشكل وثيق بجهاز الأمن الروسي

وبدلا من ذلك أصبح الاسم يصف شبكة من الشركات ومجموعات المرتزقة المرتبطة بالتداخلات في الملكية واللوجستيات. ووصفت الكيانات المكونة للشبكة في العقوبات التي حددتها وزارة الخزانة الأميركية بأنها متورطة في مجموعة واسعة من الأنشطة، بما في ذك العمل على قمع الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية ونشر المعلومات المضللة والتعدين عن الذهب والألماس والانخراط في نشاط شبه عسكري.

وبحسب المقال كان أول ظهور لهذه المجموعة في أوكرانيا في عام 2014، حيث ساعدت الجيش الروسي في ضم شبه جزيرة القرم، ومنذ ذلك الحين تفرعت شبكة عنكبوتية من القوات شبه العسكرية والشركات إلى سوريا، حيث قاتلوا لدعم الرئيس بشار الأسد، وكذلك في ليبيا والسودان ومدغشقر وموزمبيق وجمهورية أفريقيا الوسطى.

وبينما أصبح فاغنر اختصارا مفيدا لوصف هذه الشبكة المبهمة والممتدة، يحذر الخبراء من أن ذلك قد يعطل القدرة على التفكير في طريقة عملها.

ووفق المقال، وصفت الحكومة الأميركية مجموعة فاغنر بأنها قوة تعمل بالوكالة عن وزارة الدفاع الروسية، بينما يتدرب عملاؤها في معسكر مولكينو في جنوب روسيا والذي تشاركه القوات الخاصة الروسية.

واختتمت المجلة تقريرها بأنه يبدو أن الأساطير حول فاغنر هي شيء يحرص عليه يفغيني بريغوزين المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي يعتقد أنه يدعم مجموعة فاغنر ماليا.

المصدر : فورين بوليسي