سفير هاييتي في واشنطن: قتلة الرئيس مرتزقة محترفون وانتحلوا صفة موظفين فدراليين أميركيين
قال رئيس وزراء هاييتي المؤقت إن رئيس البلاد قتل رميا بالرصاص بأسلحة ذات أعيرة ثقيلة خلال الليل على يد مهاجمين مجهولين داخل منزله الواقع على تلال مشرفة على العاصمة بورت أوبرانس
قال سفير هاييتي في الولايات المتحدة بوكيت إدموند اليوم الأربعاء إن الذين اغتالوا رئيس البلاد جوفينيل مويس مرتزقة محترفون، وانتحلوا صفة موظفين في إدارة محاربة المخدرات بالولايات المتحدة، فيما ترأس رئيس الوزراء المؤقت كلود جوزيف مجلسا وزاريا طارئا وأعلن حالة الطوارئ، وقد توالت ردود الفعل الدولية على عملية الاغتيال، وينتظر أن يناقش مجلس الأمن ما وقع في جلسة غد الخميس.
وصرح سفير هاييتي في واشنطن للصحفيين بأن اغتيال الرئيس مويس (53 عاما) في وقت مبكر صباح اليوم "كان هجوما منظما بشكل جيد، ومنفذوه محترفون"، مضيفا "لدينا شريط فيديو، ونعتقد أنهم مرتزقة".
وأضاف السفير أن قتلة الرئيس زوروا هوياتهم وقدموا أنفسهم بأنهم موظفون في إدارة محاربة المخدرات في الولايات المتحدة.
وطلب السفير إدموند من الإدارة الأميركية توفير الدعم الأمني للبلاد لتقوية جهاز الشرطة، بما في ذلك التدريب والتجهيز، وقال إن المسؤولين الأميركيين أخبروه بأنهم سيدرسون هذا الطلب، مشيرا إلى أن جهاز الشرطة في هاييتي يفتقر إلى المعدات.
أسلحة ثقيلة
وقال رئيس وزراء هاييتي المؤقت كلود جوزيف إنه تطبيقا للمادة 149 من الدستور ترأس مجلسا استثنائيا للوزراء، والذي قرر إعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد.
وأضاف أن الرئيس مويس اغتيل في مقر إقامته الخاصة، وأصيبت زوجته على يد مسلحين يتحدث بعضهم الإسبانية والإنجليزية، موضحا أن الرئيس قتل رميا بالرصاص بأسلحة ذات أعيرة ثقيلة خلال الليل على يد مهاجمين مجهولين داخل منزله الواقع على تلال مشرفة على العاصمة بورت أوبرانس.
ونقلت مارتين ماري أيتين زوجة رئيس هاييتي إلى المستشفى لتلقي العلاج، قبل أن تعلن السلطات وفاتها متأثرة بجراحها.
وأضاف رئيس الوزراء المؤقت أنه يتولى حاليا قيادة البلاد، داعيا المواطنين إلى الحفاظ على هدوئهم في بلد يشهد مواجهات بين عصابات وأزمات سياسية، وشدد على أن قوات الشرطة والجيش يسيطران على الوضع الأمني.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس (Associated Press) الأميركية عن حكومة البلاد أن السلطات أغلقت المطار الدولي في العاصمة، وأعلنت فرض الأحكام العرفية إثر اغتيال الرئيس، وساد الهدوء وخلت الشوارع اليوم في العاصمة -التي عادة ما تكون مكتظة، ويسكنها نحو مليون نسمة- عقب الهجوم وبعد سماع دوي أعيرة نارية بشكل متقطع خلال الليل.
وفي فبراير/شباط الماضي قال مويس -الذي كان يعمل في مجال تصدير الموز قبل أن يتحول إلى السياسة- في خطاب إن الشرطة تمكنت من إحباط مؤامرة لاغتياله.
ويأتي اغتيال مويس في وقت تعاني فيه هاييتي -أفقر بلدان الأميركتين- اضطرابا أمنيا وأزمة إنسانية متنامية ونقصا في الغذاء، إذ تشهد العاصمة صراعا بين العصابات، وأيضا بينها وبين الشرطة لفرض سيطرتها على الشارع.
وتسبب تفاقم الفقر والاضطراب السياسي في البلاد في إراقة الدماء، وواجه مويس احتجاجات عنيفة بعد توليه الحكم في عام 2017، إذ اتهمته المعارضة هذا العام بالسعي إلى إرساء دكتاتورية عن طريق البقاء في المنصب بعد انتهاء مدة ولايته، وقد نفى ذلك.
Momento en que sujetos armados con fusiles ingresan en la residencia del presidente de #Haití, #JovenelMoise y lo asesinan junto a su esposa #MartineÉtienne, quien falleció en el hospital debido a las heridas sufridas durante el ataque. pic.twitter.com/9aQf0UwTwX
— Jaime Guerrero (@jaimeguerrero08) July 7, 2021
وحكم مويس البلاد بموجب مرسوم أكثر من عام بعد إخفاق البلاد في إجراء انتخابات تشريعية كانت مقررة في عام 2018، وسعى للدفع بإصلاحات دستورية مثيرة للجدل.
إدانات دولية
وعقب اغتيال رئيس هاييتي أغلقت جمهورية الدومينيكان حدودها مع هاييتي، وشددت إجراءات الأمن على الحدود، واستثنت العائدين إليها من الإجراء، وصرح رئيس الدومينيكان لويس أبي نادر بأن "هذه الجريمة هي هجوم على النظام الديمقراطي في هاييتي والمنطقة".
وأدان زعماء من أنحاء العالم الهجوم، وناشدوا بالتزام الهدوء، وقال الرئيس الأميركي جو بايدن "نحن مستعدون للمساعدة، وكذلك نواصل العمل من أجل أن تكون هاييتي آمنة وسالمة"، ووصف الاغتيال بأنه "شنيع" والموقف في هاييتي بأنه يدعو للقلق.
كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اغتيال رئيس هاييتي، ودعا إلى تقديم المسؤولين عنه إلى العدالة.
وأدانت فرنسا بشدة اغتيال رئيس هاييتي، ودعا وزير خارجيتها جان إيف لودريان -في بيان- إلى الكشف عن معالم الجريمة التي ارتكبت في مناخ سياسي وأمني متدهورين، على حد وصفه.
كما أدان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اغتيال مويس ووصفه بـ"العمل الشنيع"، وحذر الاتحاد الأوروبي من "دوامة عنف" في هاييتي.
وعبر مجلس الأمن الدولي عن "صدمته العميقة" مما وقع في هاييتي، وذكرت مصادر دبلوماسية لوكالة الصحافة الفرنسية أن مجلس الأمن الدولي سيعقد غدا الخميس جلسة طارئة مغلقة بطلب من الولايات المتحدة والمكسيك.