مقال في لوفيغارو: إثيوبيا.. هل تصبح سوريا جديدة؟

الحرب في تيغراي تسببت في أزمة إنسانية كبيرة (رويترز)

يرى مقال في صحيفة لوفيغارو (Le Figaro) الفرنسية أن من واجب الأمم المتحدة والقوى العظمى أن تحث رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على مغادرة السلطة، كما أن عليها إدارة العواقب المأساوية للحرب الأهلية التي تؤثر على واحدة من أكبر دول القارة، لتجنب الانزلاق إلى أزمة مماثلة لتلك التي دمرت سوريا ذات يوم.

وفي مقال بقلم الصحفي وخبير الجغرافيا السياسية رينو جيرار، أوضحت الصحيفة أن آبي أحمد شرع بتهور في حرب عقابية على إقليم تيغراي، مدفوعا بحلم إقامة حكم مركزي إمبراطوري، وبالتالي يجب عمل كل شيء لضمان عدم انتشار هذه الحرب في البلد بأكمله، وعدم امتدادها إلى البلدان الأخرى في القرن الأفريقي.

وقال الكاتب إن على العالم ألا يكرر الخطأ الذي وقع فيه الغرب عام 2012 بإهمال اقتراح روسيا التفاوض مع الرئيس بشار الأسد على الخروج التدريجي من السلطة، واستبداله بحكومة انتقالية قادرة على تقديم ضمانات للأقلية العلوية الحريصة جدا على مستقبلها والقوية عسكريا للغاية، فقد رفضت الأطراف المعنية حينها ذلك الاقتراح ليقينها أن النظام البعثي في ​​دمشق كان سيسقط خلال أسابيع قليلة.

ويبدو أن آبي أحمد -حسب الكاتب- فقد الكثير من رصيده لدى مواطنيه وجيرانه الأفارقة، بشنه حربا عقابية على إقليم تيغراي إحدى المناطق الفدرالية الـ 12 في إثيوبيا، عندما تجاهلت إدارة الإقليم أوامر الحكومة المركزية، وقامت بتنظيم انتخابات خاصة بها، رافضة تأجيله الانتخابات المقرر إجراؤها في 29 أغسطس/آب 2020.

ونبه الكاتب إلى أن شن حرب لمعاقبة الحكام المتمردين لإحدى المقاطعات يجب ألا تشوبه شائبة تمس السكان المدنيين، خلافا لما فعله آبي أحمد الذي استقدم سرا، لدعم الجيش الإثيوبي، مليشيات الأمهرة المتطرفة وأفواج الجيش الإريتري إلى تيغراي، وأعلن انتصاره على المتمردين، منذ 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2020. إلا أن أدلة كثيرة على استعمال قواته أساليب فظيعة، كحرق المحاصيل والاغتصاب الجماعي والنهب المنهجي، سرعان ما اخترقت جدار الحصار الإعلامي الذي فرضه على الإقليم منذ أول يوم.

وقد أدت الانتهاكات إلى حشد السكان المدنيين في تيغراي ضد المحتلين، وبقي مقاتلو جبهة تيغراي يستعدون في الجبال بصبر للهجوم المضاد، وفي انتصار خاطف، طردوا الجيش الإثيوبي وجزءا من مليشيات الأمهرة من ديارهم.

وخلص الكاتب إلى أن آبي أحمد لم يعد اليوم رجلا يستطيع التفاوض بهدوء مع متمردي تيغراي المنتصرين، وبالتالي على حامل جائزة نوبل (آبي) إذا كان يحب بلده أن يتنحى عن السلطة في أقرب وقت ممكن، لأن الاتهام في المحكمة الجنائية الدولية أصبح قاب قوسين أو أدنى منه.

المصدر : لوفيغارو