لاكروا: هل الولايات المتحدة محكوم عليها بالبقاء في العراق؟

US army soldiers sit next a military vehicle in the town of Bartella, east of Mosul, Iraq, December 27, 2016. Picture taken December 27, 2016. REUTERS/Ammar Awad
أميركا لا تنوي التخلي عن العراق بسبب مصالحها الجيوسياسية والاقتصادية والأمنية المهمة بالمنطقة (رويترز)

قالت صحيفة لاكروا (La Croix) الفرنسية إن الولايات المتحدة لا تظهر أي استعداد للتخلي عن العراق بسبب مصالحها الجيوسياسية والاقتصادية والأمنية المهمة، وبسبب أهمية استقرار الشرق الأوسط، إذ لا مجال لترك حكومة بغداد في مواجهة محتملة مع تنظيم الدولة الإسلامية، لأن انهيار الدولة العراقية سيهدد النظام العالمي.

وفي مقابلة أجرتها كارولين فينيت، قال مدير المركز الفرنسي لأبحاث العراق عادل بكوان إن الوضع في العراق ليس مثل وضع أفغانستان، لأن الأميركيين انسحبوا رسميا من العراق عام 2011، ولما عادوا عام 2014، كان ذلك بناء على طلب حكومة نوري المالكي التي دعت إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما إلى إعادة إشراك قواتها لإنقاذ بغداد وأربيل في مواجهة تنظيم الدولة.

وحتى الآن -كما يقول بكوان- ليس لدى الأميركيين سوى عدد محدود من القوات بالعراق، وستسحب في 31 ديسمبر/كانون الأول كل القوات المقاتلة من الأراضي العراقية، لكن هذا لا يغير الوضع على الإطلاق، لأنه سيبقى هناك دائما تعاون شامل في قضايا الأمن والاستخبارات والمواكبة ودعم الجيش العراقي والبشمركة الكردية.

ويشير عالم الاجتماع الفرنسي العراقي إلى أن الأولوية القصوى للولايات المتحدة بالشرق الأوسط هي إيران التي لديها حضور اقتصادي وعسكري وثقافي قوي في العراق، والتي يتم تنظيم الكثير من العلاقات معها في هذا البلد بالنسبة لواشنطن، حيث لا يمكنك تعيين رئيس للجمهورية ولا رئيس وزراء في بغداد دون المرور بإيران أو أميركا، ولا يمكن للأميركيين ترك الأرض فارغة للحرس الثوري.

ونبه الخبير العراقي إلى أن دول التحالف الدولي فشلت منذ الغزو الأميركي للبلاد عام 2003، وحتى اليوم، في إنشاء جيش عراقي عملي، مما يعني أن الدعم الأميركي ضروري لهذا الجيش، ولا يمكن لأي حكومة عراقية أن تطالب بقطيعة كاملة مع واشنطن، رغم أن المليشيات الشيعية الموالية لإيران تهاجم المصالح الأميركية في العراق باسم وجود قوة احتلال، ورغم مطالب النواب بالرحيل النهائي للولايات المتحدة فإن حكومة بغداد غير قادرة على تنفيذ هذا القرار.

وخلص إلى أن "إعلان الأميركيين انسحابهم، ولو رمزيا، قد أعطى ورقة مهمة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي يعتبر مواليا للولايات المتحدة في صراعه مع القوى المناهضة له، إلا أن المليشيات الشيعية الموالية لطهران، التي أبدت رضى جزئيا، لا يستبعد أن يستغل بعضها الإعلان لتعبئة قواعدها والمطالبة بانسحاب كامل للولايات المتحدة".

المصدر : لاكروا