الكوريتان تعيدان قنوات الاتصال وتتفقان على تحسين العلاقات

عرض احتفالي في بيونغ يانغ بمناسبة الذكرى الـ68 للهدنة الكورية (رويترز)

أعلنت الكوريتان الجنوبية والشمالية، اليوم الثلاثاء، إعادة قنوات الاتصال المعلقة بينهما، والاتفاق على تحسين العلاقات، بعد 13 شهرا من الجمود الدبلوماسي بينهما.

وفي سول قال المكتب الرئاسي إن رئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، توصلا إلى الاتفاق خلال تبادلات عديدة للرسائل بينهما منذ أبريل/نيسان الماضي.

وقال بارك سو هيون المتحدث باسم البيت الأزرق (مقر الرئاسة الكورية الجنوبية) في إفادة تلفزيونية إن الزعيمين اتفقا على "استعادة الثقة المتبادلة وتطوير علاقاتهما مرة أخرى في أسرع وقت ممكن"، مضيفا أن الكوريتين أعادتا فتح قنوات الاتصال في وقت لاحق صباح الثلاثاء.

على الجانب الآخر، سارعت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية إلى تأكيد تصريحات الرئاسة الجنوبية، وقالت وكالة الأنباء الكورية المركزية الرسمية "الآن، ترغب الأمة الكورية بأكملها في رؤية العلاقات بين الشمال والجنوب تتعافى من النكسات والركود في أقرب وقت ممكن".

وأضافت الوكالة ".. وفي هذا الصدد، وافق كبار قادة الشمال والجنوب على اتخاذ خطوة كبيرة في استعادة الثقة المتبادلة وتعزيز المصالحة عبر استعادة خطوط الاتصال بين الكوريتين من خلال التبادلات العديدة الأخيرة للرسائل الشخصية".

ويصادف إعلان الكوريتين استئناف عمل قنوات الاتصال بينهما اليوم الثلاثاء الذكرى الـ68 لتوقيع هدنة أنهت الحرب الكورية 1950-1953، وتعتبر الحدود بينهما الأكثر تحصينا في العالم منذ نهاية الحرب.

وكانت كوريا الشمالية قد قطعت في يونيو/حزيران من العام الماضي جميع خطوط الاتصال مع كوريا الجنوبية، احتجاجا على "فشل" سول في منع النشطاء من إرسال منشورات دعائية مناهضة لبيونغ يانغ عبر حدودهم.

وقال بعض الخبراء إن الإجراء الكوري الشمالي يشير إلى أن كوريا الشمالية شعرت بالإحباط، لأن سول فشلت في إحياء المشاريع الاقتصادية المربحة بين الكوريتين وإقناع الولايات المتحدة بتخفيف العقوبات.

يذكر أن المحادثات النووية بين واشنطن وبيونغ يانغ لم تحرز تقدما يذكر منذ أوائل عام 2019 ، عندما انهارت القمة الثانية من 3 قمم بين كيم والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حينها.

وهدد كيم منذ ذلك الحين بتعزيز ترسانته النووية وبناء أسلحة أكثر تطورا ما لم يرفع الأميركيون السياسات التي يعتبرها الشمال معادية – يُعتقد أنها تشير إلى العقوبات طويلة الأمد التي تقودها الولايات المتحدة.

وفي وقت سابق، رجح بعض الخبراء اضطرار كوريا الشمالية للتواصل مع الولايات المتحدة، أو كوريا الجنوبية، إذا تفاقمت صعوباتها الاقتصادية، حيث أدى سوء الإدارة وأضرار العواصف، وإغلاق الحدود خلال جائحة فيروس كورونا إلى مزيد من استنزاف اقتصاد كوريا الشمالية.

ودعا كيم في خطبه الأخيرة شعبه إلى الاستعداد لقيود مطولة بسبب جائحة كورونا. وفي حين أن تصريحاته قد تشير إلى احتمال تدهور الوضع الاقتصادي، فإن مجموعات المراقبة الخارجية لم ترصد علامات لمجاعة جماعية أو فوضى اجتماعية في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 26 مليون نسمة.

المعروف أن حوالي 28 ألف جندي أميركي متمركزون في كوريا الجنوبية لردع أي عدوان محتمل من كوريا الشمالية.

المصدر : أسوشيتد برس