كورونا.. احتجاجات في تونس بسبب تفاقم الجائحة ووزير بريطاني يعتذر عن تغريدة

شهدت فرنسا وإيطاليا وأستراليا -أمس السبت- احتجاجات واسعة رفضا للتدابير الصحية الجديدة المفروضة لكبح انتشار جائحة كورونا، سواء تشديد الإجراءات الاحترازية أو اعتماد الجواز الصحي.

جانب من الاحتجاجات في تونس للتنديد بتردي الوضع الصحي والاقتصادي (مواقع التواصل)

تظاهر مئات المحتجين في العاصمة التونسية وعدة مدن أخرى اليوم الأحد؛ مطالبين الحكومة بالتنحي وحل البرلمان في ظل تفاقم جائحة فيروس كورونا بالبلاد، فيما اعتذر وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد عن تغريدة، ثم حذفها، وكان قد دعا فيها البريطانيين لأخذ لقاح الفيروس و"عدم الارتعاد" خوفا من كورونا.

واستخدمت الشرطة التونسية رذاذ الفلفل لتفريق المتظاهرين قرب مقر البرلمان بالعاصمة، وذلك بعدما ألقوا الحجارة، ورددوا هتافات تطالب باستقالة رئيس الوزراء هشام المشيشي وحل البرلمان.
ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان أن مئات أيضا خرجوا في قفصة وسيدي بوزيد والمنستير ونابل وصفاقس وتوزر.

ففي سوسة، حاول متظاهرون اقتحام المقر المحلي لحزب حركة النهضة، أكبر أحزاب البرلمان، وأظهر فيديو بث على مواقع التواصل الاجتماعي محتجون يضرمون النار في مقر النهضة في توزر جنوبي البلاد.

وضربت جائحة كورونا تونس في الوقت الذي تكافح فيه لإنقاذ الاقتصاد الذي يعاني منذ ثورة 2011، وفي ظل أزمة سياسية بين المؤسسات الدستورية.

وقال نور الدين السالمي (28 عاما) -وهو محتج عاطل عن العمل- "نفد صبرنا.. لا توجد حلول للعاطلين.. لا يمكنهم السيطرة على الوباء، لا يمكنهم إعطاؤنا لقاحات".

إقالة الوزير

وأقال المشيشي الأسبوع الماضي وزير الصحة فوزي بومهدي بعد مشاهد فوضوية في مراكز التطعيم خلال عطلة عيد الأضحى، عندما اصطفت حشود كبيرة من الشباب لأخذ اللقاح بسبب نقص الإمدادات، وأعلن الرئيس قيس سعيد أن الجيش سيتولى التعامل مع الجائحة، قائلا إن خطط التصدي لها باءت بالفشل.

وجاءت احتجاجات اليوم بمناسبة الذكرى الـ64 لإعلان الجمهورية في 25 يوليو/تموز من كل عام، ولم تتبن أية جهات حزبية هذا التحرك الاحتجاجي باستثناء المجلس الأعلى للشباب (مجموعة على فيسبوك) الذي أصدر بيانا تناقله ناشطون في الأيام الماضية، دعا خلاله إلى تغيير المنظومة السياسية ضمن فترة انتقالية لا تتجاوز 6 أشهر.

وكانت دول أوروبية وأستراليا شهدت أمس السبت احتجاجات واسعة رفضا للتدابير الصحية الجديدة المفروضة لكبح انتشار الجائحة. وخرجت مظاهرات في فرنسا وإيطاليا رفضا لتشديد الإجراءات الاحترازية، والعمل بإجبارية الجواز الصحي.

تغريدة الارتعاد

من ناحية أخرى، اعتذر وزير الصحة البريطاني عن تغريدة نشرها في حسابه، حث فيها الناس على أخذ اللقاح المضاد لكوفيد-19، وعدم "الارتعاد" خوفا من الفيروس، وقال الوزير البريطاني اليوم إنه "أساء اختيار الكلمة".

وواجه ساجد جاويد انتقادات على استخدامه تعبير "الارتعاد" خوفا من الفيروس الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من البريطانيين، في وقت يسعى فيه كثيرون إلى تجنب الإصابة به.

LONDON, ENGLAND - JUNE 04: Britain's Home Secretary Sajid Javid arrives at Downing Street on June 4, 2018 in London, England. (Photo by Leon Neal/Getty Images)
وزير الصحة البريطاني قال إنه أساء اختيار تعبير "الارتعاد" في سياق حثه للبريطانيين على أخذ لقاح كورونا (غيتي)

وقال جاويد -الذي تولى مهام منصبه في يونيو/حزيران الماضي- إنه حذف تغريدة استخدم فيها كلمة "الارتعاد"، مضيفا "كنت أعبر عن امتناني، لأن اللقاحات تساعدنا على المقاومة كمجتمع، لكنه كان اختيارا سيئا للكلمة، وأنا أعتذر بصدق".

وكتب الوزير البريطاني -في التغريدة المحذوفة- "إذا لم تكن قد فعلت ذلك (أخذ اللقاح)، فعليك من فضلك أن تأخذ اللقاح حتى نتعلم كيفية التعايش مع هذا الفيروس، بدلا من الارتعاد خوفا منه".

وانتقدت أنجيلا راينر -نائبة زعيم حزب العمال المعارض- استعمال وزير الصحة لعبارة "الارتعاد خوفا منه (الفيروس)"، وقالت "توفي 127 ألف شخص بهذا الفيروس (في بريطانيا)، وكان عشرات الآلاف منهم سيبقون على قيد الحياة لولا الفشل الكارثي لحكومتكم.. فكيف تجرؤ على تشويه صورة الناس لمحاولتهم الحفاظ على سلامتهم وأسرهم؟".

وأجرت بريطانيا -التي لديها واحد من أعلى معدلات الوفيات الناجمة عن كورونا- تعديلا على إستراتيجيتها لمكافحة الفيروس، فبدلا من الاستمرار بفرض القيود للحد من انتشار الفيروس، لجأت إلى انفتاح المجتمع على أمل أن تحمي اللقاحات معظم الناس من المرض الخطير.

الجرعة الثالثة

وفي الولايات المتحدة، قال اليوم أنتوني فاوتشي -مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية- إن الأمر قد ينتهي بالأميركيين الذين يعانون من ضعف في المناعة بالحاجة إلى جرعة ثالثة معززة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19، وأضاف فاوتشي -في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" (CNN) الأميركية- "من يتعرضون لزراعة أعضاء، أو علاج كيميائي للسرطان ومن يعانون من أمراض مناعة ذاتية، والذين يخضعون لأنظمة مثبطة للمناعة، هؤلاء هم الذين سيكون من أوائل المستحقين لجرعة ثالثة للقاحات.

من جهة أخرى، ذكر موقع "داو جونز" (Dow Jones) الإخباري الأميركي -نقلا عن الرئيس التنفيذي لشركة "بيونتك" (BioNetch) أوغور شاهين- أنه من الممكن أن تنخفض المناعة التي يوفرها اللقاح الذي طورته شركتا "فايزر" (Pfizer) و"بيونتك"، إلا أن معظم الحاصلين على اللقاح سيظلون محميين ضد الإصابة بعدوى شديدة من المرض، وقد لا يحتاجون إلى جرعة ثالثة.

يشار إلى أن إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا بلغ حتى اليوم الأحد أكثر من 194.4 مليون حالة، منها 4 ملايين و168 وفاة، وتتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث عدد الإصابات، تليها الهند ثم البرازيل وفرنسا وروسيا.

المصدر : الجزيرة + وكالات